ـ[أم حنان]ــــــــ[01 - 08 - 09, 08:59 م]ـ
الحمد لله، هذه فتاوى للعلماء في هذه المسألة-في أحد المواقع-:
فلقد تم عرض سؤالكم على فريق فتوى موقع الإسلام اليوم بإشراف الشيخ سلمان العودة وأجاب فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله الدميجي استاذ الشريعة في جامعة ام القرى بما نصه:
أما مسألة حكم الاستعانة بالجن واستخدامهم في العلاج أو غير ذلك فالصحيح أنه لا يجوز حتى وإن كانوا مسلمين وفي أمر مباح أو مشروع؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستعن بهم لا في الجهاد، ولا في الإخبار عن أحوال العدو، ولا عن شيء من ذلك مع حاجته الماسة -صلى الله عليه وسلم- إلى ذلك، مع أنه مرسل إليهم عليه الصلاة والسلام، وقد بلغهم رسالة ربه.
وهذا الاستخدام من أفعال أهل الجاهلية. فكانوا إذا نزلوا وادياً أو مكاناً خالياً قالوا: نعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه … يريدون كبير الجن. فحرّم الإسلام ذلك، قال –تعالى- "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً".
وقد أبدلهم النبي -صلى الله عليه وسلم- خيراً منه فقال -عليه الصلاة والسلام- " من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك " رواه مسلم (2708).
وهذا الاستخدام هو من الاستمتاع الذي ذمّ الله الكافرين عليه، قال –تعالى- "ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم" فالجن لا يخدم الإنس إلا إذا قدم له شيئا، ً وهذا هو استمتاع بعضهم ببعض. كما أن استخدام الجن في بعض الأمور المباحة أو الطاعات ذريعة للشرك، وقاعدة "سد الذرائع" تمنع من ذلك لما فيه من مخاطر جسيمة على عقيدة المسلم.
فعلى المسلم الغيور على دينه البعد عن كل الأمور التي تقدح في عقيدته وتجره إلى الذنب الذي لا يغفره الله تعالى. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
وقد أجاب كذلك فضيلة الشيخ الدكتور سالم القرني وهو من فريق الفتوى في نفس الموقع بما نصه:
أما الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه فهذا شرك في العبادة لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه، في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته. قال الله تعالى:"ويوم يحشرهم جميعاً يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس وقال أولياؤهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم*وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون" [الأنعام:128 - 129] وقال تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" [الجن:6].
ثانياً: الجن صنف من مخلوقات الله ورد ذكرهم في القرآن الكريم والسنة النبوية، وهم مكلفون مؤمنهم في الجنة وكافرهم في النار، ولا يستطيعون شيئاً مما لا يقدر عليه إلا الله، ولا يعلمون الغيب، ولا يعلم ما في السماوات والأرض من الغيب إلا الله، قال الله تعالى:"فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته إلا دابة الأرض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن أن لو كانوا يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين" [سبأ:14]، ومن ادعى علم الغيب فهو كافر، أو من صدق علم الغيب فإنه كافر أيضاً، لقوله تعالى:"قل لا يعلم من في السماوات والأرض الغيب إلا الله" [النمل:65].
ولقد سؤل الدكتور محمد المنيعي وهو من فريق الفتوى في ذات الموقع سؤال نصه:
ما حكم استخدام الجن إذا لم يتقرب إليهم بذبح أو أي نوع من أنواع الشرك، كما زعم ذلك أحدهم ممن يقصده الناس للعلاج؟.
فأجاب بمانصه:
اعلم يا أخي أن ما قاله لك هذا الساحر من أن الجن يساعدونه من غير تقرب هذه مقولة كل ساحر؛ حتى يقبل قوله وعمله ويسعى إليه الناس ويثق به الجميع، فليس من العقل في شيء أن يقول الساحر: إنه يعبد الشيطان ويقدم له القرابين؛ لأن ذلك يوجب قتله ونفرة الناس منه وهجره.
¥