تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

النعمة ونغبطهم على هذا الخير وادعوا لإخوانكم واسألوا لهم التوفيق والسداد فأمثال هؤلاء على ثغور الإسلام؛ لأن شباب المسلمين لو لم يحفظوا لهلكوا فجزاهم الله خيراً إنهم جروا أمثال هؤلاء إلى بيوت الله وعرّفوهم طاعة الله؛ ولكن ليس كل مجتهد مصيباً،

ومن هنا ينبغي أن تضبط هذه الأمور بالرجوع إلى العلماء واستشارتهم وانتقاء النوعية التي مثلها أهل أن تعتكف ومثلها أهل أن تدخل هذا البيت المعّظم المشرّف ولا تصدر منهم الأخلاق المؤذية والتشويش على الغير والأفعال التي لا تليق، هذا الذي أرجو أن يكون من هؤلاء الذين وأرجو من الله-تعالى- أنهم يريدون الخير لهم ولهؤلاء الشباب.

- المسألة السادسة: أيضاً في الاعتكاف هناك أمور ينبغي على المعتكف أن يراعيها من تحري سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن أعظمها الاجتهاد في إحياء ليالي العشر فالعشر الأواخر فيها سنة الإحياء ويحي ليلها كاملاً لأنه سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قالت عائشة-رضي الله عنها-: " فإذا دخل العشر شد مئزره وأيقظ أهله وأحيى ليله " فهذه سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وانظر إلى ذلك العبد الموفق السعيد الذي تكون عنده أجمل ساعة وأجل ساعة في اعتكافه حينما يقول الله أكبر فيدخل في صلاته وفي نافلته وعبادته فإذا قال الله أكبر انشرح صدره وخشع قلبه واطمأن فؤاده وأقبل على الله عز وجلَّ بصدق وكمال خشوع وخضوع متخشعاً متذللاً متبذلاً إلى ربه أكره ما عنده أن يأتيه أحد يشغله عن الله سبحانه وتعالى؛ لكن إذا كان الأمر على العكس فليبكِ على نفسه إذا أحس أنه أثناء الصلوات في ضيق وكرب وأنه-والعياذ بالله- أنه في ساعة من يأتيه من يزوره ويجلس معه فإنه يأنس وينشط فإن لله وإنا إليه راجعون أصيبت مقاتله إذا كان أنسه بغير الله أعظم من أنسه بالله فليبكِ على نفسه المعتكف يحب أن يناجي ربه، ولذلك كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يحبّ أن تضرب له قبة فلا يرى الناس ولا يرونه الناس وهذا من الأخذ بالأسباب التي تعين على استجماع الفكر والنفس حينما تحبس هذه النفس الآثمة الظالمة ثلاثمائة وستين يوماً في السنة وهي ترتع هذه السويعات فقط قهر وقصر على طاعة الله عز وجلَّ ومحبة الله لكي تتعود الخير وتتعود مرضاة الله عز وجلَّ.

ومن الناس من تفتح له أبواب الرحمة فلا تغلق عنه أبداً، ومن الناس من تفتح له أبواب السعادة فلا يشقى بعدها أبداً ولقد رأيت في مسجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في قديم الزمان حينما كنا في الصغر ترى الرجل إذا دخل معتكفه لا تسمع منه إلا قرآناً أو ذكراً أو بكاءً من خشية الله عز وجلَّ يحبس نفسه على طاعة الله- U- حباس الصادق المقبل المنيب المخبت لله- I- وكان الرجل منهم فيما رأيت إذا خرج من معتكفه لا يجاوز بصره موضع قدميه لا يمشي إلا وهو مطأطأ الرأس حتى ينشغل بذكر الله عز وجلَّ فلا يعرف الناس ولا يعرفه الناس هذا فقط من باب الإعانة على الخير وإلا يجوز لك لا نقول: إنه حرام يجوز لك أن تتكلم بقدر فإن رسول الأمة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زارته صفية-رضي الله عنها- في معتكفه وقام يَقْلِبُها-عليه الصلاة والسلام- ويودعها وهذا يدل على سماحة الشريعة وبعده عن التنطع في العبادة والغلو في الدين؛ ولكن على المسلم أن يحرص كل الحرص أن يكون ذلك بقدر وأن يكون في حدود معقولة كأن يأتيك أخ في الله تباسطه وتعينه على ذكر الله عز وجلَّ وحبذا أن يكون حديثك معه بما يعين على هذه العبادة الجليلة العظيمة.

كذلك من الأمور التي ينبغي التنبيه عليها عدم إضاعة الوقت في الخلافات والنقاش في المسائل العلميّة فإن الشيطان إذا يئس من الإنسان في باب الشر جاءه من باب الخير فهذه الخلافات والمناقشات قد توغر الصدور خاصةً وأن طلاب العلم إذا أصبح كل منهم يفضل شيخه وقد يغلو فيه ويظن أنه لا صواب إلا ما قاله، وعلى هذا إذا جاءك أي شخص وأنت قد قرأت على عالم يوثق بدينه وعلمه بالدليل قل له هذا مبلغ علمي وهذا الذي أخذته عن من رضيته حجة بيني وبين الله فلا تشوش علي إذا أراد مناقشة وأنت ما عندك حصيلة في الأصول قل له يا أخي لو أن هذين الشيخين جالسان هل تستطيع أن تجلس حَكَماً

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير