تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

وهو محمول عند جماعة من أهل العلم على الكذب الصريح، لا التورية، وقد ألحقوا به ما دعت إليه الضرورة أو المصلحة الراجحة، فيجوز الكذب فيه. وإن احتاج إلى الحلف، حلف ولا شيء عليه، والأولى أن يستعمل المعاريض كما سبق.

قال النووي رحمه الله في شرح مسلم: " قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (الْحَرْب خُدْعَة) ... وَقَدْ صَحَّ فِي الْحَدِيث جَوَاز الْكَذِب فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء: أَحَدهَا فِي الْحَرْب. قَالَ الطَّبَرِيُّ: إِنَّمَا يَجُوز مِنْ الْكَذِب فِي الْحَرْب الْمَعَارِيض دُون حَقِيقَة الْكَذِب , فَإِنَّهُ لَا يَحِلّ , هَذَا كَلَامه , وَالظَّاهِر إِبَاحَة حَقِيقَة نَفْس الْكَذِب لَكِنْ الِاقْتِصَار عَلَى التَّعْرِيض أَفْضَل. وَاَللَّه أَعْلَم " انتهى.

وقال السفاريني رحمه الله: " فهذا ما ورد فيه النص، ويقاس عليه ما في معناه، ككذبه لستر مال غيره عن ظالم , وإنكاره المعصية للستر عليه، أو على غيره ما لم يجاهر الغير بها , بل يلزمه الستر على نفسه وإلا كان مجاهرا , اللهم إلا أن يريد إقامة الحد على نفسه كقصة ماعز , ومع ذلك فالستر أولى ويتوب بينه وبين الله تعالى.

ثم قال السفاريني: " والحاصل أن المعتمد في المذهب أن الكذب يجوز حيث كان لمصلحة راجحة كما قدمناه عن الإمام ابن الجوزي , وإن كان لا يتوصل إلى مقصود واجب إلا به وجب. وحيث جاز فالأولى استعمال المعاريض " انتهى من "غذاء الألباب" (1/ 141).

وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:

" .. فالمشروع للمؤمن أن يقلل من الأيمان ولو كان صادقا؛ لأن الإكثار منها قد يوقعه في الكذب، ومعلوم أن الكذب حرام، وإذا كان مع اليمين صار أشد تحريماً، لكن لو دعت الضرورة أو المصلحة الراجحة إلى الحلف الكاذب فلا حرج في ذلك؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا ويقول خيراً. قالت: ولم أسمعه يرخص في شيء مما يقول الناس إنه كذب إلا في ثلاث: الإصلاح بين الناس، والحرب، وحديث الرجل امرأته، وحديث المرأة زوجها) رواه مسلم في الصحيح. فإذا قال في إصلاحٍ بين الناس: والله إن أصحابك يحبون الصلح، ويحبون أن تتفق الكلمة، ويريدون كذا وكذا، ثم أتى الآخرين وقال لهم مثل ذلك، ومقصده الخير والإصلاح: فلا بأس بذلك للحديث المذكور.

وهكذا لو رأى إنساناً يريد أن يقتل شخصاً ظلماً أو يظلمه في شيء آخر، فقال له: والله إنه أخي، حتى يخلصه من هذا الظالم إذا كان يريد قتله بغير حق أو ضربه بغير حق، وهو يعلم أنه إذا قال: أخي تركه احتراما له: وجب عليه مثل هذا لمصلحة تخليص أخيه من الظلم.

والمقصود: أن الأصل في الأيمان الكاذبة المنع والتحريم، إلا إذا ترتب عليها مصلحة كبرى أعظم من الكذب، كما في الثلاث المذكورة في الحديث السابق " انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (1/ 54).

والله أعلم.

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/83093

ـ[احمد المزني المدني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:51 م]ـ

جزاكم الله خيرا فتوى طيبة مباركة باذن الله تعالى

ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 12:31 ص]ـ

جزاكم الله خيرا وبارك فيكم.

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:52 ص]ـ

جزاكما الله خيراً

ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[29 - 07 - 09, 10:27 م]ـ

جزاكم الله خيرا شيخ احسان والفتوي قي وقتها المناسب نفع الله بكم اي في اوقات الزواجات في الصيف.

ـ[المسلم الحر]ــــــــ[01 - 11 - 09, 06:45 م]ـ

جزاك الله خيرا أخي أبو طارق و نفع الله بك ...

ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[01 - 11 - 09, 07:00 م]ـ

جزاكم الله خيرا

وهذا ما عليه الفتوى عند الفقهاء المالكيين رحمهم الله

نفع الله بكم

ـ[أبو راشد التواتي]ــــــــ[01 - 11 - 09, 07:13 م]ـ

مشكور اخانا ابو طارق

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 01:04 ص]ـ

جزاكم الله خيراً جميعاً

ـ[ابو حذيفة الأثري]ــــــــ[02 - 11 - 09, 04:56 ص]ـ

رفع الله قدركم

ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[02 - 11 - 09, 11:47 ص]ـ

لكن ألا ترون في نشر مثل هذه الفتاوى ما يفتح باب التهاون لدى بعض الفتيات وعدم المحافظة على أنفسهن لا سيما من يعشن في عالم مختلط أو جو وظيفي غير محتشم؟!!

ـ[أبو الحسن القرشي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 11:52 ص]ـ

جزاك الله خيراً يا شيخ

ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 12:13 م]ـ

لكن ألا ترون في نشر مثل هذه الفتاوى ما يفتح باب التهاون لدى بعض الفتيات وعدم المحافظة على أنفسهن لا سيما من يعشن في عالم مختلط أو جو وظيفي غير محتشم؟!!

لا نرى ذلك بل هي تعالج واقعا موجودا

ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[02 - 11 - 09, 03:22 م]ـ

جزاك َ الله خيرا .. شيخَنا إحسان .. وبارك َ فيك ..

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير