تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

أقول: إن ابن العديم أورد عبارة (بيت الصنم) في روايته وحسب مصادره بدلا من اسم الإله (حدد: إله الطقس) وهذا دليل قاطع جازم في صحة روايته لأن العرب السوريين في مدينة حلب في العصر العربي الكنعاني كانوا يقولون (بيت الصنم) بدلا من ذكر اسم الههم الوثن (حدد: إله الطقس) وقد جرت العادة في الديانات الوثنية أن يتجنب العباد ذكر الإله بالاسم بل بألقابه تعظيماً واحتراماً له.

لم يكتشف أحد قبل المؤرخ الحلبي ابن العديم معبد الإله (حدد) الذي سماه (بيت الصنم) في قلعة حلب الذي تحدث عنه قبل حوالي 800 سنة.

قال ابن العديم (اسم حلب عربي لاشك فيه وكان لقبا لتل قلعتها وإنما عرف بذلك لأن ابراهيم الخليل - صلوات الله عليه- كان اذا اشتمل من الأرض المقدسة ينتهي الى هذا التل فيضع به أثقاله ويبث رعاءه الى نهر الفرات والى الجبل الاسود وكان مقامه بهذا التل فيضع به بعض الرعاء - رعاة ورعيان- ومعهم الأغنام والمعز والبقر حسب مصدر ابن العديم فصار اليه ابراهيم أي وصل الى بيت الصنم المعبد في رأس تل قلعة حلب.

قال ابن العديم فأخرج - ابراهيم الخليل - الصنم وقال لمن حضره من الكنعانيين ادعوا إلهكم هذا أن يكشف عنكم هذه الشدة فقالوا: وهل هو إلاحجر ? فقال لهم: فإن أنا كشفت عنكم هذه الشدة ما يكون جزائي? فقالوا له: نعبدك! فقال لهم: بل تعبدون الذي أعبد , فقالوا نعبد.

فجمعهم - ابراهيم- في رأس التل ودعا الله فجاء الغيث وضرب ابراهيم عليه السلام برأس تله حيث أقلع الغيث فآمنوا برسالة ابراهيم عليه الصلاة والسلام وتوافدوا اليه من كل وجه وكان يجلب أغنامه في وقت محدد وكان الكنعانيون الذين آمنوا برسالته يأتون إليه وينادي أحدهم: ألا إن ابراهيم قد حلب فهلموا فيطعمون ويشربون ويحملون مابقي الى بيوتهم.

السؤال المهم

ما مصداقية هذه الرواية التاريخية التي سجلها ابن العديم في تاريخه وهي هل متطابقة مع المكتشفات الاثرية لمعبد إله الطقس (حدد) في قلعة حلب من قبل البعثة المشتركة الوطنية السورية الألمانية ولماذا تعد طلاسم وشعوذات التوراة السبعينية عند عدد كبير من الباحثين مصدر ثقة رغم أن التوراة لم تصمد أمام المكتشفات الأثرية.

الجواب

إن المكتشفات الأثرية في قلعة حلب في الأعوام 1996 - 2005 تتطابق تماماً مع رواية ابن العديم التي ذكرها في كتابه قبل 800 سنة إذ لم يكن ابن العديم قد رأي بيت الصنم (معبد حدد) الذي ذكره في تاريخه لأن المكان الذي اكتشف فيه معبد إله الطقس بيت الصنم في قلعة حلب كان فوقه منشآت أيوبية, وإن المعبد المكتشف كان تحت سطح أرض تل القلعة بحوالي 9 أمتار.

حددت رواية ابن العديم طوبغرافية بيت الصنم (معبد الإله حدد) بدقة متناهية إذ ورد في رواية ابن العديم فصار إليه ابراهيم أي وصل الى بيت الصنم (المعبد) وعن مكان المعبد قال ابن العديم: (في رأس تل قلعة حلب).

وهكذا فإن الحقيقة التي لالبس فيها هي أن البعثة الاثرية التي اكتشفت معبد الإله حدد في قلعة حلب اعتمدت يقيناً على رواية ابن العديم الذي حدد المكان في رأس التل (قلعة حلب) وعرف اسم (بيت الصنم) وهذا دليل قاطع جازم على أن نبي الله ابراهيم الخليل عليه أفضل الصلاة والسلام قد مر في حلب وصعد تل حلب (القلعة حالياً) وإن حلب كان اسمها (أرمانوم) ثم استمدت اسمها الحالي (حلب) من حلب ابراهيم الخليل عليه السلام لأغنامه في وقت محدد وليس البقرة كما توهم العامة وكان العرب الكنعانيون (الأموريون) الذين آمنوا برسالته يأتون إليه وينادي أحدهم: (ألا ان ابراهيم قد حلب فهلموا, فيطعمون ويشربون ويحملون مابقي الى بيوتهم).

أما أول ما ذكر كلمة (شهباء) صفة لمدينة حلب هو ابن شداد المتوفى سنة 684ه¯/1285 م في تاريخه: وتلقب بالشهباء والبيضاء وذلك لبياض أرضها لأن غالب أرضها من الحجارة الحوارة وترابها يضرب الى البياض وإذ أشرف عليها الانسان ظهرت له بيضاء.

ومما لاشك فيه أن معبد الصنم في تل قلعة حلب كان موجوداً قبل قدوم ابراهيم الخليل عليه السلام الى حلب ويعود زمن تأسيس المعبد الى منتصف الألف الثالثة قبل الميلاد حوالي 2500 ق. م حين كان اسم حلب (ارمانوم) وهذا الكشف الاثري يعلل سبب تغيير اسم (أرمانوم) الى (حلب) من حلب ابراهيم الخليل لاغنامه.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير