ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 01:51 م]ـ
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الصلاة
109 - حديث: (يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك) [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftn1) لما رآه النبي صلى الله عليه وسلم يمشي في المقبرة بنعليه هل يعمل به؟ وهل ينكر على من مشى بنعليه في المقبرة؟
الحديث لا بأس به، ولا يجوز أن يمشى بالنعال في المقبرة إلا عند الحاجة، مثل وجود الشوك في المقبرة، أو الرمضاء الشديدة، أما إذا لم يكن هناك حاجة فينكر عليه، كما أنكر صلى الله عليه وسلم على صاحب السبتيتين، ويعلّم الحكم الشرعي. (13/ 355)
110 - يوجد حديث عند الإمام البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم (أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه). وحديث آخر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ترفض هذا القول وتقول: حسبكم القرآن: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) [2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftn2) فما جوابكم أثابكم الله عن هذه المسألة؟ هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه، أم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى)؟
ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الميت يعذب بما يناح عليه) [3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftn3) وفي رواية للبخاري: (ببكاء أهله عليه) [4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftn4) والمراد بالبكاء النياحة وهي رفع الصوت، أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر، وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء وهو المسمى بالنياحة، والرسول صلى الله عليه وسلم قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم وأن يتحلوا بالصبر ويكفوا عن النوح، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام لما مات ابنه إبراهيم: (العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي الرب وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون) فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة وهذا مستثنى من قوله تعالى: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى) فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر فالآية عامة والحديث خاص والسنة تفسر القرآن وتبين معناه فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة ولا تعارض بينها وبين الأحاديث، وأما قول عائشة رضي الله عنها فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على قولها وقول غيرها لقول الله سبحانه: (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) [5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftn5) وقوله عز وجل: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) [6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftn6) والآيات في هذا المعنى كثيرة (13/ 417)
111 - ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كسر عظم الميت ككسره حياً) (13/ 366) (22/ 349)
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftnref1) ـ رواه الإمام أحمد في (مسند البصريين) برقم (20260 ـ20263) , وأبو داود في (الجنائز) برقم (3230) , وابن ماجة في (الجنائز) برقم (1568)
[2] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftnref2) ـ سورة الأنعام , الآية 164.
[3] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftnref3) ـ رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) من حديث المغيرة بن شعبة برقم (17737) , والبخاري في (الجنائز) , باب ما يكره من النياحة على الميت برقم (1291) , ومسلم في (الجنائز) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه برقم (933).
[4] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftnref4) ـ رواه البخاري في (الجنائز) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه " برقم (1288).
[5] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftnref5) ـ سورة الشورى , الآية 10.
[6] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=postreply&t=38510#_ftnref6) ـ سورة النساء الآية 59.
¥