8 – والمشعوذ يعتمد على التمائم، والحصون مما يسميه {الحصن الحصين} وحروز الأمان التي فيها الطلاسم، وتحمل اسم المريض واسم أمه وإلى جانبها أسماء الجن.
9 – الراقي الشرعي يعتقد أن الرقية لا تؤثر بذاتها، وإنما بإذن الله سبحانه وتعالى، ولا أحد يملك الشفاء بمعنى البرء،ولا أحد يدفع العين، ويطرد الجن، ويبطل السحر ويأتي بالشفاء إلا الله، فالضر والنفع بيد الله، وما الرقية الشرعية إلا سبب من العلاج.
10 – والمشعوذون يعتقدون أن ما يقومون به يؤثر بذاته، وأنهم يملكون الضر والنفع ويدعون أن بيدهم الشفاء والقوة الخفية لأبطال السحر، والحكمة البالغة لدفع العين، فيعتمدون على الأسباب الكونية دون المسبب، وهذا شرك في التوكل.
11 - الراقي الشرعي يقوم بتهيئة المكان، والحال، فيطهر المكان الذي يرقي فيه من المحرمات الموجودة فيه، كالصور، والتماثيل، والغناء والموسيقى، والنجاسات.أما تهيئ الحال، فيهيأ نفسه بالطهارة وتصحيح النية، ثم يهيأ نفسية المريض، بإلقاء كلمة توجيهية يرشده فيها إلى التعلق بالله تعالى وحده، وعدم التعلق بغير،وتجريد التوحيد الصحيح لله تعالى والإيمان الصادق، والاستعانة به، والتوكل عليه والتعرف على ربه أكثر، والتقرب منه بالمحافظة على أداء الواجبات، والابتعاد عن المحرمات. والتحصن بذكره تعالى فهو الحصن الحصين،مع تبرأه من الحول والقوة إلا بالله تعالى ...
12 - المشعوذ لا يضره أن يعزم حتى في النجاسة، بل بعضهم لو لم يكن نجسا لا يستطيع أن يقوم بالعزيمة، وإذا لم يكفر بالله، لم تستجب له مردة الجن وشياطينهم ليخدموه، ولا ينزل الصور المعلقة، ولا التماثيل، ولا غيرها من المحرمات.
وأما الحال، فلا يهيأ نفسه بالطهارة، والتسمية، والتعوذ بالله من الشياطين، ولا يهيأ نفس المريض، ولا يرشده إلى شيء من طاعة الله، ولو كان المريض متلبسا بشرك أو بمعصية كبيرة مجاهرا بها، كتبرج النساء وغيره، بل يظهر أمامه أنه قادر على أن يشفيه، وأن الأمر إليه.
13 – الراقي يقوم بتشخيص الداء عن طريق السؤال والجواب، حتى يتبين له أعراض المرض عند المريض، وربما كان مرضه مرضا عضويا يحتاج إلى الطب المادي، أو مرض نفسي يحتاج إلى أن يعرض نفسه على طبيب نفساني، ومن خلال ذلك يقوم بالعلاج بالرقية على ما وصفنا.
14 – المشعوذ لا يقوم بتشخيص الداء بل يخبر المريض بما به من مرض، دون معرفة الأعراض التي تثبت وتبين المرض، بل بعضهم بمجرد ما يدخل المريض من الباب، يخبره باسمه واسم أمه، والجهة التي قدم منها، والأمر الذي جاء من أجله، بل منهم من ينتفض عند رؤية المريض، ويتأوه لذلك، ويقول هذا المريض به كذا وكذا ..
15 – الراقي الشرعي، لا يسأل المريض عن اسم أمه، ولا عن اسم أحد أقاربه، وإنما يسأله عن اسمه فقط، حتى إذا ظهر عليه جني يعرف كيف يتعامل معه، فإذا ظهر الجني ونطق على لسان المريض، فإنه يأمره وينهاه، ولا يسترسل معه في الحار، ولا يطلب منه أن يكشف عن حالة المريض، وعمن سحره، فيكذب عليه الجني ليوقع العداوة بين الأقارب والأرحام، والجيران والأصحاب ..
16 – المشعوذ يسأل المريض عن اسمه واسم أمه أو أحد أقاربه، وهذا ليس من أجل أن يفرق بين المريض والجني عند اللزوم، وإنما من أجل اتفاقيات بينه وبين سحرة الجن ومردتهم.ويسترسل مع الجني في الحديث، ويسأله عن حالة المريض، وعمن سحره إلى عير ذلك مما يحصل به العداوة بين من ذكرنا من المؤمنين ..
17 – الراقي لا يحدد مكانا ولا زمانا للرقية الشرعية، فهو يرقي في كل وقت ما عدا أوقات الصلاة، وفي كل مكان ما عدا أماكن النجاسة، أو التي فيها قبور وشركيات، ومعاص ولا يستطيع تطهيرها، ويرقي بحضور بعض أقارب المريض، وينبغي أن يكون المكان فيه ضوء وإنارة، وليس في الظلام.
18 – المشعوذ يحدد المكان والزمان، فيشترط أن يكون في وقت معين، أو مكان معين، ولا يستطيع أن يتجاوز ذلك المكان، أو يكون في وقت انتشار الشياطين، وأن تكون العزيمة في غرفة لا يدخلها أحد غيره، فيدخل فيها المريض وحده، وربما تكون هذه الغرفة مظلمة.
¥