المسألة خلافية، ونقاشها يطول، لكن تنزيلها على مسألتنا هنا، يظهر عدم الجواز إن كان المراد تحصيل الفضيلة المذكورة في الحديث وذلك لما أوردته سابقاً.
ما ذكرته من باب المناقشة، فلست لأنافح عن قول ظهر لي خلافه، فإن كان قولك يحتمل الصحة لأعتبرته ولا أبالي.
حفظكم الله ونفعنا بما عندكم
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:00 ص]ـ
صدقتَ فقد قال حفظه الله:
وأما قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {من صام رمضان ثم أتبعه} فهذا خارج مخرج الغالب، والقاعدة: " أن النص إذا خرج مخرج الغالب لم يعتبر مفهومه " فليس لقائل أن يقول: إن من عليه قضاء لم يصم رمضان نقول لو كان الأمر كما ذكر لم يشمل من أفطر يوماً من رمضان؛ لأنه لو قضى في شوال لم يصدق عليه أنه صام رمضان حقيقة؛ وإنما صام قضاء ولم يصم أداءً، ولذلك الذي تميل إليه النفس ويقوى أنه يصوم الست ولا حرج أن يقدمها على قضاءه من رمضان وهذا هو الصحيح فإن المرأة النفساء قد تبلغ رمضان كله وهي مفطرة ولذلك تريد الفضل فتصوم الست ثم تؤخر قضاء رمضان إلى أن يتيسر لها، والله - تعالى - أعلم.
لا أخفي وجاهة القول عند النظر فيه، ويكفيه أنه قول الشيخ محمد المختار الشنقيطي نفعنا الله بعلمه، وهذا التوجيه كان من أول ما تبادر إلى ذهني عند مروري على الحديث، لكن بعد التأمل والتفكر عدلت عنه، وخلصت إلى أنّ:
لأنّ في الأمر فضيلة والفضيلة المذكورة بنص لا بد لتحصيلها أن تأتي على الوجه المشروع والهيئة المخصوصة المذكورة في الشرع،
فالعبادات والأعمال الصالحة متفاوتة في الأجر وتحقق الأجر يأتي باستيفاء شروط الفعل كما هو منصوص عليه، وإلا لما تفاضلت الأعمال بالأجر، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون والفائز من استبق الخيرات وأتى بها على الهيئة المشروعة.
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفقراء المدينة عندما نافسهم أغنياء المدينة: " ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء". فقد أثبت التفاضل بينهم بالرغم من أنهم سيجزون على نيتهم في الإنفاق كمن أنفق كما ثبت في الحديث الصحيح.
وهذا ما نقوله لمن أفطر في رمضان، ثم أراد صيام الست من شوال، لأنّ النية معتبرة في هذا المقام، فكان له أجر من صام رمضان كاملاً ثم أتبعه ستاً من شوال كما ثبت في الحديث أنّ النية سبب لتحقيق الأجر إن لم يستطع الإتيان بالعبادة لعذر. وهذه رحمة الله واسعة وليس ذلك ببعيد عن الكريم الرحيم.
وبما أنّ المقام مقام رحمة وفضل، فحسن ظني في الله واستنادي على نص الحديث السابق الذي ذكرته عن فقراء المهاحرين، يدل على تفاضل من أتى بالفعل كاملاً على من لم يستطع أن يأتيه لعذر. وعليه نقول:
من لم يصم رمضان كله لعذر شرعي وكان في نيته صيام الست من شوال، ليقضي ما عليه أولاً، من باب شكر الله فحق الله أحق أن يقضى أولاً، ثم ليصم الست من شوال وله الأجر بفضل الله كرمه، إن شاء الله.
أما من صام رمضان كله ثم أتبعه بستٍ من شوال فله الأجر، إن شاء الله، لكنّ أجره يزيد عن الذي سبق وذلك بفضل الله ورحمته أيضاً، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وليشكر الشاكرون.
أما من أفطر في رمضان لغير عذر ثم أراد أن يصوم الست من شوال، نقول له: عليك التوبة والقضاء - والكفارة إن وجبت - ثم لك صيام الست دون حصولك فضلها لما روي عن الرسول صلى الله عليه وسلم:من أفطر يوما من رمضان من غير رخصة ولا مرض، لم يقض عنه صوم الدهر كله وإن صامه"، لكن رحمة الله وسعت كل شئ، والتوبة مفتاح كل الخير.
وما سبق فيه إمرار لجميع الأحاديث والأدلة وهو ما نراه أوفق، والله أعلم وأحكم
ـ[عبدالمنان الأثري]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:34 ص]ـ
عندي الصحيح جواز الصوم الست قبل قضاء رمضان1. لحديث عائشة انها كانت تقضي في شعبان 2. وكان النبي عليه السلام يصوم الست؛ يمكن لعائشة ان تقضي في هذه الايام 3. لا يمكن لنا ان نقول ان عائشة رضي الله ما كانت تصوم في السنة كلها صوما واحدا تطوعا. وهذا غريب من ام المومنين. 4. من صام رمضان ثم اتبعه ... الحديث خرج مخرج الغالب
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[07 - 10 - 09, 08:57 ص]ـ
عندي الصحيح جواز الصوم الست قبل قضاء رمضان
ليس هذا موضع النقاش هنا، وفقك الله!
. لحديث عائشة انها كانت تقضي في شعبان 2
ليس في حديث عائشة أنها كانت تصوم الست من شوال قبل صيام رمضان! لعلك لم تقرأ ما نقل في الردود السابقة!
. وكان النبي عليه السلام يصوم الست؛
من أين أتيت بهذا؟ ثبت أنّه ذكر فضلها ولم يأتي ذكر أنه كان يصومها، وإلا لما قال مالك وأبو حنيفة وبعض السلف على كراهية صومها لعلة ظهرت لهمـ، وإن كنا لا نقول بقولهم!
يمكن لعائشة ان تقضي في هذه الايام 3
أتتكلم بلسانها وهي القائلة أنها لمك تكن تستطيع الصيام قبل شعبان! أو لعلك قصدت أنها كانت تقضي الست في شعبان؟ هل عندك دليل على ذلك فهي لم تقل إلا أنها كانت تقضي رمضان في شعبان؟
. لا يمكن لنا ان نقول ان عائشة رضي الله ما كانت تصوم في السنة كلها صوما واحدا تطوعا. وهذا غريب من ام المومنين
طاعة الرسول وخدمته أعظم أجراً من صيام النوافل يا أخي، كما أنّ ذلك كان لفترة معينة لم تسطع فيه صوم التطوع لخدمة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأنظر ما نقلته عن النووي في ما سبق من ردود.
. 4. من صام رمضان ثم اتبعه ... الحديث خرج مخرج الغالب
رددنا عليه من قبل وهو قول وفيه نظر.
أنصحك أن تقرأ كل ما سبق حتى تتصور المسألأة بشكل صحيح وحتى لا يتكرر ما سبق قوله وذكره. بارك الله بك
والله أعلم
¥