تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

هذا أول الدروس المستفادة من رمضان، أما ثاني الدروس، وهو درس بالأهمية بمكان، وهو درس الإرادة، فالمسلم في رمضان يخالف عاداته ويتحرر من أسرها، ويترك مألوفاته التي هي مما أحل الله لعباده، فتراه ممتنعا عن الطعام والشراب والشهوة في نهار رمضان امتثالا لأوامر الله عز وجل، وهكذا يصبح الصوم عند المسلم مجالا رحبا لتقوية الإرادة الجازمة؛ فيستعلي على ضرورات الجسد، ويتحمل ضغطها وثقلها إيثارا لما عند الله تعالى من الأجر والثواب.

إن هذا الدرس العظيم يقودنا بأن نعرف حقيقة في النفس البشرية أنها قادرة بعد توفيق الله سبحانه بإرادتها وعزيمتها عن الابتعاد عن الحرام، وعليه فمدرسة رمضان كانت درساً مجانياً لأخواننا المدخنين بأنهم بإمكانهم ترك هذه الآفة الضارة متى ما هم قرروا ذلك وسألوا قبل ذلك وبعده العون من الله سبحانه.

ثم إن من أعظم الدروس المستفادة من هذا الشهر العظيم درس المداومة على الطاعة، فشهر رمضان الكريم موسم تنوع الطاعات، والقربات، فالمسلم في هذه الأيام الفاضلة يتقلب في أنواع من الطاعات والعبادات وهو مع ذلك كله حريص عليها، فإذا كان رب رمضان هو رب جميع الشهور كما نعلم، فحري بالمسلم أن يخرج من مدرسة رمضان بإقبال على الصلاة والخشوع فيها وصلاتها مع جماعة المسلمين، حري بالمسلم أن يجعل من القرآن الكريم منهج حياة له بتلاوته وتدبره، ماأجمل أن يداوم المسلم على قراءة القرآن بعد رمضان، وأن يجعل له ورداً يومياً يقرأه، فيعيش مع القرآن ويكون له بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها.

لقد صلينا في رمضان صلاة التراويح والتهجد، ووجدنا فيها لذة المناجاة وعظم سماع القرآن، فلنجعل من هذه الدروس مثالاً لنا بأن نجعل من ساعات الليل نصيباً من صلاتنا وتقربنا إلى الله، ولايغلبن أحدنا عن صلاة الوتر كل ليلة ففيها الأجر العظيم من الله.

إن من أجل حكم الصيام غرس القيم والفضائل والخلق الحسن في نفوس الصائمين، والصوم ليس حرمانا مؤقتا من الطعام والشراب، بل هو خطوة لحرمان النفس من الشهوات المحظورة والنزوات المنكرة قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم - " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " رواه البخاري.

لقد ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم مثالاً واضحاً لحسن الأخلاق في شهر رمضان حين قال صلى الله عليه وسلم: ( ....... فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل إني امرؤ صائم) فيرسم النبي صلى الله عليه وسلم في ذكر هذا المثال أوضح المعاني على تأثُّر الصائم الكريم بالأخلاق الفاضلة.

إن الأخلاق الفاضلة التي يدعو لها الإسلام تكفل للمتصف بها أعلى المنازل في الجنة، وأفضل المنازل في قلوب الناس.

ـ[سمير علي]ــــــــ[23 - 09 - 09, 04:06 ص]ـ

نفع الله بك أخي الحبيب

التقوى والارادة , مطلب عظيم وقوده الصيام.

وفقكم الله

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 09 - 09, 02:11 ص]ـ

جزاكم الله خيرا أخي الفاضل ووالله إن كلامك مهم جدا ....

فكم أحزنني كثير من خطباء الجمعة حينما لم يتكلموا عن هذا الموضوع في آخر جمعة في رمضان وهو الأمر المهم كما ذكرت .... !!

فالمطلوب منا نحن عبيد الرحمن جل وعلا أن نتسابق في عبادته بل وأن نحبرها تحبيرا ... وهذا الشهر الكريم هو عبارة عن دورة تعين العبد على الاستقامة التي هي من الأهداف السامية في حياة الإنسان ... قال الله تعالى: " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا ... فصلت 30 " فليس المهم أن تصل إلى القمة فقط بل المهم هو كيف تحافظ على بقائك هناك دون سقوط أو تردي ...

لذا فينبغي علينا أن نجلس مع أنفسنا جلسة محاسبة سريعة قبل فوات الاوان فكما قال فاروق الأمة رضي الله عنه: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا .. ".

والمدة لا زالت قصيرة فبالأمس القريب انتهى رمضان .....

أسأل الله التوفيق والسداد للجميع ...

ـ[د. محمد بن عدنان السمان]ــــــــ[24 - 09 - 09, 05:55 ص]ـ

الأخ سمير علي، الأخ علي سلطان، وفقكما الله لحسنتي الدنيا والآخرة

ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[04 - 10 - 09, 10:23 ص]ـ

وإياكم أخي المفضال ...

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير