تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[وقفات مع كتب ودورات " تطوير الذات " ومثيلاتها]

ـ[مختار الديرة]ــــــــ[30 - 09 - 09, 06:53 ص]ـ

[وقفات مع كتب ودورات " تطوير الذات " ومثيلاتها]

السؤال: ما حكم اقتناء أو قراءة الكتب التي تُعنى بمواضيع " تطوير الشخصية " و " رفع الثقة بالنفس " و " قواعد السلوك "، وغيرها، علماً أن بعض هذه الكتب يحتوي على بعض التمارين التي يُطلب من القارئ أن يتبعها لتطوير مهارة محددة؟

الجواب:

الحمد لله

أولاً:

ثمة اختلاف بين الكتب المؤلفة في " تطوير الذات " و " قواعد السلوك " و " فن الإدارة " وما يشبهها وبين الكتب المتعلقة بـ " البرمجة العصبية "، والثانية فيها من المبالغات والمخالفات، ما استحق التحذير منها بالكلية، وأما الكتب المتعلقة بالمواضيع الأولى: فإنها تحتوي على سلبيات، وإيجابيات

، ونذكر أولاً أنه قد صدر كتاب في " أميركا " – مصدر الكتب المؤلفة في تلك المواضيع – يفضح هذه الفكرة، ويبين عوارها، ويأتي بالأدلة الدامغة على فشلها، والكتاب صدر في عام 2005 م ويحمل عنوانًا طريفًا كاشفًا SHAM: How the Self-Help Movement Made America Helpless ، وترجمته: " كيف صيرتْ حركةُ مساعدة الذات أمريكا عاجزة "، والمؤلف هو الكاتب الصحفي المعروف " ستيف ساليرنو " Steve Salerno ، وقد عرضت مجلة " المعرفة " تقريراً عن الكتاب، وسيتم الإحالة على بعض مواضع منه، ويتم الإحالة على التقرير كاملاً.

ثانياً:

أما ما يوجد من ملاحظات سلبية على تلك الكتب:

1. أنها بمثابة مخدِّر ليتم الإدمان على شرائها، وليس لها واقع عملي ملموس، لا في أغلب حياة أفراد المجتمع، ولا في الدول نفسها.

جاء في تقرير كتاب " ستيف ساليرنو ":

والكاتب يلخص وجهة نظره في سؤال ذكي هو: إذا كانت هذه الكتب تساعد الناس - كما يزعم مؤلفوها - على الارتقاء، والاستغلال الأمثل لطاقاتهم الجسمية والعقلية، وإذا كانت هذه الدورات تأخذ بأيديهم إلى السعادة، وتوفر لهم الحلول لمشاكلهم: فلماذا ما زالوا يصطفون في طوابير لشراء آخر ما يصدر من كتب تطوير الذات؟ ولماذا يواصلون حضور هذه الدورات؟ أليس من المفترض أنهم قد أفادوا من هذا الكتاب وتعلموا من ذاك المتحدث؟ فلماذا هذا السعي المحموم لالتهام ما تقذف به المطابع من جديد الكتب؟ ألم يحفظوا عن ظهر قلب وصفة النجاح، وينتقلوا إلى المحطة التالية، حيث النجاح والسعادة؟.

انتهى

http://www.alfowz.com/index.php?option=com_*******&task=view&id=105&Itemid=2

والمقال حري بالقراءة فيه تلخيص نافع للكتاب.

وللأسف فإن هذا هو الواقع عندنا في عالمنا العربي والإسلامي، فدروة في إثر دورة، وكتاب يعقبه كتاب، والقراء هم القراء، ولا نرى أثر تلك الدورات والكتب على المجتمع بأفراده وأسَره، بينما نرى النجاح الملموس ـ بفضل الله ـ للدعاة على المنابر، والعلماء على الفضائيات، ونرى أثر كلامهم في تغيير حياة الناس إلى الأفضل، وتصحيح اعتقاداتهم للحق والصواب.

2. أغلب مؤلفي هذه الكتب هم – في الأصل - من الكفار، وهي مترجمة بالعربية، ولا شك أن اختلاف الدين والثقافة والسلوك، يظهر في تلك الكتب في أصلها، وفي ترجمتها.

ويظهر أثر ذلك في مواضع:

1. الخلل في الترجمة، وعدم إعطاء النص الأصلي عمقه وقوته إن كان الكلام فيه صواب، فتجد المبالغة والتهويل في النص العربي.

2. يستشهد مؤلفو تلك الكتب بأقوالٍ لكفارٍ مثلهم، ومع كثرة القراءة لهم، وقراءة تعظيمهم والثناء عليهم: يتحول أمثال أولئك إلى رموز وقدوات، تحفظ مقولاتهم وتردد، وتكون منطلقاً لفهم الحياة، والتعامل مع الآخرين.

3. ترك الكتاب كما هو، بما يحوي من خلل شرعي ومخالفات، ومن أمثلته:

أ. كتاب " مئة سر بسيط من أسرار السعداء " من تأليف " ديفيد نيفن "، تعريب: ابتسام الخضراء فيه قوله:

" زيادة العوامل المشتركة بين الزوجين يزيد السعادة الزوجية، ويُذكر أن هناك زوجين جدَّدا عهد زواجهما على ارتفاع ثلاثة آلاف قدم! قبل خروجهما من الطائرة لرياضة القفز بالمظلات، تشاركهما لهذه الرياضة جعلهما يتشاركان السعادة مع بعض، فزادت سعادتهما من بعضهما، وسبحان الله السعادة من الأشياء القليلة جدّاً التي تزيد بالمشاركة، والشكر لله على ذلك "!.

انتهى

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير