تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[ماحكم المسلسلات التي يشخص فيها الأنبياء عليهم الصلاة و السلام]

ـ[محمد المسلم المغربي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 03:03 ص]ـ

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

تحية طيبة لكل رواد ملتقى أهل الحديث

يحرص والدي و إخوتي و أنا كذلك على مشاهدة مسلسل يوسف الصديق على إحدى الفضائيات خلال شهر رمضان الكريم خاصة و أن هذا المسلسل يتزامن و وقت الإفطار عندنا في المغرب هذا المسلسل يشخص النبي يعقوب و النبي يوسف عليهما و على نبينا أفضل الصلاة و أزكى السلام في شخصيات - ممثلين- و كنت متحفظا من مشاهدة هذا المسلسل لكونه يعرض الأنبياء الكرام صلوات الله عليهم و سلامه بيد أن أبي يرى أنه لا مانع ما دمنا نستفيد و نعتبر من أحداث و أطوار هذا المسلسل لكنه في المقابل نصحني بالبحث و السؤال عن حكم مثل هذه المسلسلات فوعدته باستشارة أهل العلم فكان هذا الملتقى المبارك من بين الحلول و الحمد لله فأرجو من إخوتي الكرام أن يرشدونني مع العلم أن هذا المسلسل من إنتاج إحدى القنوات الإيرانية .. جزاكم الله عنا كل خير

ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[29 - 08 - 09, 06:43 م]ـ

أولا / أخي الكريم .. أهلا بك في هذا المنتدى المبارك , وقد أحسنت صنعا ووفقت بدخولك لهذا المنتدى.

وبالنسبة لتمثيل الأنيياء عليهم السلام فهو حرام قطعا ...

يقول الشيخ محمد رشيد رضا في جواب سؤال عن حكم تمثيل الانبياء؟

:

وأما تمثيل قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فقد عللوه بأنه درس وعظ مؤثر، يعنون أن كل ما كان كذلك فهو جائز، وهذه الكلية المطوية ممنوعة، وتلك المقدمة الصريحة غير متعينة فإن هذه القصة قد توضع وضعا منفرا، فلا تكون وعظا مؤثرا، وإن من الوعظ المؤثر في النفوس ما يكون كله أو بعضه باطلا، وكذبا وبدعا، أو مشتملا على مفسدة أو ذريعة إليها، ويشترط في جواز الوعظ أن يكون حقا لا مفسدة فيه ولا ذريعة إلى مفسدة، وبناء على هذا الأصل ننظر في هذه المسألة من وجوه:

أحدها: أن العرف الإسلامي العام يعد تمثيل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام إهانة لهم أو مزريا بقدرهم، ومما أعهد من الوقائع في ذلك أن بعض النصارى كانوا أرادوا أن يمثلوا قصة يوسف عليه السلام في بعض المدن السورية فهاج المسلمون لذلك، وحاولوا منعهم بالقوة، ورفع الأمر إلى الأستانة فصدرت إرادة السلطان عبد الحميد بمنع تمثيل تلك القصة وأمثالها، فإن قيل إن بعض مسلمي مصر كأولئك المتعلمين القائلين بالجواز لا يعدون ذلك إهانة ولا إزراء إذ لا يخفى على مسلم أن إهانة الأنبياء أو الإزراء بهم أقل ما يقال فيه إنه من كبائر المعاصي، وقد يكون كفرا صريحا وردة عن الإسلام، نقول إنما العبرة في العرف بالجمهور الذي تربى على آداب الإسلام وأحكامه لا بالأفراد القلائل، ومن غلبت عليهم التقاليد الإفرنجية، حتى صاروا يفضلونها على الآداب الإسلامية، كذلك القاضي الأهلي الذي حكم ببراءة أستاذ مدرسة أميرية غازل امرأة محصنة وتصباها، وكاشفها بافتتانه بجمالها حتى هجره الرقاد، وواصله السهاد.

فشكت المحصنة هذه الوقاحة إلى زوجها فرفع الزوج الأمر إلى قاضي العقوبات طالبا تعزير ذلك العادي المفتات، فكان رأي القاضي أن مغازلة المحصنات الحسان وتصبيهن، يحتمل ذلك الكلام الذي يفسدهن على أزواجهن، ولا يقتضي سجنا ولا غرامة، ولا تأنيبا، ولا ملامة؛ لأنه إظهار لحب الحسن والجمال، وهو من ترقي الذوق وآيات الكمال، ولكن ما رآه هذا القاضي المتفرنج حسنا وكمالا، رآه السواد الأعظم من المسلمين نقصا قبيحا، وأنكره عليه في الجرائد حتى منعتها مراقبة المطبوعات من التمادي في الإنكار، واستأنف الزوج الحكم فنقضه الاستئناف، وحكم بأن كلام ذلك الأستاذ جريمة منافية للآداب، ولو حاول بعض أجواق التمثيل تمثيل قصة أحد الرسل الكرام -عليهم الصلاة والسلام- لرأوا من إنكار العلماء والجرائد ما لا يخطر ببال أولئك الأفراد الذين يرون جوازه، ولو وقع مثل ذلك في بلد لم تذلل أهله سيطرة الحكام لما كان إلا مثارا للفتنة ولتصدى الناس لصد الممثلين بالقوة، بل يغلب على ظني أن أكثر الناس يعدون تمثيل الأمراء والسلاطين، وكبار رجال العلم والدين، مما يزري بمقامهم، ويضع من قدرهم، وأن أحدا من هؤلاء الكبراء لا يرضى لنفسه ذلك.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير