[لأن عشت إلى قابل]
ـ[البدر المنير]ــــــــ[12 - 03 - 03, 12:08 ص]ـ
السلام عليكم
اشتقت إليكم أتمنى أن يكون الجميع بصحة وعافية وسلامة ونصر وتمكين.
وعندي سؤال: النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع والعاشر. وقد قالها رسول الله قبل وفاته بعام مما يفيد أنه صلوات ربي وسلامه عليه لم يكن يصم إلا العاشر بعد الهجرة وقبلها، فهل هذا صحيح؟
ـ[البدر المنير]ــــــــ[13 - 03 - 03, 04:24 م]ـ
الرفع للإجابة
ـ[أبو تيمية إبراهيم]ــــــــ[13 - 03 - 03, 07:45 م]ـ
الأخ البدر المنير
الحديث بهذا اللفظ لا أعرفه يصح، بل الصحيح بذكر التاسع فقط، و لهذا فهم ابن عباس أن يوم عاشوراء هو اليوم التاسع، و أما ما جاء عنه من قوله صوموا التاسع و العاشر خالفوا اليهود، فليس فيه ما يدل على خلافه، إنما غاية ما فيه الحث على مخالفة اليهود بالجمع بين هذين اليومين، و هذا صر به ابن عباس و قد استشكل العلماء قول رسول الله صلى الله عليه و سلم (لأصومن التاسع) و سيأتي بيان ما فيه.
ففي صحيح مسلم (1133) عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى بن عباس رضي الله عنهما وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت له أخبرني عن صوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح يوم التاسع صائما قلت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم.
قلت: مراده بقوله 0 هكذا كان رسول الله يصومه) ما كان من عزمه على صومه فيما رواه عنه من قوله 0 لئن عشت .. ) الحديث قاله البيهقي (4/ 287) وقد صرح به ابن عباس في رواية فقال (هو يوم التاسع) أخرجه ابن أبي شيبة (9387) و عبد (669) و غيرهما
و نحا الطحاوي منحى الجمع مع ذكر الاحتمال الآخر فقال (وقوله لأصومن يوم التاسع يحتمل لأصومن يوم التاسع مع العاشر أي لئلا أقصد بصومى الى يوم عاشوراء بعينه كما يفعل اليهود ولكن أخلطه بغيره فأكون قد صمته بخلاف ما تصومه يهود وقد روى عن بن عباس ما يدل على هذا المعنى ثم ساق الراوية التي قدمنا (خالفوا اليهود وصوموا يوم التاسع والعاشر) و قال (فدل ذلك على أن بن عباس قد صرف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم لئن عشت إلى قإبل لأصومن يوم التاسع الى ما صرفناه اليه وقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضا ما .. ) و ساق رواية ضعيفة و كلاما آخر يدلل به على ما ذهب إليه.
و هو هنا خالف الظاهر من قول رسول الله، و قول ابن عباس راويه (اعدد تسعا) بل صرح في روايه بانه التاسع.
و هذا المذكور في الآثار لابي يوسف (801)
و اختلاف العلماء في يو عاشوراء أي يوم هو، ذكره غير واحد، منهم:
ابن أبي شيبة فقال: (في يوم عاشوراء أي يوم هو 9380 حدثنا وكيع بن الجراح عن حاجب بن عمر عن الحكم بن الأعرج قال انتهيت إلى ابن عباس وهو متوسد رداءه في زمزم فقلت أخبرني عن صيام يوم عاشوراء فقال إذا رأيت هلال المحرم فاعدد وأصبح صائما التاسع قلت هكذا كان محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قال نعم 9381 حدثنا وكيع بن الجراح عن ابن أبي ذئب عن القاسم بن عباس عن عبد الله بن عمر عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع يعني يوم عاشوراء 9382 حدثنا عبد الوهاب عن أيوب عن أبي سليمان مولى يحيى بن يعمر قال سمعت ابن عباس يقول يوم عاشوراء وصبيحة تاسعة ليلة عشر 9383 حدثنا وكيع وابن نمير عن سلمة عن الضحاك قال عاشوراء يوم التاسع 9384 حدثنا يزيد بن هارون عن هشام عن الحسن ومحمد قالا عاشوراء يوم العاشر 9385 حدثنا محمد بن بشر عن قتادة عن سعيد بن المسيب والحسن وعكرمة قالوا عاشوراء يوم العاشر 9386 حدثنا وكيع عن سفيان عن يونس عن الحسن قال يوم عاشوراء هو يوم العاشر 9387 حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري عن الحكم عن الأعرج عن ابن عباس قال هو يوم التاسع 9388 حدثنا يزيد بن هارون قال أخبرني ابن أبي ذئب عن شعبة عن ابن عباس أنه كان يصوم يوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته 9389 حدثنا يزيد عن الجريري عن الحسن قال عاشوراء يوم العاشر) (2/ 313).
و منهم:
الترمذي فقال: (اختلف أهل العلم في يوم عاشوراء فقال بعضهم يوم التاسع وقال بعضهم يوم العاشر وروي عن بن عباس أنه قال صوموا التاسع والعاشر وخالفوا اليهود وبهذا الحديث يقول الشافعي وأحمد وإسحاق) (3/ 128)
و منهم ابن عبد البر فقال (اختلف العلماء في يوم عاشوراء فقالت طائفة هو اليوم العاشر من المحرم وممن روى ذلك عنه سعيد بن المسيب والحسن بن أبي الحسن البصري وقال آخرون هو اليوم التاسع منه واحتجوا بحديث الحكم بن الأعرج قال أتيت ابن عباس في المسجد الحرام فسألته عن يوم عاشوراء فقال اعدد فإذا أصبحت يوم التاسع فأصبح صائما قلت كذلك كان محمد يصوم قال نعم صلى الله عليه وسلم وقد روى عن ابن عباس القولان جميعا وقال قوم من أهل العلم من أحب صوم عاشوراء صام يومين التاسع والعاشر وأظن ذلك احتياطا منهم والله أعلم وممن روى عنه ذلك ابن عباس أيضا وأبو رافع صاحب أبي هريرة وابن سيرين وقاله الشافعي وأحمد وإسحاق وروى يحيى القطان عن ابن أبي ذئب عن شعبة مولى ابن عباس قال كان ابن عباس يصوم عاشوراء في السفر ويوالي بين اليومين مخافة أن يفوته وروى ابن عون عن محمد بن سيرين أنه كان يصوم العاشر فبلغه أن ابن عباس كان يصوم التاسع والعاشر فكان ابن سيرين يصوم التاسع والعاشر وذكر عبد الرزاق قال أنبأ ابن جريج أخبرني عطاء أنه سمع ابن عباس يقول خالفوا اليهود وصوموا التاسع) التمهيد (7/ 213)
و غيرهم .. كابن القيم و ابن حجر ..
و ممن ذهب إلى أن عاشوراء اليوم التاسع ابن حزم حيث قال:
(ونستحب صوم يوم عاشوراء وهو التاسع من المحرم وإن صام العاشر بعده فحسن) المحلى 7/ 17 و ساق رواية ابن عباس.
و هذا كله ليس ترجيحا مني لقول ابن عباس هذا بل أذهب إلى أن عاشوراءالعاشر من محرم و يصام التاسع معها، و ذلك أنه قد ثبت عن علي أمير المؤمنين أنه
¥