تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[من الغفلة أثناء صلاة التراويح]

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 10:41 ص]ـ

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

أما بعد، فمن الغفلة أثناء صلاة التراويح،

أنك قد تجد بعض الناس يبكون - بل ينشجون - وبصوت عالٍ ومرتفعٍ أثناء دعاء القنوت،

ويُتلى عليهم القرآن الكريم، الذي فيه من الآيات والذكر الحكيم، ما لو أُنزِلَ على جبلٍ لرأيته خاشعاً متصدِّعاً من خشية الله،

ولا تسمع لهم نشيجاً ولا بكاءً، والله المستعان!!

فالعجب كلّه أن يكون بكائهم في أثناء القنوت دون القراءة،

والأولى أن يكون البكاء والتأثر عند سماع القرآن الكريم.

قال الله تعالى: (إنما المؤمنون الذين إذا ذُكِرَ اللهُ وجِلَت قلوبهم وإذا تُلِيَت عليهم ءاياته زادتهم إيماناً)

وقال تعالى: (الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعرّ منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله)

قال النووي في " التبيان في آداب حملة القرآن ": من لم يبكِ عند قراءة القرآن، فليبكِ على فقدانه للبكاء، فإنه من أعظم المصائب!! اهـ.

وكيف كان حال نبينا صلى الله عليه وسلّم عند قراءته أو سماعه للقرآن الكريم؟

كان نبينا صلى الله عليه وسلّم إذا صلّى سُمِع في صدره أزيزاً كأزيز المِرجَل من البكاء.

ولمّا قرأ عبد الله بن مسعود سورة النساء على النبي صلى الله عليه وسلّم وبلغ قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً)، قال النبي صلى الله عليه وسلّم: " حسبك "،

قال ابن مسعود: فرأيت فإذا عيناه تذرفان.

فهذا وصفُ ربنا سبحانه وتعالى لتأثر القلوب بالقرآن الكريم،

وهذا وصفُ نبينا صلى الله عليه وسلّم عند تأثّره بالقرآن الكريم،

وهذا ما يجب أن يكون عليه حالنا،

والله المستعان.

(إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد).

ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[06 - 09 - 09, 08:26 ص]ـ

أحسنت أخونا الفاضل أبامعاوية ...

بارك الله فيك ... نسأل الله أن يصلح قلوبنا ...

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[07 - 09 - 09, 06:27 م]ـ

وفيك بارك يا أبا راكان،

ومن الفائدة بيان هدي السلف الصالح عند سماعهم للقرآن الكريم وإنكارهم على من خرج عن الحد المألوف؛ كالغشيان والصعق وغيره.

فأخرج الدينوري في المجالسة وجواهر العلم وسعيد بن منصور في تفسيره عن عبد الله بن عروة بن الزبير قال: قلتُ لجدّتي أسماء: كيف كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم إذا قرأوا القرآن؟

قالت: كانوا كما نعتهم الله؛ تدمع أعينهم، وتقشعرّ جلودهم.

قلتُ: إن ناساً ها هنا إذا سمعوا ذلك تأخذهم عليه غشية.

فقالت: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

وللاستزادة فتحتُ الآن موضوعاً في " منتدى القرآن الكريم " عن أحوال السلف الصالح عند سماعهم للقرآن الكريم وإنكارهم على من خرج عن الحد المألوف، فانظره غير مأمور على هذا الرابط:

http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?goto=newpost&t=185434

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[12 - 08 - 10, 03:19 ص]ـ

يُرفع لدخول شهر رمضان المبارك.

ـ[جمال بن مطر]ــــــــ[12 - 08 - 10, 03:25 ص]ـ

جزاكم الله خيراً أخي البيروتي على هذه الملحوظة المهمة التي قل التوجيه فيها، والله المستعان.

ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 07:46 م]ـ

وإياكم يا جمال.

ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:03 ص]ـ

يا أبا معاوية، لو صليتَ معي بالأمس لرأيت عجبًا عُجابا.

تتلى سورة قاف، و لا أسمع صوتَ بكاء، بل أجد من ظاهره أنه مشغول بغترته و ثوبه و شاربه و لحيته!

ثم إذا سمعوا السجع من الإمام، و ذاك التجويد الحسن، في الدعاء، سمعت بكاءً عجيبًا!

فقلتُ سبحان الله! لو أنَّ الآيات التي كانت تتلى كانت عن الطلاق و نحو ذلك من الأحكام، لقلَّ عجبي، و لكن تُقرأ عليهم: " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد " " و جاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد " " يوم نقول لجهنم هل امتلأت و تقول هل من مزيد " " و أزلفت الجنة للمتقين غير بعيد " ... و القوم مشغولون.

ثم يُقال اللهم استر علينا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض .. فتسمع لهم صراخًا و عويلا.

اللهم أصلح حالنا.

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير