تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا لفظ البخاري، وفي الصحيحين ذِكر أسماء بعض المسلمين، وذِكر اسم قبيلة من الكفار.

ولفظه عندهما: (اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

"وينبغي للقانت أن يدعو عند كل نازلة بالدعاء المناسب لتلك النازلة، وإذا سمَّى مَن يدعو لهم مِن المؤمنين، ومَن يدعو عليهم مِن الكافرين المحاربين: كان ذلك حسناً" انتهى.

"مجموع الفتاوى" (22/ 271).

2 - وعَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْأَحْزَابِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَلَأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، شَغَلُونَا عَنْ الصَّلَاةِ). رواه البخاري (2773) ومسلم (627).

قال ابن دقيق العيد رحمه الله:

"وفي الحديث: دليل على جواز الدعاء على الكفار بمثل هذا" انتهى.

"إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام" (ص 101).

3 - وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْأَحْزَابِ عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الْكِتَابِ، سَرِيعَ الْحِسَابِ، اللَّهُمَّ اهْزِمْ الْأَحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وَزَلْزِلْهُمْ). رواه البخاري (2775) ومسلم (1742).

(الأحزاب): قريش، وغطفان، ومن ناصرهما.

4 - وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِأَبِي جَهْلٍ، وَعَلَيْكَ بِعُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَشَيْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ، وَالْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ، وَأُمَيَّةَ بْنِ خَلَفٍ، وَعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ). رواه البخاري (237) ومسلم (1794).

5 - وعنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ) ثَلَاثَ مَرَّاتٍ. رواه البخاري (237) ومسلم (1794).

6 - وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الْمَدِينَةَ، كَمَا حَبَّبْتَ إِلَيْنَا مَكَّةَ أَوْ أَشَدَّ، وَانْقُلْ حُمَّاهَا إِلَى الْجُحْفَةِ). رواه البخاري (6011).

قال العيني رحمه الله:

"وإنما خصَّ " الجحفة " لأنها كانت يومئذ دار شرك، وقال الخطابي: وكان أهل الجحفة إذ ذاك يهوداً، وكان كثيراً ما يدعو على مَن لم يجبهم إلى دار الإسلام إذا خاف منه معونة أهل الكفر، ويسأل الله أن يبتليهم بما يشغلهم عنه، وقد دعا على قومه أهل مكة حين يئس منهم فقال: (اللهم أعنِّي عليهم بسبع كسبع يوسف) ودعا على أهل الجحفة بالحمى ليشغلهم بها، فلم تزل الجحفة من يومئذ أكثر بلاد الله حمَّى، وإنه ليتقى شرب الماء من عينها الذي يقال له " عين حم " فقلَّ مَن شرب منه إلا حُمَّ، ولما دعا عليه الصلاة والسلام بذلك الدعاء لم يبق أحد من أهل الجحفة إلا أخذته الحمَّى" انتهى.

"عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (10/ 251).

وقال الزرقاني رحمه الله:

"ففيه جواز الدعاء على الكفار بالأمراض والهلاك، وللمسلمين بالصحة" انتهى.

"شرح الزرقاني على موطأ مالك" (4/ 287).

وقال ابن بطال رحمه الله:

"كان الرسول يحب دخول الناس فى الإسلام، فكان لا يَعجل بالدعاء عليهم ما دام يطمع في إجابتهم إلى الإسلام، بل كان يدعو لمَن كان يرجو منه الإنابة.

ومَن لا يرجوه، ويَخشى ضره، وشوكته: يدعو عليه، كما دعا عليهم بسنين كسني يوسف، ودعا على صناديد قريش، لكثرة أذاهم وعداوتهم، فأجيبت دعوته فيهم، فقتلوا ببدر، كما أسلم كثير ممن دعا له بالهدى" انتهى.

"شرح صحيح البخارى" (5/ 114).

وقال العيني رحمه الله:

"وقد ذكرنا أن دعاء النبي على حالتين: إحداهما: أنه يدعو لهم إذا أمِن غائلتهم، ورجا هدايتهم، والأخرى: أنه يدعو عليهم إذا اشتدت شوكتهم، وكثر أذاهم، ولم يأمن مِن شرهم على المسلمين " انتهى.

"عمدة القاري شرح صحيح البخاري" (21/ 443).

وعلى هذا، فلكل مقام مقال، ففي الحال التي يشتد فيها عداء الكفار للمسلمين وأذيتهم لهم، فالمشروع في هذه الحال الدعاء عليهم.

وفي الحال التي يقل فيها عداؤهم، أو يُرجى إيمانهم أو تأليفهم فالمشروع هو الدعاء لهم بالهداية.

فما يقوم به إخوان القردة الآن من مجازر وحشية ضد إخواننا في غزة، يستحقون الدعاء عليهم بالتضييق والشدة والهلاك، اللهم إلا من عرف منهم بكراهيته لذلك الظلم وعدم رضاه به، فمثل هذا، لا بأس من الدعاء له بالهداية.

نسأل الله تعالى أن ينصر الإسلام والمسلمين، ويحفظ إخواننا في غزة، ويهلك اليهود وأعوانهم.

والله أعلم

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islam-qa.com/ar/ref/131457

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير