وأخرجه الحاكم من طريق الوليد المذكور عن الحكم بن مصعب المذكور قال أبو حاتم الرازي: الحكم مجهول وتناقض ابن حبان رحمه الله فذكره في الثقات والضعفاء، وجزم الحافظ في المخزومي الدمشقي مجهول من السابعة ورمز له بعلامة أبي داود والنسائي وابن ماجه أما الحاكم فصححه، واعترض عليه الذهبي بقوله: الحكم فيه جهالة، وذكره البخاري في التاريخ الكبير، وذكر أنه روى عن محمد بن علي، وروى عنه الوليد بن مسلم، وسكت فلم يوثقه ولم يجرحه، وجزم الشيخ العلامة أحمد شاكر في حاشيته على المسند بأنه صحيح بناءً على سكوت البخاري عنه، وهو دليل عند الشيخ أحمد على ثقته عند البخاري، وهذا فيه نظر إلا يثبت بالنص أو الاستقراء ما يدل على أن البخاري أراد ذلك، ومن تأمل حاشية العلامة أحمد شاكر اتضح له منها تساهله في التصحيح لكثيرٍ من الأسانيد التي فيها بعض الضعفاء كابن لهيعة وعلي بن زيد بن جدعان وأمثالهما، والله يغفر له ويشكر له سعيه ويتجاوز له عما زل به قلمه أو أخطأ فيه اجتهاده إنه سميع قريب.
وعلى كل حال فالحديث المذكور يصلح ذكره في الترغيب والترهيب؛ لكثرة شواهده الدالة على فضل الاستغفار؛ ولأن أكثر أئمة الحديث قد سهلوا في رواية الضعيف في باب الترغيب والترهيب لكن يروى بصيغة التمريض كيروى، ويذكر، ونحوهما لا بصيغة الجزم، قال الحافظ العراقي في ألفيته، رحمه الله:
وإن ترد نقلاً لواهٍ أو لما يشك فيه لا بإسنادهما
فأت بتمريض كيروى واجزم بنقل ما صح كقال فاعلم
وسهلوا في غير موضوع رووا من غير تبيين لضعف ورأوا
بيانه في الحكم والعقائد عن ابن مهدي وغير واحد
تكميل: وقع في بعض روايات هذا الحديث: ((من لزم الاستغفار))، وفي بعضها ((من أكثر الاستغفار)) والمعنى المتقارب. (26/ 96، 258)
36 - حديث أبي بن كعب رضي الله عنه الذي فيه أنه قال: (يا رسول الله، كم أجعل لك من صلاتي؟ .. ) إلى آخره، فهو حديث في إسناده ضعف، وعلى فرض صحته فقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله وغيره من أهل العلم، أن المراد بذلك: الدعاء؛ لأن الدعاء يسمى: صلاة، قالوا: كان أُبي قد خصص وقتاً للدعاء، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: (كم يجعل له من ذلك؟ ... ) إلى أن قال: (أجعل لك صلاتي كلها)، المعنى: أجعل دعائي كله صلاةً عليك، يعني: في ذلك الوقت الذي خصصه للدعاء، والله سبحانه وتعالى أعلم. وما دام الحديث ليس صحيح الإسناد فينبغي: أن لا يتكلف في تفسيره، ويكفينا أن نعلم أن الله سبحانه شرع لنا الصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، كما قال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=303440#_ftn1). وجاءت الأحاديث الكثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم دالةً على مشروعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه، عليه الصلاة والسلام، وأن من صلّى عليه واحدةً صلّى الله عليه بها عشراً، فهذا كله يكفي في بيان شرعية الإكثار من الصلاة والسلام عليه في سائر الأوقات من الليل والنهار خصوصاً أمام الدعاء، وبعد الأذان، وفي آخر الصلاة قبل السلام، وكلما مر ذكره صلى الله عليه وسلم. (8/ 312) (26/ 101)
[1] ( http://majles.alukah.net/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=303440#_ftnref1) سورة الأحزاب، الآية 56.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[11 - 02 - 10, 02:39 م]ـ
أ - السعي الحثيث فيما حكم عليه الشيخ ابن باز من الأحاديث
** كتاب الأدعية والأذكار
37 - حديث: ((من صلى عليَّ يوم الجمعة مائة مرة جاء يوم القيامة ومعه نور لو قسم بين الخلق كلهم لوسعهم))، لا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين. (8/ 313) ((26/ 102)
38 - حديث: ((من صلى عليَّ في يومٍ مائة مرة، قضى الله له مائة حاجة، سبعون منها لآخرته، وثلاثون منها لدنياه))، فلا نعلم له أصلاً، بل هو من كذب الكذابين. (8/ 314) (26/ 104)
¥