التوراة السبع الطول وأعطيت مكان الزبور المئين وأعطيت مكان الإنجيل المثانى وفضلت بالمفصل قال أبو جعفر وهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأنه مؤلف من ذلك الوقت وإنما جمع في المصحف على شئ واحد لأنه قد جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأليف القرآن وفيه أيضا دليل على أن سورة الأنفال سورة على حدة وليست من براءة قال أبو الحسين أحمد بن فارس في كتاب المسائل الخمس جمع القرآن على ضربين أحدهما تأليف السور كتقديم السبع الطوال وتعقيبها بالمئين فهذا الضرب هو الذى تولاه الصحابة رضوان الله عليهم وأما الجمع الآخر فضم الآى بعضها إلى بعض وتعقيب القصة بالقصة فذلك شئ تولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أخبر به جبريل عن أمر ربه عز وجل وكذا قال الكرماني في البرهان ترتيب السور هكذا هو عند
الله وفى اللوح المحفوظ وهو على هذا الترتيب كان يعرض عليه السلام على جبريل كل سنة ما كان يجتمع عنده منه وعرض عليه في السنة التى توفى فيها مرتين وذهب جماعة من المفسرين إلى أن قوله تعالى فأتوا بعشر سور معناه مثل البقرة إلى سور هود وهى العاشرة ومعلوم أن سورة هود مكية وأن البقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنفال والتوبة مدنيات نزلت بعدها وفسر بعضهم قوله ورتل القرآن ترتيلا أي اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير وجاء النكير على من قرأه معكوسا ولو حلف أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزم إلا على هذا الترتيب ولو نزل القرآن جملة واحدة كما اقترحوا عليه لنزل على هذا الترتيب وإنما تفرقت سوره وآياته نزولا لحاجة الناس إليها حالة بعد حالة ولأن فيه الناسخ والمنسوخ ولم يكن ليجتمعا نزولا وأبلغ الحكم في تفرقه ما قال سبحانه وقرآنا فرقناه لتقرأه على الناس على مكث وهذا أصل بنى عليه مسائل كثيرة وقال القاضى أبو بكر بن الطيب فإن قيل قد اختلف السلف في ترتيب القرآن فمنهم من كتب في المصحف السور على تاريخ نزولها وقدم المكى على المدنى ومنهم جعل من أوله اقرأ باسم ربك وهو أول مصحف على وأما مصحف ابن مسعود فأوله مالك يوم الدين ثم البقرة ثم النساء على ترتيب مختلف وفى مصحف أبى كان أوله الحمد
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 08:47 ص]ـ
انظر هذه السلسلة للشيخ الفاضل: خالد السبت -حفظه الله- بخصوص هذاالموضوع
http://www.khaledalsabt.com/cat/50
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 09 - 09, 05:07 ص]ـ
السيوطي يقول إن جمهور العلماء يقولون بالقول الثاني أن الترتيب من اجتهاد الصحابة
وينبغي أن يفطن الإخوة إلى أن أصحاب الإعجاز العددي يزعمون أن الإعجاز ينهار إذا تقدمت سورة على سورة، وهذا رأي فطير لم يقل بها أحد من سلف الأمة
وأما صحة الإعجاز العددي فإليكم هذه الحكاية:
كنت أقرأ قبل بضعة أيام في أحد مصاحفي القديمة، فوجدتُني قد كتبت سينات وطاءات بقلم الرصاص على هوامش سورة طسم القصص!
فعصرت الذاكرة، إلى أن ذكرت الأمر! وهو أن الهالك الضال رشاد خليفة زعم أن الحروف المقطعة توجد في سُورها بمضاعفات العدد 19! فقررت اختبار دعواه، واخترت هذه السورة عشوائياً كما يقتضي البحث العلمي (الصحيح!)، وكتبت السينات والطاءات من طسم وتركت الميمات لأنها كثيرة! فوجدت الطاءات 19 كما قال، ولكن السينات 102 (وكان ذلك في سنة 1980 تقريباً)
فعلمت أنه كذاب، وأن الذين يطبلون له أو لنظريته، أو يزوِّقونها بعبارات وأرقام جديدة، إما ضالون أو مضللَّون
واعلموا بأن طريقتهم مضحكة علمياً وإحصائياً! لأنهم يفرحون بالرقم الذي يوافق مزاعمهم ويتجاهلون ما سواه، على عكس ما يقتضيه علم الإحصاء الصحيح
فلو تكررت كلمة (محمد) 19 مرة لأقاموا الدنيا وأقعدوها، ولكنهم بحثوا فوجدوا أنها توجد أربع مرات فقط، فلا يذكرون ذلك لئلا تسقط نظرياتهم! بل يتجاوزونها إلى كلمة غيرها إلى أن يعثروا على لفظة تتحقق فيها الشروط! قيجمعون هذه الأرقام ويلبّسون بها على الناس!