[البروبوغندا ... يا طلاب العلم]
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 07 - 09, 06:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الكرام حديثي وإياكم في هذا المقال هو عن شيء من التوابل يحسنه البعض فتروج سلعته في سوق العلم وفي دهاليزه ..... وقد يبتلى فيه آخرون فيأتي من يصنع لهم هذه الهالة وهم لا يريدونها وهذا قد بلي به الصالحون من قبل ...
قال البيهقي: السلامة في الخمول، وأهل العلم لم يقصدوا الشهرة ولم يتعرضوا لها، ولا لأسبابها، فإن وقعت من قبل الله تعالى فروا عنها وكانوا يؤثرون الخمول، و المذموم طلب الإنسان الشهرة، وأما وجودها من جهة الله تعالى من غير طلب الإنسان فليس بمذموم، غير أن في وجودها فتنة على الضعفاء، فإن مثل الضعيف كالغريق القليل الصنعة في السباحة، إذا تعلق به أحد غرق وغرقه، فأما السابح النحرير فإن تعلق الغرقى به سبب لنجاتهم وخلاصهم ..
فما علاقة عنوان موضوعنا في هذا الأمر؟!
العلاقة وثيقة ... فإن بعض أهل العلم ليس لديه هذه الدعائية لعلمه وإن كان يحسن علماً كثيراً أو قل إن شئت بحراً من بحور العلم .. بينما من هو أقل منه علماً لديه هذه الاستطاعة في عرض ما عنده وما ليس عنده! في بعض الأحيان!!
وقد يغفل بعضهم فيسلك هذا السبيل ... ظناً منه أن هذا ينصر الحق ويعلي شأنه
و لا شك أيها الكرام أنكم قد سمعتوا كما سمعت من بعض المحاضرين والفضلاء عند ذكر حديث من الأحاديث (خرجه أهل السنن والمسانيد والمعاجم وووو) وواقع الحال أن هذا الحديث الذي ذكره فضيلة الشيخ وفقه الله يصلح أن يكون مثالاً للغريب المطلق!!
أو لعلكم قد سمعتم (وهذا هو الصواب والذي عليه المحققون ... ) علماً أن القول الذي ذكره انفرد به من المتأخرين واحد .. ولعل الصواب في خلافه وإن كان مأجوراً في بحثه!!
والصور قد لا تتنهى في هذا الباب .. وهو عرض بعض الفضلاء ما عنده وتزويقه وتنميقه ما قد لا يوجد عند من هو أضبط منه في أصول العلم.
سلبيات هذا الأمر:
لقد رأيت كما رأى غيري إن استخدام هذه الدعائية (البروبوغاندا) بشكل مكثف جعل العلماء في معزل عن طلاب العلم وعامة الناس، فالناس أصبحوا يعرفون زيداً و عمرواً وهم من أواسط المتعلمين وذلك لكثرة الظهور الإعلامي ورصف الكلام بطريقة إنشائية أكثر من كونها علمية إلى آخر هذه السبل التي قد تكون مما يتميز به الشخص وهو فيه سجية وليس بتكلف ..
وإحالة طالب العلم العامة وطلاب العلم للعلماء وربطهم بالأكابر لا ينقص قدره وذكر فتاواهم التي يميل إلى موافقتها من هذا السبيل فعندما تسأل عن مسألة بعد ذكر ذليلها قل رجح فلان فيها كذا من علماء الأمة الذين اشتهروا بالاستقامة والسلامة ...
والله أعلم
* أخشى أن يقرأ بعض الإخوة هذا العنوان ويذهب ظنهم إلى أنها دولة أفريقية بجوار أوغندا .. :)
ـ[أبو بكر الغنامي]ــــــــ[27 - 07 - 09, 06:30 ص]ـ
* أخشى أن يقرأ بعض الإخوة هذا العنوان ويذهب ظنهم إلى أنها دولة أفريقية بجوار أوغندا .. :)
كنت أظن هذا حتى قرأت الملاحظة - إبتسامة -
لا شبهة في أن إحسان طالب العلم لطرق الكلام , وعرض ما عنده من العلم ليست من وطء العقب في شيء , ولا أظنك - رعاك الله - ممن يدعي خلاف ماذكر.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 07 - 09, 02:14 م]ـ
كنت أظن هذا حتى قرأت الملاحظة - إبتسامة -
لا شبهة في أن إحسان طالب العلم لطرق الكلام , وعرض ما عنده من العلم ليست من وطء العقب في شيء , ولا أظنك - رعاك الله - ممن يدعي خلاف ماذكر.
و لا شك أن إحسان طالب العلم طرق الكلام ليست المقصود بل المقصود هو أمور أخرى هي:
- أن يظن طالب العلم الذي يحسن طرق الكلام أنه بمجرد بلاغته قد حق له التصدر في النوازل وهذا ما نراه من تكاثر البيانات عندما تنزل في الأمة أمر من المدلهمات.
- أن بعض الشباب الصغار يظن أن ذاك الشيخ الفاضل الذي يحسن طرق الكلام أعلم بمجرد ذلك وهذا ما حدا بالكثير من الأغمار ترك العلماء الكبار.
- أن يكون طلبة العلم همزة وصل بين العامة والعلماء لا همزة قطع والله الموفق