تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وأقوى هذه المجالات هو حساب وقت غروب القمر، فإنه من المتفق عليه بين العلماء أنه لا يعتد برؤية الهلال، إلا إذا رؤي بعد غروب الشمس، أما لو رؤي قبل غروب الشمس ولو بدقيقة ثم لم ير بعد غروب الشمس، فلا يعتد به بالإجماع، وحينئذ فلو دل الحساب الفلكي على غروب القمر قبل غروب الشمس ثم أتى أحد فادعى رؤيته بعد غروب الشمس، فما الحكم؟

الواقع أن حساب وقت غروب القمر دقيق جدا، وقد حدثني أحد المختصين في علم الفلك، بأن معادلة غروب الشمس هي نفسها معادلة غروب القمر، وقال: إن من يشكك في حساب غروب القمر فليشكك إذا في حساب غروب الشمس؛ لأن المعادلة واحدة، وقد جربت هذا بنفسي وراقبت غروب القمر لعدة شهور، ووجدته دقيقا يغرب في نفس الدقيقة التي حددت في الحساب، فهو كغروب الشمس في هذا.

فهذا هو من أقوى القرائن في الحساب الفلكي، والواقع أنه في سنوات مضت يتقدم شهود فيدعون رؤية الهلال مع أن الحسابات قد دلت على أنه قد غرب، بل إن بعض أنواع التلسكوبات تتجه مباشرة إلى الهلال، إذا برمجت تتجه مباشرة إلى الهلال وتتابعه من أول النهار، فإذا غرب الهلال اتجهت إلى الأرض، أحيانا تتجه إلى الأرض وتعطي إشارة بغروب القمر، ومع ذلك يأتي من يشهد برؤية الهلال، فهل تقبل شهادة هؤلاء؟

نحن قلنا إنه ينبغي أن يتشدد في قبول شهادتهم، ولكن إذا كانوا أهل ديانة وأمانة وخبرة وحدة نظر، فإنه من الصعب رد شهادتهم؛ لأننا قررنا أنه لا يعتمد على الحساب في إثبات دخول الشهر، بل إنه جاء في صحيح مسلم أن الناس تراءوا الهلال زمن النبي صلى الله عليه وسلم، قال بعضهم هو ابن ليلتين، وقال بعضهم هو ابن ثلاث، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله أمده لكم لتروه

فظاهر هذا الحديث هو أن الله تعالى قد يمد الهلال لكي يراه الناس، يكون في هذا خرقا لما هو معروف أو معلوم بالسنن، والله تعالى أعلم، ولهذا فنتمسك بظاهر النص في هذا، فنقول المعول عليه هو الرؤية، ولكن ينبغي أن يتشدد إذا دلت الحسابات الفلكية على عدم إمكانية الرؤية، ينبغي أن يتشدد في ذلك، ولا تقبل الشهادة إلا من عرف خبرته في هذا وحدة نظره مع دينه وأمانته.

وهذه المسألة أعني دخول الشهر، تشكل في بعض البلاد خاصة في بعض البلاد غير الإسلامية والتي يكون فيها جالية إسلامية، يختلفون اختلافا كثيرا في هذه المسألة، فأقول إذا أمكن اتحاد المسلمين على رأي فهو المطلوب؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: http://www.taimiah.org/MEDIA/H2.gif الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس ( http://**********:OpenHT('Tak/Hits24013465.htm'))http://www.taimiah.org/MEDIA/H1.gif .

ولكن إذا اختلف الناس في البلد الواحد فحينئذ نقول: إنه ينبغي اتباع البلاد التي تعتمد على الرؤية في إثبات دخول الشهر، خاصة إذا كان الناس في تلك البلاد في الغرب يعني بأن كانت البلاد التي يريدون اتباعها في الشرق، فمثلا لو رؤي هلال هنا في المملكة فلا بد أن يرى في البلاد التي تقع غربها، كبلاد إفريقيا وأوروبا وأمريكا.

البلاد التي تقع في الغرب لا بد أن يرى فيها الهلال، لا يمكن أن يعني يرى الهلال هنا في المملكة ولا يمكن رؤيته في البلاد التي تقع في الغرب، ما دام أن الرؤية صحيحة فلا بد أن يرى في البلاد التي تقع في الغرب، ولا يلزم من ذلك رؤيته في الشرق، فقد يتعذر رؤية الهلال في الشرق ويمكن رؤيته في الغرب.

هذه نبذة موجزة عن هذه المسألة، ونعود لمسألتنا التي بين أيدينا وهي الاعتماد على المراصد الفلكية في إثبات الشهر، هذه المسألة بحثها مجلس هيئة كبار العلماء بالمملكة قبل نحو ربع قرن، وتحديدا عام 1403 للهجرة، وشكل لجنة من الشيخ عبد الرزاق عفيفي -رحمه الله- مع بعض المختصين.

ورأت اللجنة عدة أمور أقرها مجلس هيئة كبار العلماء:

ومنها: إنشاء المراصد كعامل مساعد على تحري رؤية الهلال لا مانع منه شرعا.

ومنها: إذا رؤي الهلال بالعين المجردة فالعمل بهذه الرؤية وإن لم ير بالمرصد.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير