تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[فائدة من فتح الباري لابن رجب رحمه الله .. 2]

ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[26 - 09 - 09, 08:37 ص]ـ

ذكر الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى عند شرحه لحديث سعد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أعطى رهطا وسعد جالس ..

فهذا الحديث محمول عند البخاري على أن هذا الرجل كان منافقا، وأن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نفى عنه الإيمان وأثبت له الاستسلام دون الإسلام الحقيقي، وهو - أيضا - قول محمد بن نصر المروزي.

وهذا غاية البعد، وآخر الحديث يرد على ذلك، وهو: قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إني لأعطي الرجل وغيره أحب إلي منه " فإن هذا يدل على أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكله إلى إيمانه كما كان يعطي المؤلفة قلوبهم ويمنع المهاجرين والأنصار.

وزعم علي بن المديني في كتاب " العلل " له أن هذا باب المزاح من النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؛ فإنه كان يمزح ولا يقول إلا حقا، فأوهم سعدا أنه ليس بمؤمن؛ بل مسلم وهما بمعنى واحد كما يقول لرجل يمازحه وهو يدعى أنه أخ لرجل فيقول: إنما أنت ابن أبيه أو ابن أمه، وما أشبه ذلك مما يوهم الفرق والمعنى واحد.

وهذا تعسف شديد.

والظاهر - والله أعلم - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - زجر سعدا عن الشهادة بالإيمان؛ لأن الإيمان باطن في القلب لا اطلاع للعبد عليه، فالشهادة به شهادة على ظن فلا ينبغي الجزم بذلك كما قال: " إن كنت مادحا لا محالة فقل: أحسب فلانا كذا ولا أزكي على الله أحدا "، وأمره أن يشهد بالإسلام لأنه أمر مطلع عليه ..

فتح الباري ..

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير