ـ[أبو معاذ الهلالي]ــــــــ[28 - 08 - 09, 08:32 م]ـ
شيخنا الفاضل أبا يوسف نفعنا الله بعلمه.
أوّلاً: ليتك تكرّمتَ وبيّنتَ لي وجهَ كون الإيراد المذكور غيرَ مستقيم.
ثانياً: بالنسبة لسؤالك فبالتأكيد أنّ مَن فعل ذلك ـ والحال ما ذُكِر ـ مفطر.
.................................................. .
وأظنُّك ـ شيخنا الفاضل، سُتَعقِّب بأنّ هذه (القَطْرة) التي في القطّارة هي عينُ (القَطْرة) التي في البخاخ ولكنها كُثّفت، فكيف أحكم بالتفطير في تلك الصورة دون هذه؟!
فإن كان ظني صحيحاً فيمكن الجوابُ عن ذلك بالتفريق بين الصُّورتين من وجوه:
الوجه الأول: اختلاف القصد، فإن مَن يضع (قطرة) من القطّارة في فمه يقصد بذلك أن تذهب إلى معدته، بخلاف مَن يستعمل البخّاخ فإنّ مقصدَهُ الرئتان، فهل يَصدُق على الثاني أنه متعمِّد، والأعمال بالنيّات؟!
الوجه الثاني: اختلاف المَجْرى فإنّ (القطرة) من القطارة لن تذهب أصلاً إلاّ إلى المعدة ولن يذهب شيء منها إلى الرئتين، بخلاف (القَطْرة) من البخّاخ فالأصل أنها تذهب إلى الرئتين.
الوجه الثالث: من جهة الجُرْم، ففي الصُّورة الأولى (القَطرةُ) لها جرمٌ مرئي ومحسوس، بخلاف الصورة الثانية فإن (القَطْرة) ليس لها جرمٌ.
الوجه الرابع: أنه من المعلوم أنّ الشريعة السّمحاء قد جاءت بالعفو ورفع الحرج عن اليسير الذي يشقُّ دفعُه، وهو ما ينطبق على بقايا رذاذ البخَّاخ ـ محلّ النزاع ـ، بخلاف قَطْرة القطّارة.
والعلم عند الله.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 08:45 م]ـ
أحسنت أبا معاذ،
فقد عنّ في بالي أن اختلاف القصد بالإدخال مؤثر في الحكم؛ هذا إذا سلمنا بدخول مايوضع من البخاخ إلى المعدة.
ألا يكون الحكم مختلفًا باختلاف النية؟
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[28 - 08 - 09, 08:51 م]ـ
الأخ: أبا البراء، جزاه الله خيرًا.
حتى السواك الذي استشهدوا به في المسألة، فوضعه في الفم ليس بأكل ولا شرب أصلا وواضعه لا يقصد ذلك أما البخاخ فيقصد إيصاله للجوف فهذه النقطة (قصد إيصاله للجوف) هي التي يدور حولها كلام الذين يرون التفطير
هذا يَرِد عليه أمران:
1.البخاخ: ليس أكلا ولا شربًا، وواضعه لا يقصد الأكل ولا الشرب.
2.نحتاج إلى تحرير معنى الجوف عند الفقهاء؟
هل هو كل مادخل عن طريق الفم؟
أو أنه ما يستقر بالمعدة؟
وجزاكم الله خيرًا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 08 - 09, 09:02 م]ـ
قال الشيخ الدكتور / عبدالله بن حمد السكاكر في دروسه: (فقه نوازل الصيام):
النازلة الأولى: بخاخ الربو:
ماالمقصود ببخاخ الربو؟.
وكيف يستعمل؟.
وإلى أين تذهب مواده؟.
وكلام أهل العلم في هل يفطر به الصائم أولا يفطر؟.
بخاخ الربو: هو عبوة مضغوطة تحتوي على ثلاثة أمور أو أشياء:
الأول: الماء.
والثاني: غاز الأكسجين.
والثالث: المواد العلاجية التي يقصد أن تصل إلى الجهاز التنفسي فالعبوة هذه تحتوي على هذه الأمور الثلاثة النسبة الكبرى فيها للماء والباقي على الأكسجين والمواد العلاجية واستعمالها كما هو معروف هو بأن يضع الإنسان هذا البخاخ في فمه ثم يأخذ شهيقاً عميقاً وفي هذه الأثناء يطلق بخةً واحدة يستنشقها أو يتنفسها مع الشهيق.
هذه البخة أين تذهب حينما تستنشقها أو تتنفسها؟.
هذه البخة في غالبها وعامتها وأكثرها إلا ما ندر يذهب إلى الجهاز التنفسي بدأ بالفم ثم ما يسمى البلعوم ثم القصبات الهوائية ثم يذهب إلى الرئة غالب هذه المادة المستنشقة يذهب بهذا الاتجاه لكن هناك جزء يسير جداً من هذه المواد يعلق بجدران ما يسمى بالبلعوم، والبلعوم هو أعلى الجهاز الهضمي يعلق به وربما الإنسان يبتلع شيئاً منه فيذهب إلى المعدة يعني جزء يسير جداً يعلق في البلعوم وجزء مما يعلق في البلعوم يذهب إلى المعدة والمعدة هي الجوف على الصحيح من أقوال أهل العلم، فهذا الجزء اليسير يذهب في هذا الطريق وغالب هذا الغاز أو المادة المستنشقة يذهب إلى الجهاز التنفسي.
وننتقل إلى هل يفطر الصائم إذا تعاطي هذه المادة أو لا يفطر؟.
اختلف المعاصرون من أهل العلم الذين بحثوا هذه المسألة على قولين:
فذهب أكثر أهل العلم من المعاصرين إلى أن الصائم لا يفطر عند تعاطيه لهذه المادة أو الغاز وهو صائم، وممن قال هذا القول المشايخ:
¥