تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

3 - لتفادي أشعة الشمس المهيمنة قرب الهلال، اقترحوا وضع أجهزة لرصد الأشعة تحت الحمراء (وهو غير النطاق الذي تُبصر فيه العين، مثل النطاق في أشعة إكس الطبية). وبالرغم من استخدامهم هذه التقنية الجديدة في رصد الهلال، فإنهم لا يتوقعون إمكانية رصد الهلال إذا كان أقرب من أربع درجات من الشمس. (وبناءً على نتائجهم المرسومة بيانياً و المرافقة للمشروع، والذي أحيل للباحث - أي د. محمد بخيت المالكي - لدراسته، قدر الباحث أنه لا يمكن الرؤية عند أقل من سبع درجات لا أربع كما ذكر نص المشروع. هذا مع العلم أن بعض الشهادات لرؤية الهلال بالمملكة التي سمع بها الباحث عن بعض الذين اطلعوا عليها من قضاة وغيرهم، كانت لأبعاد أقل أحياناً من أربع درجات عن الشمس).

وعلى ما سبق فإن المرصد الفلكي البصري ليس بديلًا جيدًا عن العين، ولقد جرب كثيرا في أنحاء متفرقة في العالم الإسلامي، ولم تسجل حالة واحدة على ما أعلم أنه أمكن رصد الهلال من خلال المرصد الفلكي ولم يشاهد بالعين المجردة. أما ما يُقال عن اختلاف المرصد الفلكي عن الرؤية، فالمقصود هو حسابات المرصد الفلكي، لا الرؤية من خلال المرصد الفلكي.

وأما الرصد عن طريق مراصد الليزر أو المراصد الرادوية، فيكون غير الرصد البصري، وهذا يوقعنا في إشكالية القبول بها شرعا، هذا عدا أن هذه التقنية لا تستخدم للقمر وهو قريب من الأفق لخطورة أشعة ليزر على البشر، ولتشتت الأشعة الرادوية بسبب الاتصالات البشرية وغيرها من المؤثرات.

وخلاصة القول: إن الاستعانة بالمراصد الفلكية في رصد الهلال غير ممكن حاليا حسب الإمكانيات الموجود عالميا، إلا في حالات يمكن للعين البشرية أن ترى فيها ببساطة.

(ملاحظة):

يظن البعض أن المرصد الفلكي البصري يمكنه الرؤية خلال الغيم، وهذا محال علميا. ولكن يمكن الرصد في نطاقات غير النطاق البصري على أن يكون على القمر أجهزة تبث في هذا المجال، وهنا يصبح صعبا رصد الهلال عندما يكون قريبا من الأفق بسبب التشويش الكبير هناك، ومن المعلوم أن رصد الهلال يكون عادة وهو قريب من الأفق، بعد غروب الشمس) ا. هـ

... أما حكمها في الشرع الشريف:

فقال العلامة المحقق عبد العزيز بن باز رحمه الله: (أما الآلات فظاهر الأدلة الشرعية عدم تكليف الناس بالتماس الهلال بها، بل تكفي رؤية العين، ولكن من طالع الهلال بها، وجزم بأنه رآه بواسطتها بعد غروب الشمس وهو مسلم عدل فلا أعلم مانعًا من العمل برؤيته الهلال؛ لأنها من رؤية العين لا من الحساب). وقال: (إن استعان به فلا بأس، ولكن العمدة على رؤية العين) ا. هـ من مجموع فتاويه (15/ 69).

وقال د. سعد بن تركي الخثلان في "حكم الاعتماد على المراصد الفلكية في رؤية الهلال": (من رأى الهلالَ عن طريق المرصد يصدق عليه أنه رأى الهلال، وهذا الرأي اعتمده مجلس هيئة كبار العلماء، وأصبح العمل عليه منذ عام 1403، سواء كانت المراصد الفلكية الكبيرة الضخمة، أو حتى عن طريق المنظار الصغير، أو ما يسمى بالدربين ونحوه. ولكن مع ذلك منذ ذلك الحين إلى وقتنا هذا لم ير الهلال عن طريق المراصد الفلكية ولو لمرة واحدة) اهـ ملخصا.

... إذا لم تَرَ الهلالَ المراصدُ ورأتْهُ العين، فإنها رؤية صحيحة، يجب قبولها والعمل بها، ولا تُرَد لأجل عدم رؤية المراصد، لأن العمدة على رؤية العين، كما قرر العلماء، ولأنه لم ير الهلال عن طريق المراصد الفلكية ولو لمرة واحدة كما سبق عن الشيخ الخثلان، ولأن المراصد محدودة مهما كثر عددها واتسع مداها ولا يمكن أن تغطي سائر الأرجاء بخلاف الرائين، ولأن المرصد آلة تعترضها الآفات والأعراض. قال العلامة بكر بن عبد الله أبو زيد: (الحساب الفلكي المعاصر قائم على الرصد بالمراصد الصناعية الحديثة، والمرصد كغيره من الآلات التي يؤثر على صلاحيته نتائجها: أي خلل فني فيها قد لا يشعر به الراصد، هذا فيه ظنية من حيث الآلة، ورحم الله الشيخ أحمد شاكر إذ تحوط في بحثه من حيث الراصد فنص على الوثاقة، والله أعلم) ا. هـ

وذلك:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير