فقلت: بما أنك حذرتني من تلك الدولتين ... فسأذهب إلى أولهما تحذيرا.
ثم قال: وأبشركم أني مادعوت الله تعالى ورجوته ... إلا تحقق لي ما دعوته ورجوته به ... والحمد لله.
فذهبت إلى الوزارة المختصة ... وحصلت على الموافقة ... للزواج من الخارج.
سافر مع أحد أقربائه ... وبدأت رحلة البحث عن زوجة.
زاروا القرى والأرياف والمحافظات (المحافظة) ...
ومن بيت إلى بيت ... ومن حي إلى حي ... ومن قرية إلى أخرى ... وهكذا.
وكان مجموع البيوت التي تم طرقها (349) بيت ... كلهم لم يتم الوفاق بينهما.
وفي البيت الـ (350) دخل عليهم بعربيته ... مع القائم بأعمال تلك القرية ...
فدخل والد البنت ... وكان أعمى البصر ... حي البصيرة.
وقف أمامه ... ثم تلمس جسده ... وتأمل حاله ... وسأله بعض الأسئلة في دينه وأحواله ... ثم قال: " إن كنت بنتي تريد الجنة ... فلتتزوج هذا الرجل ".
ثم دخلت البنت على صاحبنا ... لترى بنفسها ... من تقدم لها ... ثم أخبرها بحاله ... ووضعه ... وأن لديه مالدى الرجال ... إلا أن أطرافه كما ترى.
ألمحت البنت إلى أنها موافقة.
أعاد عليها ... وقال: ستقومين بما تقوم به والدتي الآن ... ثم بين لها ...
فألمحت - مرة أخرى - بالموافقة.
فأعاد عليها ... أنها إن كانت مكرهة ... أو أن هناك من ألزمها ... فلتخبره ... قبل أن يكون شيء.
فألمحت إليه مرة ثالثة بالموافقة.
فقال لها: أنا سأعود إلى بلدي ... ويمكنك أن تفكري في هذا الأمر ... بجدية أكثر ... وبتأمل أتم.
وبعد أيام اتصلت عليه ... وأخبرته أن موظفا سليما معافى قد تقدم لها ... وأخبره والدها بأن شابا قد تقدم ولم يرد ... ولايجوز خطبة الرجل على خطبة أخيه ...
ثم قالت: ونحن ننتظرك ... ولانريد إلا أنت ... فليتك تعجل بالعودة ... ليتم الزواج.
يقول: وبعد أيام حجزنا إلى تلك المنطقة ... فتقدمت ... وتملكت عليها ... وتم الزواج ولله الحمد.
هذه الزوجة لم تكن كبيرة أو عانسا أو مطلقة ... بل كان عمرها (15) سنة.
تقول له: من حين دخلت في منزلنا ... وأمورنا قد تغيرت ... لذلك لم نرغب إلا بك.
رزق منها بـ (5) من الأولاد ... ولدين ... وثلاث بنات.
هم عنده كأجمل ما أنت راءٍ ... يتقلب الصغار عنده ... في مشهد مؤثر مبكي.
أحدهما يصعد على عربيته ليأنس بالاقتراب منه ... فيكون بينه وبين متكئ العربية ...
والآخر يعطيه الأكل ... ثم يسقيه القهوة ... ثم يسقيه الشاي ... مع ابتسامة فرح واستبشار.
يلاعبهم ... ويؤنسهم ... ويعلمهم ... ويربيهم ... مع أدب جم ... وخلق حسن.
يسكن في بيت مسجد ... يتولى مأذنته ... رزق بسيارة كبيرة له ولأولاده ... يعمل بجد على إكمال الدراسة الجامعية عن بعد ...
مواقفه عجيبة ... جعلتنا نحتقر أنفسنا ... ونرثي لحالنا ... ونسأل الله أن يرحم حالنا.
نعمٌ ... أنعم الله بها علينا ... فعصيناه بها ...
نعمٌ ... أنعم الله بها علينا ... فما أدينا شكرها ...
نعمٌ ... أنعم الله بها علينا ... فلم نكلف أنفسنا أن نقوم على من حُرمها.
ما أحلم الله؟!!.
أعتذر عن الاسترسال ... وفي النية الإكمال.
أسأل الله أن ييسر الأمور.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[01 - 08 - 09, 04:10 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[01 - 08 - 09, 08:23 م]ـ
أحسن الله إليك يا أبا محمد؛
ذكرتنا ووعظتنا، فجزاك الله خير الجزاء وأوفاه؛
وإني لأجد في نفسي شيئا عند زيارة المستشفيات، ثم أنظر حولي، فإذا بي أتقلب في نعيم الرحمن؛
نعمٌ ... أنعم الله بها علينا ... فعصيناه بها ...
نعمٌ ... أنعم الله بها علينا ... فما أدينا شكرها ...
نعمٌ ... أنعم الله بها علينا ... فلم نكلف أنفسنا أن نقوم على من حُرمها ...
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[01 - 08 - 09, 09:10 م]ـ
صدقت ابا محمد وكم هو مؤثر لهجه بالحمد والشكر لهج من هو في كامل عافيته
وسعة عيشه
اللهم اوزعنا أن نشكر نعمتك التي أنعمت علينا
ومن التحدث بالنعمة أن سلم الله ابني عبدالملك (20 سنة) من حادث مؤلم نجاه الله بمنه وكرمه
فاللهم لك الحمد والشكر حتى ترضى وإذا رضيت حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 08 - 09, 11:26 م]ـ
¥