هذا الشخص اللي في البداية ويقول: الترتيل صعب عليه .. ؛ لأن بعض الناس إذا عرف النتيجة والمحصلة التي قرأها في هذا اليوم خمسة أجزاء، ستة، عشرة، نشط؛ لكن إذا رتل وتدبر في النهاية جزء هذا يكسل، نقول: هذا لا بأس هذّ، وحصّل أجر الحروف، وخلي لك ختمت تدبر، ولو كانت في السنة مرة، اقرأ في هذا اليوم ورقة واحدة بالتدبر، وامش على طريقك.
الحافظ ابن كثير -رحمه الله تعالى- ترجم لشخص يقرأ القرآن في ثلاث، ديدنه عمره كله، وله ختمة تدبر أمضى فيها عشرين سنة، وبقي عليه أقل من جزء من القرآن، توفي ولما يكملها، فلا هذا ولا ذاك.
يعني المسألة تحصيل الحروف والنشاط لقراءة القرآن يحصل بالهذ بلا شك، لاسيما من تعود عليه، والتدبر يجعل له وقت ولو يقرأ في كل يوم ورقة واحدة بالترتيل والتدبر والتفكر والاستنباط، ويتفهم كلام الله، ويراجع على هذه الورقة ما يعينه على فهم كتاب الله -جل وعلا-.
نعم في حديث: ((لا يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) حمله أهل العلم على من كان ديدنه ذلك، وأما من استغل الأوقات الفاضلة، والأماكن الفاضلة في أوقات المضاعفات مثل هذا لا يتناوله مثل هذا الحديث، على أن الناس يتفاوتون في هذا، يعني إذا وجه هذا الكلام لعموم المسلمين نعم لعموم المسلمين لا يفقهون إذا قرؤوا، لكن شخص متفرغ لقراءة القرآن، يقول: أنا عندي استعداد أجلس بعد صلاة الصبح وأقرأ خمسة أجزاء، وأجلس بعد صلاة الظهر واقرأ خمسة، وأجلس بعد صلاة العصر وأقرأ خمسة نعم من غير مشقة بحيث يختم في يومين، نقول: لا يا أخي أنت خالفت الحديث لا تقرأ الظهر، اترك القراءة على شان تختم في ثلاثة أيام، هذا حل؟!، هل هذا مراد النبي -عليه الصلاة والسلام - من هذا الحديث؟ نعم، نعم يحل المسألة لو قيل له: اقرأ القرآن، اقرأ بدل خمسة بعد صلاة الصبح ثلاثة، بس على الوجه المأمور به، بعد صلاة الظهر بدل خمسة اقرأ ثلاثة، أما أن يقال له: اترك القراءة في وقت من هذه الأوقات لتقرأ القرآن في ثلاث ما هو بهذا المراد قطعاً، نعم.
أما الذي يستطيع أن يقرأ القرآن على الوجه المأمور به ويكون ديدنه، قراءة ترتيل وتدبر ولو قلّت قراءته؛ هذا أفضل، هذا أفضل واختيار أكثر أهل العلم؛ لكن بعض الناس ما يستطيع يقرأ بالترتيل، الذي تعود على الهذ ما يستطيع يقرأ بالترتيل، لا بأس يقرؤه في شهر، إيش المانع؟، يقرأ على الوجه المأمور به كل يوم جزء أنفع له بكثير، أنفع لقلبه؛ لأن هذه الطريقة هي المحصلة للإيمان واليقين كما قال شيخ الإسلام، وهذا هو الذي .. ، أُنزل القرآن من أجل هذا؛ لكن من فضل الله -جل وعلا- أنه رتّب الأجر على مجرد النطق بالحروف، إذا فاته طريقة أدرك طرائق - إن شاء الله تعالى -، وهو على خير على كل حال.
---
(*) لعل العبارة: (إذا جاء وقت الورد (وقف) على جنب يقرأ حزبه).
(*) لعل العبارة: (المسألة أنفاس معدودة تتوقف متى ما انتهت).
---
http://www.khudheir.com/ref/2676
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 06:29 ص]ـ
جزاكم الله خيراً أخي المسيطير , وبارك فيكم.
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[02 - 09 - 09, 08:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ووفقكم لك خير
السبب أنا مشغولون بجزء فلان، وحاشية شرح فلان على تتمة علان، وبحث فلان ورد علان والرد على الرد، ومن منتدى للآخر، ومن موضوع لموضوع، وآخر ما طبع ... والاستكثار من ذلك، فهذه لها لذة في المجالس وأنس في المذاكرة!!
أما القرآن فليست فيه هذه اللذة، قد قرأناه مرارا، وربما بعضنا حفظه من غير فهم ولا تدبر لمعانيه، ونحن نجلس المجالس الكثيرة لم نتذاكر شيئا منه فأي شيء يحركنا له؟!!
أصبت كبد الحقيقة .. وفقك الله.
ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[03 - 09 - 09, 09:36 ص]ـ
للحفَّاظ: هذا موسم عظيم لضبط المحفوظ وإتقانه، تستطيع ان تلتزم مع أخٍ لك بأن تعرض عليه جزئين يوميًا، وهو كذلك، وتكون قد ختمتَ مرتين عرضًا على زميل، واستمعتَ للقرآن مرتين، هذا مع ختماتك المتوالية للقرآن أثناء الشهر، فانظر إلى حفظك بعد ذلك، ستجد أنه قد تغيَّر تغيرًا جذريًا ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 09 - 09, 12:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
- حمل المصحف في الجيب ... يجعل العبد على ذُكرٍ دائم للتلاوة ... فيخرجه في أي وقت يرى مناسبته ... فيقرأ ما تيسر.
- قد يكون في مسجد يصعب فيه أخذ المصحف ... لتباعد الأرفف أو ازدحام المسجد أو أن المصاحف قد سبق إليها إخوانك فبادروا إلى أخذها ... فقد يناسب هنا حمل المصحف في الجيب ... (خاصة الليالي الأخيرة).
- قد يطيل الإمام الجلوس بين صلاة العشاء والتراويح ... فيمكن أن تقرأ وجها أو جهين في هذا الوقت اليسير.
- البعض يضبط عددا من الأجزاء ... فقد يناسب أن تُقرأ هذه الأجزاء في الصلوات السرية ... وفي الرواتب والنوافل ونحوها ... فإذا كان لايضبط إلا جزئي (تبارك) و (عم) - مثلا - ... فيقرأهما في صلواته ... وتكون من ختمته ... فإذا انتهى من جزء المجادلة ... عاد إلى سورة البقرة للختمة الأخرى.
¥