[الشيخ " محمد حسان " ونقله الشيخ " العثيمين " في الإبر المغذية]
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 08 - 09, 03:52 ص]ـ
التنبيه على نقل الشيخ " محمد حسان " عن الشيخ " العثيمين " القول بأن الإبر المغذية لا تفطر! وتحقيق رأي الشيخ رحمه الله
الحمد لله
فقد شاع وذاع نقل الشيخ محمد حسان حفظه الله وعافاه عن الشيخ العثيمين القول بأن الإبر المغذية لا تفطر!
والذي يبدو لي أن الشيخ حفظه الله نقل الجواز عن الشيخ رحمه الله من موضع في " الشرح الممتع "، وترك " عشرات " النقول التي يفتي بها بالمنع من استعمالها لغير ضرورة، وبأنها تفطر!
بل وفي " الشرح الممتع " قبل ذلك الموضع بقليل بيَّن الشيخ رحمه الله أن " المغذي " بمعنى الأكل والشرب، وأنه " مفطِّر "!!
فإلى بيان ذلك:
1. الشيخ رحمه الله يرى أنها لا تفطر!
"في الشرح الممتع على زاد المستقنع " (6/ 368، 369) قال - رحمه الله -:
(أوْ احْتَقَنَ ........... )
قوله: " أو احتقن " الاحتقان هو إدخال الأدوية عن طريق الدبر، وهو معروف، ولا يزال يعمل، فإذا احتقن فإنه يفطر بذلك؛ لأن العلة وصول الشيء إلى الجوف، والحقنة تصل إلى الجوف، أي: تصل إلى شيء مجوف في الإنسان، فتصل إلى الأمعاء فتكون مفطرة، فإذا وصل إلى الجوف شيء عن طريق الفم، أو الأنف، أو أي منفذ كان، فإنه يكون مفطراً، وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد، وعليه أكثر أهل العلم.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: لا فطر بالحقنة؛ لأنه لا يطلق عليها اسم الأكل والشرب، لا لغة، ولا عرفاً، وليس هناك دليل في الكتاب والسنة أن مناط الحكم وصول الشيء إلى الجوف، ولو كان لقلنا: كل ما وصل إلى الجوف من أي منفذ كان فإنه مفطر، لكن الكتاب والسنة دلاَّ على شيء معين وهو الأكل والشرب.
وقال بعض العلماء المعاصرين: إن الحقنة إذا وصلت إلى الأمعاء فإن البدن يمتصها عن طريق الأمعاء الدقيقة، وإذا امتصها انتفع منها، فكان ما يصل إلى هذه الأمعاء الدقيقة كالذي يصل إلى المعدة من حيث التغذي به، وهذا من حيث المعنى قد يكون قويّاً.
لكن قد يقول قائل: إن العلة في تفطير الصائم بالأكل والشرب ليست مجرد التغذية، وإنما هي التغذية مع التلذذ بالأكل والشرب، فتكون العلة مركبة من جزأين:
أحدهما: الأكل والشرب.
الثاني: التلذذ بالأكل والشرب؛ لأن التلذذ بالأكل والشرب مما تطلبه النفوس، والدليل على هذا أن المريض إذا غذي بالإبر لمدة يومين أو ثلاثة: تجده في أشد ما يكون شوقاً إلى الطعام والشراب مع أنه متغذٍّ.
فإن قيل: ينتقض قولكم إن العلة مركبة من جزأين إلى آخره أن السعوط مفطر مع أنه لا يحصل به تلذذ بالأكل والشرب، فالجواب أن الأنف منفذ معتاد لتغذية الجسم، فألحق بما كان عن طريق الفم.
وبناء على هذا نقول: إن الحقنة لا تفطر مطلقاً، ولو كان الجسم يتغذى بها عن طريق الأمعاء الدقيقة.
فيكون القول الراجح في هذه المسألة قول شيخ الإسلام ابن تيمية مطلقاً، ولا التفات إلى ما قاله بعض المعاصرين.
انتهى
2. الشيخ رحمه الله يقول بأنها تفطر مع التردد، وعدم الجزم بقوة.
في " اللقاء الشهري " (رقم 8!!) قال رحمه الله:
الرابع: ما كان بمعنى الأكل والشرب، وهو الذي يغني عن الأكل والشرب، مثل الإبر المغذية، الإبر المغذية مفطرة للصائم؛ لأنها تعطي البدن ما يعطيه الأكل والشرب، والله تعالى إنما حرم الأكل والشرب، وما كان بمعناهما فلها حكمهما؛ لأن الشريعة لا تفرق بين متماثلين. الإبر الأخرى التي تؤخذ في الوريد كإبر السكر، وإبر البنج، وإبر تخفيف الألم، وما أشبهها، هل تفطر؟ نقول: لا تفطر، فإذا قال إنسان: إنها مفطرة لأنها تصل إلى داخل الجوف، أو إلى داخل البدن أو تختلط بالدم، قلنا: بيننا وبينك كتاب الله، ائت بحرف واحد يدل على أن مثل هذا مفطر، وعلى العين والرأس، أما أن الله يقول: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) [البقرة:187] وأنت تقول: كل ما وصل إلى الدم أو إلى الجسم فهو مفطر، من قال هذا؟ أتضيق على عباد الله ما وسع لهم؟! الإبر التي بمعنى الأكل والشرب نقول: إنها مفطرة؛ لأنها تغني عن الأكل والشرب فهي بمعناه.
¥