وأما ذكر الحصى وأنهم كانوا يسبحون بها وشمول إنكار ابن مسعود لها فهو يثبت من طريقين، من طريق عمرو بن يحيى الأولى ومن طريق سيار المنقطعة
وإن كنت أعتقد أن القصة كاملة بالسياق الأول من طريق عمرو بن يحيى هي صحيحة وإسنادها ثابت استقلالا
ولست أشك أن مخالفينا كالأزهري وغيره لا يملكون أجوبة علمية على ما سبق، كما هو ظاهر من خلال ما أدلوا به مما يدل على استفراغهم حجتهم فيما نشروه، فقد اطلعت على ثلاثة بحوث لثلاثة أشخاص، وكل منهم حاول أن يذكر ما عنده، واثنان منهم (الأزهري الأصلي، وسيف العصري) لم أر في أجوبتهم إنصافا ولا أمانة ولا أخذا بالأسباب العلمية من الجدية في البحث إلا فيما يظنونه يخدم قولهم ومثل هذا السلوك محال أن يقود إلى هدى أو إلى علم سليم
أما الثالث فلم يظهر لي ما يعيب أمانته لكن تقصيره في البحث ظاهر
والمخجل تهكم هؤلاء بأتباع السنة المقتدين بالسلف الصالح كلما سنحت الفرصة ولو فيما يتوهمون أنه خطأ، بينما هم أنفسهم أسوأ حالا حتى ممن يقع في الغلط من مخالفيهم وحسبك مما سبق نموذجا والبقية تأتي تباعا فما تقدم غيض من فيض والله الموعد وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
وإن كنت لا أشك أن في المنتسبين لطرق أهل الأهواء من هو صادق ومخلص لربه قلوا أو كثروا ولكنهم مضلّل بهم
غير أني لم أجد في الدعاة منهم من تلمس منه المصداقية والأمانة بل الكثير منهم تحوم حوله شبهة محاربة الاسلام الصحيح والحرص على الإفساد فيه، والذي يقوي هذه الشبهة في حق هؤلاء هو اعتمادهم على التزوير والغش والعبث والله حسيبهم فهو حسبنا ونعم الوكيل
وإني أيها الإخوة لا أخفيكم ما أشعر به من برد اليقين في كل المسائل العقدية التي يخاصمنا فيها هؤلاء، وما في حكمها من مسائل البدعة والسنة
أُقسم بربي الذي تفرّد بكل كمال، وتنزّه عن كل نقص، واستحق وحده أن يُعبد، وأن يُذل له، ويُحب ويُعظم
أُقسم بِمَن لا أَرجو في بحوثي هذه سواه، ومن لا أُقدّم على مرضاته مرضات أحد
وبِمَن أُنزه نفسي عن التهاون في العلم طلبا لمرضاته
ومَن يعلم أني أبذل قصارى جهدي حرصا على استيفاء الأسباب طمعا في الحق الذي أمرنا بلزومه
أقسم أني أتحسس بقلبي برد اليقين في هذه المسائل وأنعم براحة الطمانينة، وأنه لا يؤرقني ـ شعورًا بالخلل ـ في هذه المسائل لا قول ولا قائل
وأن ما أسير عليه هو عين مذهب السلف لا أعلم أني خرجت عن قولهم في هذه المسائل لا في قليل ولا كثير
والله وحده المرجو وإليه الإنابة ومنه التوفيق وعنده الملتقى (ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره)
وكتب أخوكم الفقير إلى ربه محمد بن خليفة الرباح [email protected]
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[15 - 08 - 09, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم