[سؤالان لطلبة العلم عن أرواح المؤمنين]
ـ[أبو الحسن]ــــــــ[17 - 03 - 03, 05:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
س1/ أين تذهب أرواح المؤمنين (غير الأنبياء والشهداء) بعد الموت؟
س2/ هل هذه الأرواح تسمعنا وترانا؟
هل أجد إجابة لهذه التساؤلات لدى طلاب العلم من الإخوة الأفاضل هنا مع ذكر الأدلة اللازمة؟
ـ[أبو مقبل]ــــــــ[18 - 03 - 03, 12:09 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوي:
فأجاب: الحمد لله رب العالمين نعم يسمع الميت في الجملة كما ثبت في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه}. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم {أنه ترك قتلى بدر ثلاثا ثم أتاهم فقال: يا أبا جهل بن هشام يا أمية بن خلف يا عتبة بن ربيعة يا شيبة بن ربيعة هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقا فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال: يا رسول الله كيف يسمعون وأنى يجيبون وقد جيفوا فقال: والذي نفسي بيده ما أنت بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا} ثم أمر بهم فسحبوا في قليب بدر وكذلك في الصحيحين عن عبد الله بن عمر {أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على قليب بدر فقال: هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ وقال: إنهم يسمعون الآن ما أقول}. وقد ثبت عنه في الصحيحين من غير وجه أنه كان يأمر بالسلام على أهل القبور. ويقول: {قولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ويرحم الله المستقدمين منا ومنكم والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم واغفر لنا ولهم} فهذا خطاب لهم وإنما يخاطب من يسمع، وروى ابن عبد البر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {ما من رجل يمر بقبر رجل كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام.}. وفي السنن عنه أنه قال: {أكثروا من الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فإن صلاتكم معروضة علي فقالوا: يا رسول الله وكيف تعرض صلاتنا عليك؟ وقد أرمت - يعني صرت رميما - فقال: إن الله تعالى حرم على الأرض أن تأكل لحوم الأنبياء} وفي السنن أنه قال: {إن الله وكل بقبري ملائكة يبلغوني عن أمتي السلام.}. فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي ولا يجب أن يكون السمع له دائما بل قد يسمع في حال دون حال كما قد يعرض للحي فإنه قد يسمع أحيانا خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض يعرض له وهذا السمع سمع إدراك ليس يترتب عليه جزاء ولا هو السمع المنفي بقوله: {إنك لا تسمع الموتى} فإن المراد بذلك سمع القبول والامتثال، فإن الله جعل الكافر كالميت الذي لا يستجيب لمن دعاه وكالبهائم التي تسمع الصوت ولا تفقه المعنى، فالميت وإن سمع الكلام وفقه المعنى فإنه لا يمكنه إجابة الداعي ولا امتثال ما أمر به ونهى عنه فلا ينتفع بالأمر والنهي، وكذلك الكافر لا ينتفع بالأمر والنهي وإن سمع الخطاب وفهم المعنى. كما قال تعالى: {ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم.}. وأما رؤية الميت: فقد روي في ذلك آثار عن عائشة وغيرها.
فصل: وأما قول القائل: هل تعاد روحه إلى بدنه ذلك الوقت أم تكون ترفرف على قبره في ذلك الوقت وغيره؟ فإن روحه تعاد إلى البدن في ذلك الوقت، كما جاء في الحديث، وتعاد أيضا في غير ذلك.
"وأرواح المؤمنين "في الجنة كما في الحديث الذي رواه النسائي ومالك
والشافعي وغيرهم: {أن نسمة المؤمن طائر يعلق في شجر الجنة حتى يرجعه الله إلى جسده يوم يبعثه} وفي لفظ {ثم تأوي إلى قناديل معلقة بالعرش} ومع ذلك فتتصل بالبدن متى شاء الله وذلك في اللحظة بمنزلة نزول الملك وظهور الشعاع في الأرض وانتباه النائم. هذا وجاء في عدة آثار أن الأرواح تكون في أفنية القبور قال مجاهد: الأرواح تكون على أفنية القبور سبعة أيام من يوم دفن الميت لا تفارقه فهذا يكون أحيانا وقال مالك بن أنس: بلغني أن الأرواح مرسلة تذهب حيث شاءت. والله أعلم.
==========================
وأنصحك بكتاب الروح للإمام ابن القيم لتفصيل مثل هذه المسائل فأنه أجود كتاب صنف في هذا المعنى.
ـ[الجامع الصغير]ــــــــ[18 - 03 - 03, 04:45 م]ـ
لعلّ ما في هذا الحديث ما يفيد في قوْله صلى الله عليه وسلّم: حَتّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السّمَاءِ ... روى النّسائيّ في كتاب الجنائز من سننه:
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ: حَدّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ قُسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إذَا حُضِرَ الْمُوءْمِنُ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الرّحْمَةِ بِحَرِيرَةٍ بَيْضَاءَ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي رَاضِيَةً مَرْضِيّا عَنْكِ إلَى رَوْحِ اللّهِ وَرَيْحَانٍ وَرَبَ غَيْرِ غَضْبَانَ فَتَخْرُجُ كَأَطْيَبِ رِيحِ الْمِسْكِ حَتّى أَنّهُ ليُنَاوِلُهُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ السّمَاءِ فَيَقُولُونَ مَا أَطْيَبَ هَذِهِ الرّيحَ الّتِي جَاءَتْكُمُ مِنَ الأَرْضِ فَيَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْمُوءْمِنِينَ فَلَهُمْ أَشَدّ فَرَحاً بِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ بِغَائِبِهِ يَقْدَمُ عَلَيْهِ فَيَسْأَلُونَهُ: "مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ مَاذَا فَعَلَ فُلاَنٌ؟ فَيَقُولُونَ دَعُوهُ فَإنّهُ كَانَ فِي غَمّ الدّنْيَا فَإذَا قَالَ أَمَا أَتَاكُمْ قَالُوا ذُهِبَ بِهِ إلَى أُمّهِ الْهَاوِيَةِ وَإنّ الْكَافِرَ إذَا احْتُضِرَ أَتَتْهُ مَلاَئِكَةُ الْعَذَابِ بِمِسْحٍ فَيَقُولُونَ اخْرُجِي سَاخِطَةً مَسْخُوطاً عَلَيْكَ إلَى عَذَابِ اللّهِ عَزّ وَجَلّ فَتَخْرُجُ كَأَنْتَنِ رِيحِ جِيفَةِ حَتّى يَأْتُونَ بِهِ بَابَ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ مَا أَنْتَنَ هَذِهِ الرّيحَ حَتّى يَأْتُونَ بِهِ أَرْوَاحَ الْكُفّارِ".
¥