تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبو نعيم ثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء قال: جاء المسيب بن نجبة إلى عبد الله فقال: إني تركت قوما بالمسجد يقولون: من سبح كذا وكذا فله كذا وكذا قال: قم يا علقمة فلما رآهم قال: يا علمقة اشغل عني أبصار القوم فلما سمعهم وما يقولون قال: إنكم لمتمسكون بذنب ضلالة أو إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم

وقال ابن وضاح في كتاب البدع والنهي عنها:

نا موسى بن معاوية، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن أبي الزعراء قال: «جاء المسيب بن نجيد إلى عبد الله فقال: إني تركت في المسجد رجالا يقولون: سبحوا ثلاثمائة وستين، فقال: قم يا علقمة واشغل عني أبصار القوم، فجاء فقام عليهم فسمعهم يقولون فقال:» إنكم لتمسكون بأذناب (1) ضلال، أو إنكم لأهدى من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، أو نحو هذا «

فهذه هي نفس القصة مختصرة وبألفاظ تكاد تكون نفسها التي جاءت في الطرق السابقة

ومدار الرواية على سفيان عن سلمة بن كهيل عن أبي الزعراء

ورجال هذا الاسناد ثقات، غير أبي الزعراء عبد الله بن هانئ الراجح أنه صدوق لا بأس به

قال ابن سعد وكان ثقة وله أحاديث، ووثقه العجلي

وقال البخاري:

" روى عن ابن مسعود رضي الله عنه في الشفاعة ثم يقوم نبيكم رابعهم والمعروف عن النبي صلى الله عليه و سلم أنا أول شافع ولا يتابع في حديثه "

أي في حديثه هذا كما هو ظاهر قوله، ولأجل هذا الحديث الذي خالف فيه الناس ذكره العقيلي في كتاب الضعفاء على أن فيه كلاما وذكر كلام البخاري

فلا أقل من أن يكون حسن الحديث إذا لم يخالف ولم يتفرد بما يستنكر عليه فكيف وقد توبع هنا؟

وأما سماعه من ابن مسعود فقد أثبته الإمام البخاري في التاريخ والعقيلي في الضعفاء

فحديث أبي الزعراء حسن لذاته بلا إشكال وهو صحيح لغيره قطعا

وما أظن الأستاذ الأزهري سيزعم أن هذه المتابعة لا تفيد حتى في تقوية أصل القصة

4 ـ روى الطبراني في الكبير قال:

حدثنا أبو مسلم الكشي ثنا أبو عمر الضرير أنا حماد بن سلمة أن عطاء بن السائب أخبرهم عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: كان عمرو بن عتبة بن فرقد السلمي و معضد في أناس من أصحابهما اتخذوا مسجدا يسبحون فيه بين المغرب والعشاء كذا ويهللون كذا ويحمدون كذا فأخبر بذلك عبد الله بن مسعود فقال للذي أخبره: إذا جلسوا فآذني فلما جلسوا آذنه فجاء عبد الله عليه برنس حتى دخل عليهم فكشف البرنس عن رأسه ثم قال: أنا ابن أم عبد والله لقد جئتم ببدعة ظلماء أو قد فضلتم أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم علما فقال معضد وكان رجلا مفوها: والله ما جئنا ببدعة ظلماء ولا فضلنا أصحاب محمد صلى الله عليه و سلم فقال عبد الله: لئن اتبعتم القوم لقد سبقوكم سبقا مبينا ولئن جرتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا

إسناده ثابت إن شاء الله وكل رجاله أئمة وعطاء إمام ثقة ورواية حماد بن سلمة عن عطاء قبل الاختلاط اتفاقا فالاسناد صحيح

وأبو عبد الرحمن السلمي هو عبد الله بن حبيب تابعي كبير ثقة ثبت من أئمة الكوفة وأبوه صحابي وسماعه من ابن مسعود مستحق قد أثبته الإمام أبو عمرو الداني عندما أثبت أخذه القراءة عن ابن مسعود

وإلى إثباته مال أحمد عندما حكم على نفي شعبة للسماع بالوهم ورأى أن نفي السماع خطأ

قال أحمد بن حنبل في قول شعبة: " لم يسمع من ابن مسعود شيئا " قال:

" أراه وهما "

كما في جامع التحصيل وهو بسنده في المراسيل لأبي حاتم.

ومع أن أحمد لم يصح عنده خبر معين يدل على السماع كما يفهم من كلامه في المراسيل لكنه يرى بموجب توهيمه لشعبة أن وحدة البيئة وهي الكوفة ووحدة التخصص في إقراء القرآن والاشتغال بضبطه، ومع سن السلمي المتقدمة فهو من كبار التابعين توفي سنة 70 للهجرة وكل هذه قرائن قوية كان من عادة أحمد الحكم بالسماع بناء عليها كما هو ظاهر في علله من عدة أمثلة سقت بعضها في مبحث سابق

وهل يعقل أن يتصدر السلمي للإقراء في الكوفة وبجانبه المقرئ الكبير ابن مسعود دون أن يراه ولا أن يأخذ عنه

وكيف لا يكون سمع من ابن مسعود وقد احتج البخاري بعنعنته عن عثمان مثبتا لاتصالها، وثبت في صحيح البخاري كما ذكر العلائي أن السلمي كان جالسا للإقراء في خلافة عثمان

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير