[فضل شهر رمضان المبارك]
ـ[أبو سعود إبراهيم]ــــــــ[22 - 08 - 09, 04:25 ص]ـ
[فضل شهر رمضان المبارك]
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين .. أمابعد:-
قال تعالى:
" شَهرُ رمضانَ الذي أُنْزِلَ فيه القُرآنُ هُدى للنَّاسِ وبيِّناتٍ من الهُدَى والفُرْقان فمن شَهِدَ مِنكم الشَّهرَ فليَصُمْهُ ومَن كانَ مَرِيضاً أوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ من أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكمُ اليُسْرَ ولا يُرِيدُ بكمُ العُسْرَ ولتُكملوا العِدَّةَ ولتُكَبِّروا اللهَ على ما هداكُمْ ولعلَّكُم تشكرون " (البقرة:185)
وعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: (كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يُبَشِّر أصحابه بقدوم رمضان يقول: قد جاءكم شهر رمضان شهر مبارك، كتب الله عليكم صيامه، فيه تفتح أبواب الجنة وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم) رواه الإمام أحمد في المسند (2/ 386) ح (8979)، والنسائي في سننه (4/ 129) ح (2106)، قال الشيخ الألباني: صحيح 4/ 129، وهو في صحيح الترغيب 1/ 490.
قال ابن رجب الحنبلي: قال بعض العلماء: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضاً بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان، كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران، كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين، من أين يشبه هذا الزمان زمان " اهـ لطائف المعارف (1/ 158).
وعن أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إذا جاء رمضان فُتِّحت أبواب الجنة، وغُلِّقتْ أبواب النَّار، وصُفِّدَتْ الشَّياطين " رواه مسلم ح (1079).
وعنه 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " الصيام جُنَّة، فلايرفُثْ ولا يجهلْ، وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقلْ: إني صائم ـ مرتين ـ والذي نفسي بيده! لخلوفُ فمِ الصائم أطيب عند الله من ريحِ المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها " رواه البخاري ح (1894).
وقد جاء في كتاب الثمار اليانعة لمؤلفه عبد الله الجارالله رحمه الله ص202 قوله: (وكان المسلمون يقولون عند حضور شهر رمضان: اللهم قد أظلنا شهر رمضان وحضر، فسلِّمْه لنا وسلِّمنا له وارزقنا صيامه وقيامه، وارزقنا فيه الجد والاجتهاد والقوة والنشاط وأعذنا فيه من الفتن، وكانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبله منهم، كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلاً .. ).
لقد كان من هدي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادة، وقد كان جبريل يدارسه القرآن في رمضان، وكان يكثر فيه من الصدقة والإحسان، وتلاوة القرآن، والصلاة، والذكر، والاعتكاف، وكان يخصه من العبادات بما لايخص به غيره، وإنه ليواصل فيه أحياناً ليوفر ساعات ليله ونهاره على العبادة، وكان ينهى أصحابه عن الوصال، فيقولون له: إنك تواصل؟ فيقول: " لست كهيئتكم إني أبيتُ عند ربي يطعمني ويسقيني " رواه البخاري ح (1965)، ومسلم ح (1103)، نهى عنه رحمة للأُمة، وأذن فيه إلى السحر. (مختصر زاد المعاد في هدي خير العباد لمحمد بن عبدالوهاب ص 60)
ومن رسائل الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى إلى المسلمين، جاء فيها: (إنكم في شهر عظيم مبارك ألا وهو شهر رمضان، شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر العتق والغفران، شهر الصدقات والإحسان، شهر تفتح فيه أبواب الجنات، وتضاعف فيه الحسنات، وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات، وترفع الدرجات، وتغفر فيه السيئات، .... ، شهر فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم، فاستقبلوه رحمكم الله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة فيه إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات، والتناصح، والتعاون على البر والتقوى والتواصي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى
¥