أبو ناصر؛ الإشكال ما قاله الأخ: أبو البراء فجزاك وجزاه كل خير وشاكر لكما المشاركة
الأخ: عويشز .. بارك الله فيك، فعلاً ما جعلت له لون أحمر في مشاركتك ..
هو الإشكال الذي واجهته من أحد الأحبة
بأن زيادة [في مقامنا هذا] تحتمل أن تكون شرطاً على الله ...
وأخيراً هل قال به أحد غيره.؟
ـ[أبو معاذ عبدالله]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:04 م]ـ
أحبتي هل فيه إضافة أو تعليق زائد على إضافة الأخ صاحب الرد (4) العويشز حفظه الله؟
ـ[أبو عزام بن يوسف]ــــــــ[06 - 09 - 09, 08:16 ص]ـ
أخرج ابن ماجه في سننه في كِتَاب إِقَامَةِ الصَّلَاةِ وَالسُّنَّةِ فِيهَا
قال بَاب مَا جَاءَ فِي صَلَاةِ الْحَاجَةِ ...... عن عبد الله بن أبي أوفى الأسلمي قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال من كانت له حاجة إلى الله أو إلى أحد من خلقه فليتوضأ وليصل ركعتين ثم ليقل لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم الحمد لله رب العالمين اللهم إني أسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم أسألك ألا تدع لي ذنبا إلا غفرته ولا هما إلا فرجته ولا حاجة هي لك رضا إلا قضيتها لي ثم يسأل الله من أمر الدنيا والآخرة ما شاء فإنه يقدر) ورواه الترمذي بنحوه وقال الألباني ضعيف جداً
أقول: إذ ثبت أن قول الداعي (لا تدع لنا في مقامنا هذا ....... ) فيه محذور فعلى ذلك يثبت أيضاً فيما يماثله من الأدعية كقول البعض (اللهم لا تفرق جمعنا هذا إلا بذنب مغفور وسعي مشكور ...... ) و غيرها الكثير على هذه النهج.
ولكن مما يؤيد جواز مثل ذلك وجود أدعيه كثيرة جداً في النصوص الشرعية فيها اشتراط فمنها ما في صحيح مسلم .... عن عبد الرحمن بن يزيد عن عبد الله قال كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له قال أراه قال فيهن له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير رب أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها رب أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر وإذا أصبح قال ذلك أيضا أصبحنا وأصبح الملك لله
أليس في قوله (أسألك خير ما في هذه الليلة ..... و أعوذ بك من شر هذه ... ) اشتراط؟ الجواب: بلى فإن الداعي يريد من الله خير ما في هذه الليلة وأن يعيذه الله من شرها بل وزاد في الاشتراط فقال (وما بعدها)
بل وحتى في الأدعية التي لم تقيد بوقت معين فيها معنى الاشتراط كقوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} (101) سورة يوسف ودعوة يوسف ذكر المفسرون فيها ثلاثة احتمالات وهي:
الأول: أنها منجزة. وهذا لا يشرع في شريعتنا الثانية: أنه قالها حين احتضاره الثالثة: أنه قصد أن يموت على الإسلام حين يتوفاه الله
وعلى جميع الاحتمالات فيها اشتراط وهذا الشاهد
فإن قلت: ولكنه لم يقيده بليلة أو أسبوع أو شهر معين وإشكالي في قول القائل (في مقامنا هذا)؟
الجواب: الوقت لا أثر له في المنع من ذلك.
فلو منع أحد منه فقل له: ما هو أقل وقت يجوز لي أن أذكره في الدعاء؟
فإن قال لك: لا تحدد
فقل له: وإن لم أحدد فإن كل داع يقصد بدعائه إما أمر دنيوياً فيكون محدد بفترة الحياة أو أخروياً فيكون محدد بعد الوفاة.
وكذلك في قوله صلى الله عليه وسلم في دعوة المكروب (اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت) رواه أبو داود وصححه الألباني فقوله (أصلح لي شأني كله) من أعظم الاشتراط حيث أنه لم يسأل إصلاح شأن واحد من شؤون حياته أو آخرته بل قال شأني كله
فإن قلت: هذا ليس فيه اشتراط في الوقت وإشكالي يتعلق بالوقت وهو قول (في مقامنا هذا)؟
فالجواب: قوله (شأني كله) يستغرق وقت الدنيا والآخرة وجميع ما في الدنيا والآخرة مما يتعلق بالداعي فهو أعظم من قول (في مقامنا هذا) والله أعلم
والمسلم إذا دعا الله فليعظم الرغبة فعن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "" إذا دعا أحدكم، فلا يقول: إن شئت، وليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله لا يعظم عليه شيء أعطاه "". وقول (في مقامنا هذا) أو (لا تفرق جمعنا هذا …) من إعظام الرغبة
وهنا أمر لا بد من التنبه له: وهو أن الإنسان إذا دعا فعليه أن يكون موقن بالإجابة ولذا إذا كمل إيمان العبد فإنه إذا أقسم على الله أبره، مع أن القسم على الله من أعظم الاشتراط ومع ذلك يستجيب الله له فقول القائل (في مقامنا هذا) ونحوه من حسن ظنه بالله تعالى والله عند ظن عبده به
هذا ما استنتجته من فهمي القاصر للنصوص فإن كان صواباً فمن الله وإن كان غير ذلك فمني والشيطان، ولا استغني عن استدراكات الأخوة الفضلاء جزاهم الله خيراً
فأنا أذكر هذا من باب المدارسة وليس من باب الفتوى لأني لست أهلاً لها