[" رقص الرجال؛ خفة ورعونة، وذهاب للمروءة "]
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 08:53 م]ـ
[" رقص الرجال؛ خفة ورعونة، وذهاب للمروءة "]
بقلم / أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/878601...22/?postView=1
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، صلى الله عليه
وآله وصحبه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
إذا المرء أعيته المروءة ناشئا ... فمطلبها كهلا عليه شديد
إن فساد الأخلاق يلزم منه قلة الدين، ولا يحسن دين المرء
إلا إن حسن خلقه فالفصل بينهما عسير لمن طلب معالي الأمور
واراد الإبتعاد عن سفاسفها و الترابط بينهما من كمال
صفات المرء وسلامة دينه
واقتران الخلق بالدين دل عليه الشرع المبين
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم: " أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا "
ومكارم الأخلاق لا تجدها إلا عن أهل المروءات
أخرج مالك عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
" كرم المؤمن تقواه، ودينه حسبه، ومروءته خلقه "
فإن كان للمروءة الحظ الأوفر حتى يكون المرء ذو خلق فيحسن
دينه ويثقل ميزانه كان لزاما عليه أن يبحث عن اسبابها ويتجنب آفاتها
وإن كان المرء ممن لا يلتفت إلى ما يجمله ويزينه، ويبعد عنه ما يدنسه ويشينه
فلا يستحي من قوله ولا فعله، فحقيق به أن يكون عديم المروءة سيء الأخلاق
كالبهائم شهوة بلا عقل
فإن كان رفع الصوت بدون حاجة كفعل الحمير
فيخدش الحياء، وتعدم المروءة، وتسقطت الهيبة من أعين الناس
وقد عُدّ قوم ذكر الحمار في مجلس من مساويء الآداب وعدم ذكره وتكنيته من المروءة
فحينئذ لا يلزم المرء أن يبحث فقط عن معرفة الحلال أوالحرام حتى يفعل الشيء
أو لا يفعله لأن هذا من الدين فقط لكن سيضعف خلقه وتقل مروءته
كما أنه لا يلزم كون الشيء أنه من العادات والتقاليد سلامته من خوارم المروءة أو قلة الدين
ولذلك قيل أن حقيقة المروءة:
" تجنب للدنايا والرذائل؛ من الأقوال، والأخلاق، والأعمال ".
ولنقف عن آفة من آفات المروءة ألا وهي
" رقص الرجال "
الرقص لا بد وأن يكون مقرونا بالدف أو الطبل أو كلاهما أو معهما غيرها
فإن اجتمع الرقص مع الطبل كان الغناء معه
فإن كان بكلام حسن وفيه ذكر الله والرسول والدين شابهه فعل أهل التصوف
وإن كان عن تعبد كان منهم فابتدع وضل
وإن كان بكلام قبيح وبذيء كان من فعل أهل الفسوق والمجون
فاجتمع بفاعله قلة الدين، وانعدام المروءة
قال القرطبي رحمه الله تعالى:
قال تعالى: **وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحاً إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً}
استدل العلماء بهذه الآية على ذم الرقص وتعاطيه
قال الإمام أبو الوفاء بن عقيل رحمه الله: "
قد نص القرآن على النهي عن الرقص فقال " ولا تمش في الأرض مرحا "
وذم المختال، والراقص أشد، والمرح: الفرح.
أَوَلَسْنَا قسنا النبيذ على الخمر لاتفاقهما في الطرب
والسكر فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر
معه على الطنبور والطبل لاجتماعهما؟
فما أقبح ذا لحية سيما إذا كان ذا شيبة يرقص ويصفق
على توقيع الألحان والقضبان خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان وولدان،
وهل يحسن لمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط،
ثم مآله إلى إحدى الدارين يَشْمُسُ بالرقص شمس البهائم،
ويصفق تصفيق النسوة؟
وقال أيضاً:
والله ما رقص عاقل قط عاقل، ولا تعرض للطرب فاضل،
ولا صغى إلى تلحين الشعر إلا بطر، أليس بيننا القرآن
ونقل ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى قوله:
" الرقص بدعة ولا يتعاطاه إلا ناقص العقل فلا يصلح إلا للنساء "
وقال ابن الحاج المالكي رحمه الله في كتاب المدخل:
أما الدف والرقص بالرِّجل وكشف الرأس وتخريق الثياب
فلا يخفى على ذي لب أنه لعب وسخف ونبذ للمروءة
والوقار ولما كان عليه الأنبياء والصالحون.
قال أبو الفرج بن الجوزي رحمه الله:
وقد قال القفال من أصحابنا: لا تقبل شهادة المغني والرقاص.
وقال الإمام الصنعاني في سبل السلام:
وأما الرقص والتصفيقفشأن أهل الفسقوالخلاعةلا شأن من يحب الله ويخشاه. اهـ
?وقال العلامة محمّد صدّيق حسن خان رحمهالله في أبجد العلوم
علم الرقص:
¥