ثالثها: أن تكون بأسماء غير الله من ملك أو نبي أو جن، وكل معظم شرعا فهي غير مشروعة، وحكمها حكم الحلف بغير الله، كما فقله في الفتح عن القرطبي. (ج10/ 161).
رابعها: ما كان بأسماء الله أو كلامه أو ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم، أو مأثور عن أصحابه أو عن العرب مما ليس فيه محظور شرعي، كرقية الشفاء التي عرضتها على النبي وأمرها بأن تعلمها حفصة. أنظر كتاب الشرك ومظاهره (ص157).ونقلها الحافظ في الفتح عن القرطبي الذي جعلها ثلاثة أنواع. (ج 10/ 205 - 207).
صفة الرقية الشرعية: وصفة الرقية أن يقرأ القارئ بصوت مسموع وبكلام مفهوم على محل الألم أو على يديه للمسح بهما، أو في ماء ونحوه وينفث إثر القراءة نفثا خاليا من البزاق، وإنما هو نفس معه بلل من الريق.روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان النبي ينفث على نفسه في المرض الذي مات فيه بالمعوذات، فلما ثقل، كنت أنفث عنه بهن وأمسح بيده نفثه لبركتها.
شروط الرقية الشرعية: قال الحافظ في الفتح: (ج10/ 206) والرقى التي يجوز أن يرقى بها هي ما استكملت ثلاثة شروط: 1 - أن تكون بكلام الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.2 – أن تكون بالسان العربي أو بما يعرف معناه من غيره 3 - أن يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها بل بذات الله تعالى.
وقد أجمع أهل العلم على هذه الشروط، فإذا فقد شرط منها فلا تعتبر شرعية،ومع هذا فهناك شروط أخرى في الراقي، والمرقي نذكرها في الفروق.
تعريف الشعوذة والشعبذة: يقال شعبذ وشعوذ، والمشعبذ والمشعوذ كلاهما واحد والشعوذة هي: خفة في اليد، وأخذٌ كالسحر، يرى الشيء بغير ما عليه أصله في رأي العين وهو مشعبوذ ومشعوذ.وتقوم على الخداع.
صفة الشعوذة: فإن المشعوذين يخدعون الناس بما يظهرون من حركات خفيفة وأخبار غيبية لطيفة، يصرفون بها الأنظار إليهم، فيحتالون على الناس بطرق سحرية وعزائم عرافية يستعينون في ذلك بالجن مستعملين ألفاظ وكلمات تعظمها ملائكة متصرفة في قبائل الجن متى أقسم المعزم عليها بها أجابت إلى ما طلب منها،ثم يخلطونها بشيء من الذكر والدعاء في أولها أو آخرها، حتى يظهروا للعيان أنهم من الصالحين، ويخافون رب العالمين،ضف إلى ذلك فهم لا يراعون شروط وضوابط الرقية كما سنعرفها في الفروق بين الرقية الشرعية، والباطلة.
قال ابن التين كما في الفتح (10/ 205 –207):وتلك الرقى المنهي عنها التي يستعملها المشعوذ وغيرهما ممن يدعي تسخير الجن له فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم، والتعوذ بمردتهم.
قلت: وجمعه إلى ذكر الله وأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين حتى يثق الناس فيه ويقبلوا عليه.
الفرق بين الرقية الشرعية والشعوذة:
1 – الرقية الشرعية تكون بكلام الله وأسمائه والذكر المأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوراد.
2– الشعوذة تكون بألفاظ شركية، وكلمات سحرية تعظمها الجن فمتى أقسم المعزم بها أجابت إلى ما طلب منها.
3 –الرقية الشرعية تقرأ بصوت مسموع واضح الألفاظ،معلوم المعنى.
4 – الشعوذة تكون بتمتمة، وغالبا ما تكون بألفاظ مبهمة غير معقولة المعنى، وربما تخلل ذلك كلمات مسموعة من الذكر، أو القرآن حتى يموه بها على الحضور من زبائنه.
5 – الرقية الشرعية تكون باللسان العربي المبين، بمعنى حتى لو لم تكن بالقرآن والذكر، فإنها تكون بالكلام المأثور عن العرب، المعقول المعنى كما في رقية الشفاء التي عرضتها على النبي وأقرها، وأمرها أن تعلمها حفصة، وكما كان لآل حزم رقية في الجاهلية، ولغيرهم رقى يرقون بها فعرضوها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لا باس بالرقية ما لم يكن فيها شركا ثم قال: من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل >>، ولا تكون فيها كلمات تحمل معنى محظورا شرعا.
6 – والشعوذة أو العزيمة، تكون بالطلاسم والعزائم السحرية، والحروف، والأرقام، وأسماء كبار الجن والسحرة، والمطالع والنجوم، والتخييل، واستحضار الأرواح، والاستكشاف .. إلخ مما هو محظور شرعا.
7 – الراقي لا يكتب التمائم، ولا الحصون، مما يسمى ب ((الحروز)) أو {الحصن والحصين} ولا اليد التي فيها خمس أصابع والعين داخلها، والثعبان ملتوي على الأصابع ولا غير ذلك ...
¥