تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[الأزهري الأصلي ومغالطاته العلمية حول أثر ابن مسعود في التسبيح الجماعي]

ـ[محمد معطى الله]ــــــــ[13 - 08 - 09, 08:29 م]ـ

الأزهري الأصلي ومغالطاته العلمية

حول أثر ابن مسعود في التسبيح الجماعي

الحمدُ (العظمةُ، الجلالُ، المجدُ، الكبرياءُ، الجبروتُ) لله، هو رب كل شيء ومليكُه

لا إله إلا هو وحده لا شريك له.

وأصلي وأسلم علي النبي الكريم الشريف وعلى آله وصحبه.

أما بعد:

فإن نور العلم والسنة لا يناله نورا دائما مستمرا إلا من اعتصم بحقيقتهما، فالصادق الملازم لحقيقة العلم والسنة هو وحده المنتفع بنورهما، لا ينقطع عنه ما لزمهما، أما المظهر الملازمة وهو في الحقيقة إنما يلازم مزاجه أو هواه أو المبدأ المحدث الذي نشأ عليه، فهذا وإن حصل له انتفاع بسبب صلته بالعلم، وإن حاز قبسا من النور بحكم الصلة لكن يوشك نوره أن ينقطع فيصير حاله كمن قال الله فيهم: (فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون) ولا يزال هذا حاله يصله من النور بقدر صلته بالعلم وينقطع عنه بقدر عبثه به وميله إلى مزاجه وهواه وبقدر تعصبه لمبدئه وانتمائه المحدث (كلما أضاء لهم مشوا فيه وإذا أظلم عليهم قاموا)

وهذا حال أصحاب الآراء والأقوال المحدثة الذين يتظاهرون للعامة بتعظيمهم للسنة أو بتحكيمهم للعلم وهم في حقيقة الأمر أبعد الناس عنهما، لا يعرفون من العلم والسنة إلا ما يمكن أن يخدم آراءهم مستغلين غفلة العامة

وهؤلاء في حقيقة الأمر لا يخاصمون السنة والعلم بقدر ما يخاصمون أنفسهم كحال الذين قال الله فيهم: (يخربون بيوتهم بأيديهم) وهم لم يباشروا تخريبها، وهنا يحضر العقل المبارك الذي يمنع صاحبه من أن يكون عدو نفسه

وما أعقل العرب فقد كانوا يصفون كل من يجر إلى نفسه الضرر ولو من غير قصد بأنه عدو نفسه

وروي عن الحسن البصري كما في تاريخ المدينة أنه قال:

شَهِدْتُ عثمان يخطبُ على المنبر يوم الجمعة فقامَ رجلٌ [ممن يخاصمون عثمان] تِلْقَاءَ وجهه فقال: أسأَل كتابَ الله. فقال عثمان رضي الله عنه: أما لكتاب الله طالبٌ غيرك? اجْلِس .. كَذَبْتَ يا عَدُوّ نفسِهِ " ا. هـ

والرجل إنما يريد كتاب الله!

لكن ليس كل من يظهر طلب الكتاب أو السنة يكون صادقا فضلا عن أن يكون مصيبا لهما، فيكون طلبه لهما بالطريقة التي هو عليها سببا في بُعده عن الله والإضرار بنفسه وبهذا يكون في الحقيقة عدو نفسه، كما قال تعالى: (وقد خاب من دساها)

ومن باب النصيحة أقول لأخي الأزهري الأصلي (مساعد المشرف بمنتدى الملتقى التابع للإخوان المسلمين):

أي عدو نفسك اتق الله وأشفِق عليها فلطالما ورطتها ورطات يعلمها الله من تحميل للنصوص ما لا تحتمل، ومن عرضٍ لمسائل تحارب بها خصومك عرضا مجانبا لأمانة العلم، ومن أجوبة متكلفة أكاد أقطع بأنك على غير قناعة بها، ومن جحود لأقوال وأدلة تنكر ورودها بمحض التكهن دون أن تأخذ بأسباب البحث!! وتظهر للقارئ أنك تنفيها عن علم! لتبطل قول مخالفك!!

ومن تعصبٍ أعمى لرموز طائفتك يدفعك إلى مجانبة المصداقية في الجواب، فتنفي عنهم المآخذ الثابتة بكل عصبية وعناد، لا لأنها باطلة النسبة إليهم ولكن لتُضْعف من نقد مخالفك لهم، وعندما تُحاجَج بتوثيق المآخذ عليهم تنتقل إلى جواب مضاد لجوابك الأول فتدافع عما كنت تنفيه دفاعا مستميتا في صورة واضحة مكشوفة من التناقض

إلى غيرها من المؤاخذات التي سأبذل لك خدمة جليلة بكشفها تباعا، تنفعك عند الله

وأنبه أخي الأزهري الأصلي هداني الله وإياه إلى أن الأخذ بالأسباب في طلب الحق هو أهم ما أنبهه عليه

وهو أبرز ما ينقصه في جل بحوثه التي قرأتها وأتمنى ألا يكون مقصودا فالرجل قد أوتي فهما، وهو يذكرني بالكوثري كثيرا على أنه أعقل وأكثر أدبا منه

فالكوثري يسب خصومه سبا يستحي المؤدب من نقله فضلا عن أن يحاكيه

لكن أنصاره إذا تكلموا عن أدب النقد يرون قُبته حبةً وحبةَ غيره قبةً على منوال:

(يرى أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يرى الجذع في عينه معترضا)

وهذا هو شأن أهل الآراء المحدثة دائما فنحن على إياس من أن نرى منهم عدلا إلا من رحم الله منهم وقليل ما هم

وهذا واقع، وخبر عنهم بالقوة ولو كان في ظاهره حكما.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير