تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

قال عبد الله بن مسعود:

" إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا - أما إني لا أعني حلق القصاص , ولكن حلق الفقه "

رواه الخطيب في الفقيه والمتفقه من طريقين متغايرين أرجو أن يثبت بهما وإن لم أتمكن من دراستهما لضيق الوقت

وعن يزيد الرقاشي , عن أنس بن مالك , قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لأن أجلس مع قوم يذكرون الله من غدوة (1) إلى طلوع الشمس , أحب إلي مما طلعت عليه الشمس , ومن العصر إلى غروبها أحب إلي من كذا وكذا "

عن يزيد الرقاشي , قال: كان أنس إذا حدث هذا الحديث , أقبل علي وقال: " والله ما هو بالذي تصنع أنت وأصحابك , ولكنهم قوم يتعلمون القرآن والفقه "

والرقاشي وإن كان فيه كلام لكنه صاحب الشأن في هذه الرواية ففي روايته نوع قوة

وروى أبو زرعة الدمشقي في تاريخه والطبراني في الشاميين وأبو نعيم في الحلية من طريق أبي عبد الملك الفارسي وكان من خيار المسلمين ثنا أبو هزان [وعده ابو زرعة من أهل الفضل والزهد] قال: سمعت عطاء بن أبي رباح يقول:

من جلس مجلس ذِكر كفر الله عنه بذلك المجلس عشرة مجالس من مجالس الباطل وإن كان في سبيل الله كفر الله بذلك المجلس سبعمائة مجلس من مجالس الباطل

قال أبو هزان: قلت لعطاء ما مجلس الذكر؟

قال: مجلس الحلال والحرام وكيف تصلي وكيف تصوم وكيف تنكح و كيف تطلق وتبيع وتشتري "

وهو أثر ثابت فأبوهزان يزيد بن سمرة الرهاوي روى عنه جمع من الأئمة الثقات وذكره أبو زرعة بالفضل والزهد وكذا الفارسي يكفيه وصفه بأنه من خيار المسلمين

وعند الخطيب في الفقيه والمتفقه:

عن يحيى بن أبي كثير في قوله تعالى: واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي (1) قال: " مجالس الفقه "

والخطيب يذهب إلى أن حلق الذكر هي حلق الفقه والعلم

فهذا فهم السلف لمسمى مجلس الذكر يقضي على ما ينازع به الخصوم من تنزيل تلك الأحاديث الواردة في مجالس الذكر على تلك الصورة المحدثة من التسبيح الجماعي الموحد أو المقنن

وكل ما سبق من صور مشروعة للاجتماع على الذكر ونحوها مما لم نذكر فنحن نحمل الأحاديث الواردة في مجالس الذكر عليها

ومما اشتهر الاستدلال به على مجالس الذكر وهو جار على مفهوم السلف للاجتماع المشروع ما يروى بأن الأنصار قبل قدوم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة قالوا لو نظرنا يوما فاجتمعنا فيه فذكرنا هذا الأمر الذي أنعم الله به علينا وذكر الحديث وفيه أنهم اجتمعوا يوم الجمعة في بيت أسعد بن زرارة وذبحت لهم شاة وكفتهم

فهذا عده العلماء من الاجتماع على ذكر الله وليس فيه أنهم يسبحون جماعيا أو يحمدون أو أنهم يخصون المجلس بالتسبيح

فالاجتماع على الذكر بالتسبيح والتكبير جماعة بطريقة تبادلية تراتبية أو بصوت موحد هو أمر محدث مبتدَع لم يفعله نبي الذكر الذي شرع الذكر وحث عليه وبين عظيم الأجر فيه.

وبالتالي فلا يجوز تنزيل تلك النصوص في مجالس الذكر عليه

والبينة مع أنها على من يدعي أن ذلك الاجتماع بالهيئة المذكورة وارد ومأثور وهي تلزمه ومع ذلك عندنا بينة أنه محدث مبتدَع

فقد أنكره واعتبره كذلك أعلم صحابة رسول الله وهو عبد الله بن مسعود ويوافقه على مبدإ إنكار الاجتماع المحدث الخليفة الراشد عمر ابن الخطاب

أما أثر ابن مسعود فقد سبق أعلاه وهو مشهور

وأما أثر عمر فقد روى ابن أبي شيبة وابن وضاح كلاهما من طريق معاوية بن هشام قال: نا سفيان، عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، قال:

كتب عامل لعمر بن الخطاب إليه أن ههنا قوما يجتمعون فيدعون للمسلمين وللأمير.

فكتب إليه عمر: " أقبل بهم معك "

فأقبل، وقال عمر للبواب: أعد سوطا.

فلما دخلوا على عمر علا أميرَهم ضربا بالسوط

فقلت: يا أمير المؤمنين، لسنا أولئك الذين يعني، أولئك قوم يأتون من قبل المشرق

أثر حسن إن شاء الله فيه معاوية بن هشام وثق وقال فيه ابن عدي ملخصا حاله:

ولمعاوية بن هشام غير ما ذكرت حديث صالح عن الثوري وقد أغرب عن الثوري بأشياء وأرجو أنه لا بأس به

وأكد أئمة السلف بعد صحابة رسول الله أن التسبيح والذكر الجماعي بالصورة المذكورة أمر محدث مبتدع لم يكن على عهد السلف

روى ابن أبي داود عبد الله بن سليمان بن الأشعث في كتابه المصاحف:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير