تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

متى يكون خلاف الظاهرية معتبرًا؟ وهل وصفهم بالظاهرية ذم لهم؟

ـ[أبو ناصر المدني]ــــــــ[01 - 09 - 09, 04:27 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فقد سئل الشيخ الدكتور سليمان بن سليم الله الرحيلي - حفظه الله - بعد إحدى الدروس:

يقول السائل: متى يكون خلاف الظاهرية معتبرًا؟

فأجاب:

الظاهرية من فقهاء المسلمين، إمامهم داود بن علي الظاهري، ومن أئمتهم الكبار: الإمام ابن حزم أبو علي، وهم فقهاء، وعندهم فقه عظيم، ولكنهم نفوا القياس، وقالوا: إن القياس ليس بحجة، وإنكار القياس في الحقيقة بدعة، فإن الصحابة والسلف كانوا يقرون بالقياس، ويرون أن القياس حجة، وإنما أول من باح بإنكار القياس هو النظَّام من المعتزلة، وتبعه بعض المعتزلة، وقال بذلك الظاهرية، فقولهم لاشك أنه خطأ، فالمسائل التي تحتاج إلى القياس فلا يعتبر اجتهاد الظاهرية فيها، أما المسائل الأخرى فقولهم معتبر كقول بقية فقهاء الإسلام، يُنظر فيه بحسب الأدلة، وقد أصاب الظاهرية في مسائل كثيرة فيما يتعلق بظاهر الأدلة، وإن أخطأوا في مسائل كثيرة فيما يحتاج إلى القياس، والعدل أن يوضع كل شيء في موضعه، نعم.

يقول: هل وصفهم بالظاهرية ذم لهم؟

فأجاب:

لا، ليس ذمًا؛ لكن الظاهرية عُرِفوا بهذا لأنهم يأخذون بظواهر النصوص، وهم يسمون أنفسهم - أيضًا - بالظاهرية، ولابن حزم أبيات شعر في هذا، في أنه ظاهري، والمقصود أنهم يأخذون بظاهر النص، وقد أحسنوا فيما أخذوا به من ظواهر النصوص فيما لم ترد أدلة تصرف عن الظاهر، وأخطأوا في تمسكهم بالظاهر مع وجود أدلة تدل على الصرف عن الظاهر، ومن مجازفات الظاهرية وأخطائهم: أنهم نفوا الحكمة والتعليل في شرع الله وأفعاله، فالظاهرية يُنظر إليهم بحسب الحال أ. هـ.

من شرح الأصول الثلاثة في درسه في المسجد النبوي في موسم حج 1429 - 1430 هـ.

للاستماع إلى الفتوى عند الدقيقة 36 من هذا الجزء من شرح ثلاثة الاصول،

http://www.4shared.com/file/115284116/5e6c18b4/19_____45.html"]http://www.4shared.com/file/115284116/5e6c18b4/19_____45.html

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير