[نرى كثيرا من الشباب – في هذه الأيام –يمدون أرجلهم في المسجد مع الاتكاء]
ـ[سمير زمال]ــــــــ[29 - 08 - 09, 09:22 م]ـ
السؤال: نرى كثيرا من الشباب – في هذه الأيام –يمدون أرجلهم في المسجد مع الاتكاء
باليد وراءا دون حاجة أو ضرورة، أليس في هذا إخلال بآداب المسجد والجماعة، لا سيما
وأن هذا الأمر يحدث منهم قبيل الصلاة؟
الجواب:
ليس من الآداب مدُ الإنسان رجليه في مجمع من الناس سواء كان ذلك في المسجد أو غيرالمسجد، إلى القبلة أم إلى غيرها، لأن هذه الجلسة غير عادية، وهي مُخلة بالمروءة (ومعنى المروءة:آداب نفسانية تحمل مراعاتها الانسان على الوقوف على محاسن الأخلاق،وجميل العادات) [قاله البُجَيروي رحمه الله تعالى نقلا عن كتاب القاموس الفقهي لسعديأبو حبيب ص 377]
وعرفها الدردير المالكي رحمه الله بقوله (كمال النفس بصونها عما يوجب ذمها عرفا، ولو مباحا في ظاهر الحال) [الشرح الصغير 284]
ودليل المنع النصوص الشرعية العامة الآمرة بالأخلاق الحسنة، وبجميل المظهر وحسن الهيئة واحترام الناس قيل لسفيان بن عيينة رحمه الله تعالى: قد استنبطت من القرآن كل شيئ،فأين المروءة فيه؟ فقال:في قوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {والحياء شعبة من الايمان} [رواه البخاري ومسلم]
وقال صلى الله عليه وسلم: {إذا لم تستح فاصنع ما شئت} (رواه البخاري)
وقال صلى الله عليه وسلم: {إن الله تعالى يحب معالي الأمور، وأشرافها، ويكره سفاسفها} [رواه الطبراني وغيره وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع للألباني].
فإن قال قائل: ليس فيما ذُكر دليل صريح، فالجواب بأن يُقال: هل يستحسن إدخال أصبعك في أنفك لتنظيفه أمام الناس؟ فإن قال: لا يُستحسن، قيل له: ماهو الدليل الصريح؟
فإن قال الأدلة العامة، قيل له فكذلك أدلة منع تلك الجلسة غير العادية أمام الناس هي الأدلة العامة.
هذا وقد عدّ كثير من الفقهاء مدّ الرجلين أمام الناس من غير حاجة وضرورة وعذر من خوارم المروءة كما قاله أبو بكر محمد بن الوليد الطرطوشي المالكي، فيما نقله عنه القاضي عياض في بغية الرائد ص (39) والنووي في روضة الطالبين (232/ 11) ومجد الدين ابن تيمية في تحرير (269 - 268/ 2) وابن قدامة المقدسي في المغني (152/ 14) في كتاب الشهادات، وفي زاد المستقنع مختصر المقنع لأبي النجا الحجاوي، ووافقه شارحه ابن عثيمين في الشرح الممتع (6/ 226) في كتاب الشهادات أيضا، والبهوتي في الروض المربع (375) وطاهر الجزائري في توجيه النظر (1/ 98) وانظر المروءة وخوارمها للشيخ مشهور بن حسن (167 - 166)
تنبيهان:
الأول: لا يُستحسن مدُ الرجلين أمام عامة الناس، أما لو كان الإنسان بين إخوانه أو أصحابه أو تلامذته، أو كان منفردا فلا يُمنع من ذلك، لأن العلماء قد فرقوا بين حالة وحالة، وكما قيل في المثل: عند الأحباب تسقط الآداب
الثاني: لا مانع من مد الرجلين ولو أمام الناس للضرورة أو الحاجة أو العذر، كالمريض نحوه، مع الحرص على الحشمة والوقار قد ر الاستطاعة.
الثالث: هناك من الأفعال ما لا يأتي به الإنسان إلا منفردا، ولا يفعله حتى أمام خاصته وأحبابه، كإدخال الأصبع في الأنف لتنظيفه ونحو ذلك.
قال الحسن بن علي رضي الله عنهما: (أما المروءة: فحفظ الرجل دينه، وإحراز نفسه من الدنس، وقيامه بضيفه، وأداء الحقوق، وإفشاء السلام)
المجيب: أبو سعيد بلعيد بن أحمد الجزائري
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[01 - 09 - 09, 08:02 م]ـ
حكي عن السري السقطي ــ رحمه الله ــ أنه قال: (صليت وردي ليلة ومددت رجلي.فنوديت:أهكذا تجالس الملوك؟ قال: فقبضت رجلي،وقلت: وعزتك لا مددت رجلي ابدا.)
ـ[أبوالليث الشيراني]ــــــــ[02 - 09 - 09, 12:02 ص]ـ
مع أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرأ القرآن وهو متكئ على حجر عائشة رضي الله عنها وهي حائض ..
والحديث في الصحيح.
وكما ذكر ابن حجر رحمه الله أن فيه دلالة على أن ذلك لا ينافي الاحترام , وهو قراءة القرآن متكئا! ..
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 04:24 ص]ـ
يقول الله في سورة آل عمران: (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم)
وفي النساء (فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا وعلى جنوبكم)
وفي البخاري مرفوعا: (صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم وصلاة النائم (المضطجع) على النصف من صلاة القاعد).
ومراعاة الآداب شئ والجواز شئ آخر.
والتشديد على الناس والإنكار عليهم في باب الآداب والمروءات غير سديد ...
اما التوجيه واللين فهو المتعين ... وعسى الأمر يقبل ... وكل بحسبه ...
فلو رأيت إنسانا عليه تقصير كثير ولأول مرة يبقى في المسجد ليقرأ قرآن وقد مد رجليه فغير سديد
أن يذكر له هذا الباب.
وربما يقال إن باب العرف واسع .....
فما يكون في بلد من الأخلاق قد تشددوا فيه وهو من عموم الآداب المروءات
قد لايكون بنفس الحدة في بلد آخر مثل مد الرجلين فإنه عندنا (القصيم) صار أشبه بالمألوف بالمسجد
ومن غير حاجة.
فمثل هذا والحالة هذه قد لايتجه القول بتعليم من يخالف ...
أما إدخال الأصبع بالأنف ... فالقياس عليه بعيد.
لأنه صريح القذارة باتفاق شعوب العالم ولايتغير فيها العرف ...
ملاحظة: مد الرجلين تجاه المصحاف هذا غير داخل بالموضوع فهو من واجب الأدب أن تكف لعموم ...
وفي رأيي أنه ولو كان من عذر فإن وجد عذر فتبعد المصاحف عنه ... فإن قيل ... لماذا؟
لأن ليس كل من يدخل المسجد يعلم بعذره ... فربما اقتدى به الجاهل وتربى عليه الصغير .. كما حصل ورأيت.
¥