ما مِتَّ يا مَفْخَرَةَ أَهْلِ السُنَّة (ابن جبرين_رحمه الله_)
ـ[محمّد حدّاد الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 09, 01:29 ص]ـ
ما مِتَّ يا مَفْخَرَةَ أَهْلِ السُنَّة
بسم اللّه و الحمد للّه الّذي جعل لكلّ مَن على الأرض نهاية، و الصّلاة و السّلام على مَن بلّغ لنا الدّين، و على أزواجه و أصحابه و أتباع التّوحيد و الحقّ و الهداية.
قامة علمية، و جبل شامخ، و شمس لامعة ... صفات لا تفي بحقّك علينا فضيلة شيخنا الإمام العلاّمة عبد اللّه بن عبد الرّحمان بن جبرين، و إنْ كان أمثالك في غُنية عن الوصف و المدح، فإنّ مآثرك ناطقة و شاهدة على كبير عِلمك، و عظيم حِلمك، و علوِّ هِمّتك، و سخاء يدك، و صفاء سريرتِك.
ذهبتَ عنّا و نحن أشدّ ما نكون في حاجة لأمثالك ... ، و هل يرتوي الظَّمآن من ماء البحر؟ أم يزداد عطشا كلّما شرب منه؟!
و اللّه لقد أحزننا فراقك فبكيناك كما بكاك أهلك، فما كدنا نميّز جميعا من هو الأولى بتعزية الآخر؛ أنعزّي أهلك و أبناءك الّذين أضلّهم معك سقف واحد؟ أم يُعكس الأمر فنكون نحن المُعَزَّون و سائر محبّيك في كلّ بقعة تحت سماء هذه الدّنيا؟
لقد سبق أجلك آلام كنّا نحسّ بها أيّام تلقّيك لمختلف العلاجات و العنايات، آلام تُسكنها آمال كانت تصلنا كلّ مرّة من الإخوة القائمين على مكتبك الخاص، و نحن متسلّحين بالدّعاء لمجيب الدّعاء ... ، إلى أن هاجمنا الخبر العاجل على مختلف أجهزة الإعلام ينعى وفاتَك، فاختار اللّه _سبحانه العليم القدير_ ما قدَّره لكَ مِن رحيل و الخير فيما اختاره، و إنّا للّه و إنّا إليه راجعون.
و ما مِتّ أيّها العَلَم الفذ، و الفقيه الفحل، و الدّاعية النَيِّر، و صاحب القلب الطّهور، و النّفس الرّاضية، و العِلم الغزير، و التّقوى الظّاهر، و التّواضع الجمّ _نحسبك كذلك و الله حسيبك و لا نزكّي على اللّه أحدا_ ... و إنّما نصفك بهذه الصّفات اقتداء بما وصفك به من هم أعرف بك منّا ...
ذهبتَ لتزداد حياةً بخلود ذكراك في أوساط النّاس، و قد ذُرفت الدّموع و حزنت الجموع، و جاءوك من كلّ فجّ عميق ليشهدوا جنازتك و يُودّعوك في سفرك إلى دار قد ادُّخرت لكَ فيها كنوز حسناتك _إن شاء اللّه_.
لو كان الموت يُحسد عليه لحَسدناكَ على موت أمثالك شيخنا ابن جبرين؛ كيف لا و قد تركتم من العلوم الغزيرة الّتي يُنتفع بها، و مِن الصّدقات الجارية العظيمة الّتي خلّفتموها، و مِن الأولاد الصّالحين الّذين يدعون لكم ... ، و إنّنا نعدّ أنفسنا جميعا مِن أبنائِكم.
كم شققتَ طريقك نحو الخير مُستنيرا و مُنيرا، مُستفيدا و مُفيدا، مُتعلِّما و مُعلِّما ... ، رغم الأشواك و الصِّعاب و اللأواء الّتي اصطنعها أعداؤُكَ مِن المغرضين و الحاقدين و الحاسدين، و كم برهنتَ لهم على جدّيتك في الحياة و صدقِك في طلب ما عند اللّه _سبحانه و تعالى_، فما التفَتَّ لهم يوما و لا توقّفت مِن أجل لعبهم، فإنّ الجدّ و اللّعب لا يجتمعان! لتزداد بذالك عظمة و رِفعة في القلوب و العيون، و ليزدادوا هم حقارة و دناءة و ذِلّة ...
لتأتي جنازتكَ شاهدة على منزلتك الكبيرة في قلوب محبّيك _و هم كُثر و نحن منهم_، فذكّرتنا بجنائز أهل السنّة و جملة إمامهم المشهورة لأهل الزّيغ و الضّلال: "موعدنا يوم الجنائز"؛ فقد سُدّت كلّ الطّرق المؤدّية إلى المسجد الّذي صُلّي عليك فيه، و كذلك عندما رُفعتَ فوق الأكتاف و أنتَ الرّفيع؛ لتوضع في روضتك الهنيئة السّعيدة الطيّبة _بإذن اللّه_.
ثمّ نقول لشانئيك؛ انظروا إلى كبير حقارتكم عند النّاس و أنتم أحياء، و انظروا إلى عظيم منزلة الشّيخ ابن جبرين _و أمثاله_ و هو ميّت ... ، و لكأنّ قول الأوّل تحقّق فيكم حينما قال:
أخو العلم حيٌ خالدٌ بعدَ موتِهِ ـــ و أوصالهُ تحتَ التُّرابِ رَمِيمُ
و ذو الجهلِ مَيْتٌ و هو ماشٍ عَلَى الثَّرى ـــ يُظَنُّ مِنَ الأَحيَاءِ و هو عَديمُ
أقول لكَ يا مفخرة أهل السنّة الحبيب و قد رحلتَ عنّا _و لم تَمُتْ و لم يمُت أمثالكَ_: رحمكَ اللّه و أفسح لك في قبركَ و نوّر لكَ فيه، و رفع درجتكَ في المهديين، و أخلفَكَ في عقبِك في الغابرين، و نفعنا بما خلّفتَه لنا مِن علوم و مآثر نيِّرة، و جمعنا بكَ في دار أولياء اللّه مِن الأنبياء و الشّهداء و الصّالحين.
أخوكم محمّد بن حسين حدّاد الجزائري
[email protected]
ليلة الأربعاء 22 رجب 1430هـ، الموافق لـ: 15 جويلية 2009م
المصدر: http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2241
ـ[بن موسى]ــــــــ[24 - 07 - 09, 01:57 ص]ـ
صدقت يا اخي
فقد عرف الشيخ بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يحابي ولا يجامل احد في اي فتوى
لهذا كثر اعداءه من الروافض الحاقدين عليهم من الله ما يستحقون ومن ادعياء السلفية (الجامية) هداهم الله
رحم الله الشيخ رحمة واسعة