"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32) " سورة آل عمران
" فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " (63) سورة النور
" وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ " (7) سورة الحشر
بدأت هذا البحث وهو خاص بتصحيح وقت صلاة الفجر بتذكير قول الله عز وجل لنا بإتباع أمر الرسول صلي الله عليه وسلم والتحذير عن مخالفته صلي الله عليه وسلم ولو أنا أتبعنا أمر الرسول صلي الله عليه وسلم في كل حياتنا لنجونا وفلحنا فهو كما الله عز وجل " وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4) سورة النجم. وأوقات الصلوات الخمس هي أوقات توقيفية من الله عز وجل وبينها لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم ونخص منها وقت الفجر الذي شرح لنا رسول الله صلي الله عليه وسلم متي وقته حتى للأعرابي البسيط ولو كان هذا صعبا علي الأمة لكان تكليفا بما لا يطاق وهذا محال فالله عز وجل يقول " لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا " ولو أتبعنا أمر الرسول صلي الله عليه وسلم ورجعنا عند الاختلاف إلي سنته كما قال الله عز وجل " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا (59) ما وقعنا في هذا الخطاء العظيم يقول الله عز وجل " وإن تطيعوه تهتدوا ". ولكننا قدمنا كلام غيره علي كلامه صلي الله عليه وسلم فكان ما كان. ودائما نقول شرع الله وسنة رسول الله متبوعة لا تابعة فإذا خالف كلا أي إنسان كائن من كان عالم فلك أو غيره كلام رسول الله رددنا عليه كلامه واتبعنا رسول الله صلي الله عليه وسلم سواء وافق هوانا أو لم يوافق. كما قال شيخ الإسلام "وَقَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ: لا تَكُنْ مِمَّنْ يَتَّبِعُ الْحَقَّ إذَا وَافَقَ هَوَاهُ وَيُخَالِفُهُ إذَا خَالَفَ هَوَاهُ =فَإِذَا أَنْتَ لا تُثَابُ عَلَى مَا اتَّبَعْته مِنْ الْحَقِّ، وَتُعَاقَبُ عَلَى مَا خَالَفْته.
وَهُوَ كَمَا قَال-رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-لِأَنَّهُ فِي الْمَوْضِعَيْنِ إنَّمَا قَصَدَ إتباع هَوَاهُ لَمْ يَعْمَلْ لِلَّهِ" فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية10/ 480
فعلي هذا فكلام رسول الله أولا ثم ننظر في كلام علماء الفلك فإن وافق كلامه فبها ونعمة وإن خالف كلام رسول الله رددننا عليهم كلامهم واتبعنا كلام رسول الله. والله أسأل أن يجعل ثواب هذا العمل موصولا وأجره ممدودا خالصا لوجهه الكريم.
وقسمت هذا البحث البسيط الي أجزاء 1) الفجر لغة
2) الفجر في الكتاب والسنة
3) الفجر عند العلماء
4) آراء العلماء في توقيت التقاويم والأذان الثاني قبل صلاة الفجر
5) آراء علماء الفلك
6) وقت صلاة الصبح والحكم على من صلاها قبل طلوع الفجر
7) المفاسد المترتبة على تقديم وقت أذان الفجر
قال ابن عبدالبر ((لا تجزئ قبل وقتها، وهذا لا خلاف فيه بين العلماء)) الإجماع لإبن عبدالبر ص45.
ونص الفقهاء على أن من شك في دخول وقت الصلاة، فليس له ان يصلي حتى يتيقن دخوله،أو يغلب على ظنه ذلك، كما ذكره ابن قدامة في المغني (2/ 30)
الفجر لغة:
قال بن منظور في (لسان العرب) الفجر: ضوء الصباح وهو حمرة الشمس في سواد الليل، وهما فجران: أحدهما المستطيل وهو الكاذب الذي يسمى ذنب السرحان، والآخر المستطير وهو الصادق المنتشر في الأفق الذي يحرم الأكل والشرب على الصائم، ولا يكون الصبح إلا الصادق. و سمى ذنب السرحان و هو الذئب الأسود لأن باطن ذنبه ابيض و بجانبيه سواد كالفجر الكاذب فهو عبارة عن خيط يضيىء يمتد من المشرق من موضع طلوع الشمس إلى كبد السماء ويحيط به الظلام من الجانبين و سمي القسم الأول من الفجر الغلس و هو الذى كان رسول الله يصلى فيه الفجر " (5/ 45) ط بيروت
¥