اتجه الطرطوشي إلى القاهرة لينصح حاكم البلاد الفاطمية الوزير الأفضل بن بدر الجمالي إذ كان الجمالي ظالما مستبدا بشعبه. كان مما قاله للوزير «واعلم أن هذا الملك الذي أصبحت فيه إنما صار إليك بموت من كان قبلك، وهو خارج عن يديك مثل ما صار إليك؛ فاتق الله فيما حولك من هذه الأمة، فإن الله سائلك عن النقير والقطمير والفتيل، قال الله تعالى: "فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون"».
يقول ابن فرحون:كان مجانبا للسلطان معرضا عنه وعن أصحابه شديدا عليهم مع مبالغتهم في بره وامتحن في دولة العبيدين بالإخراج من الإسكندرية ومنعوا الناس من الأخذ عنه (نفس المرجع السابق) فحول المحنة إلى منحة وأقبل على التأليف فألف تآليف حسانا ..
.. وقدوشى به القاضي ابن حديد عند الأفضل العبيدي حيث كان الطرطوشي يذكر بني حديد ذكرا قبيحا لما كانو ا عليه من أخذ المكوسات والمعونة علي المظالم. (نفس المرجع السابق) .. وكان يفتي بحرمة الجبن الذي يأتي به النصاري ويفتي بقطع محرمات كثيرة .. فشكاه بنوا حديد إلى الأفضل فأرسل إليه الأفضل وزير خليفة مصر وهو من العبيدية فقال له الرسول يسر حوائجك فإنك تمشي يوم كذا فقال له وأي حوائج معي ريشي رياشي وطعامي في حوصلتي ثم مشى إلى الأفضل فلما اجتمع به أكرمه وصرفه صرفا حسنا وجعل له عشرة دنانير في كل شهر يأخذها من جزية اليهود بعد الرغبة إليه في ذالك ... وكان الطرطوشي صاحب نزهة مع طلبته في أكثر الأوقات يخرج معهم إلي البساتين فيقمون الأيام المتوالية في فرجة ومذاكرة ومداعبة مما لايقدح في حق الطلبة بل يدل علي فضلهم ... ... ومن الوفايات أن الشيخ أبابكر لما طلب إلي مصر أنزله الأفضل العبيدي في مسجد بالقرب من الرصد وكان الشيخ يكرهه فلما طال مقامه ضجر وقال لخادمه إلي متى نصبر اجمع لي المباح من الأرض فجمع له فأكله ثلاثة أيام فلما كان عند صلاة المغرب قال لخادمه رميته الساعة رميته الساعة فلما كان من الغد ركب الأفضل فقتل وولي بعده المأمون ابن البطائحي فأكرم الشيخ اكراما كثيرا وصنف له كتاب: سراج الملوك وهو حسن في بابه. (نفس الرجع)
... كان نزوله بالإسكندرية باشر قتل الأمير بها علماءها فوجد البلد عاطلا عن العلم فأقام بهاوبث علماجما،وكان يقول: إن سألني الله تعالى عن المقام بالإسكندرية لما كانت عليه في أيام الشيعة العبيدية من ترك إقامة الجمعة ومن غير ذلك من المناكر التي كانت في أيامهم أقول له: وجدت قوما ضلالا فكنت سبب هدايتهم. (نفس الرجع)
ويذكر ابن فرحون عن بعض تلامذته قوله: وخرجنا معه في بعض النزه فكنا ثلاث مأة وستين رجلا لكثرة الآخذين عنه المحبين صحبته ...
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 04:01 ص]ـ
وهنا نضع بعض المسائل و الفتاوى المنقولة عن الامام الطرطوشي رضي الله عنه
سئل الإمام أبو بكر الطُّرْطوشي رحمه الله:
ما يقول سيدنا الفقيه في مذهب الصوفية؟
وأعلم-حرس الله مدته- أنه اجتمع جماعة من رجال، فيكثرون من ذكر الله تعالى، وذكر محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم إنهم يوقعون بالقضيب على شيءٍ من الأَديم، ويقوم بعضهم يرقص ويتواجد، حتى يقع مغشيّاً عليه، ويحضرون شيئاً يأكلونه.
هل الحضور معهم جائز أم لا؟
أفتونا مأجورين، يرحمكم الله.
الجواب:
يرحمك الله، مذهب الصوفية بطالة وجهالة وضلالة، وما الإسلام إلا كتاب الله، وسنة رسوله، وأما الرقص والتواجد، فأَوّل مَنْ أَحثه أصحاب السامريّ، لما اتخذ لهم عجلاً جسداً له خوار, قاموا يرقصون حواليه ويتواجدون, فهو دين الكفار, وعبّاد العجل.
وأما القضيب فأوّل مَن اتخذه الزَّنادقة، ليشغلوا به المسلمين عن كتابِ الله تعالى.
وإنما كان يجلس النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم مع أصحابه، كأنما على رؤوسهم الطير من الوقار، فينبغي للسلطان ونوّابه أن يمنعهم من الحضور في المساجد وغيرها، ولا يحلّ لأَحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يحضر معهم، ولا يعينهم على باطلهم، هذا مذهب مالك وأبي حنيفة والشافعي وأحمد بن حنبل وغيرهم من أئمة المسلمين، وبالله التوفيق.
المرجع:
كتاب الجامع لأحكام القرآن للإمام القرطبي: (11/ 237 - 238)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:03 ص]ـ
نسيه المتأخرون منهم لأنه مشهور بالرد على البدع وأهلها و أكثر المتأخرين لهم طرق صوفية
وكذلك ابن خويز منداد كان شديدا على الأشعرية فلذلك لم يحصل الاهتمام بكثير من اختياراته
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[28 - 07 - 09, 09:58 م]ـ
اما ابن خويز فلا اظن ان الرجل تناساه المالكية بل اقواله خرجت عن المذهب ومال الى الظاهرية ثم ان الرجل لم يترك ارثا يرجع اليه غاية ما نقل الينا يعض الاقول اعتنى بها ائمة معدودن كالامام الباجي وغيره
ـ[د. عبد الرحمن محجوبي]ــــــــ[07 - 11 - 09, 11:43 م]ـ
ابن خويز منداد، يتسابق الباحثون من أجل تراثه ينظر الرابط التالي:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=186180
أما أبو بكر الطرطوشي ففي حدود علمي هناك رسالة جامعية عن اختياراته المختلفة سأعمل بإذن الله تعالى على إفادة القراء بعنونانها الكامل إذا تيسر ذلك.
¥