فانظر لهذا التعليم، وهذا المثال، وانظر كم فيه من مخالفة للشرع.
ب. كتاب " كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس " لمؤلفه " ديل كارنيجي ".
وكلمة " الأصدقاء " تشمل الذكور والإناث! وعلى غلاف الكتاب – الطبعة العربية التي رأيناها – صورة لمجموعة رجال ونساء، تعبيراً عن النجاح الذي سيحققه قارئ الكتاب.
وفي الكتاب:
- فصل " امنح الكلب اسماً محبَّباً "!!
- وفي التقدمة له ذُكر أن المؤلف كان " يُطعم الخنازير " التي كان يربي والده فصيلاً أصيلاً منها، ثم عمل بائعاً للحم الخنزير المدخَّن!!
4. البُعد عن العلاج الديني للقلق، والكآبة، وعدم ذِكر الاعتماد على الله، والتوكل عليه، وتعظيم النفس وحدها أنها هي التي تفجر الطاقات، وتخرج كوامنها، وهذه السلبية مشتركة مع " البرمجة العصبية ".
سئل الدكتور عبد الغني مليباري – حفظه الله -:
الكثير علق فشلها على فشل ديل كارنيجي صاحب كتب " دع القلق "، و " كيف تكسب الأصدقاء " الذي مات منتحراً! كيف تربط ذلك الفشل بالبرمجة؟.
فأجاب:
الفارق بين ما قدمه " ديل كارنيجي " وبين ما تقدمه البرمجة كبير جدّاً، من حيث الصحة، فـ " ديل كارنيجي " قدّم كثيراً من الأفكار المستنبطة بالعقل والنظر، ولكنها ليست كفيلة أبداً بمنح صاحبها سعادة وطمأنينة، ما لم تخالط بشاشة الإيمان قلبه، ومن هنا فالذي: يربط بينهما ربما باعتبار أنه لا يصلح أن يكون الحائر الضال مرشداً ومدرَّباً في أمور القلوب، وتزكية النفوس، وصدق ابن مسعود رضي الله عنه إذ قال: " لا تسألوا أهل الكتاب عن شيء إنهم لن يهدوكم وقد ضلوا "، فكيف يهتدي المسترشد والدليل حائر؟!
" المجلة العربية "، عدد رقم (322)، السنة 28، تاريخ ذو القعدة 1424 هـ.
وصدق الشاعر العربي إذ يقول:
أَعمى يَقودُ بَصيراً لا أَبا لَكُمُ قَد ضَلَّ مَن كانَتِ العُميانُ تَهديهِ
5. تحمل تلك الكتب عناوين برَّاقة، خادعة، من أجل الكسب المادي في شرائها، مثل " التطوير الذاتي والنجاح السريع "، " أيقظ العملاق داخلك "، و " تعلم الاستثمار في خمس دقائق "!، و " قدرات غير محدودة "، و " الحمية السريعة "، و " كيف تسيطر على الآخرين ".
وفي داخلها، أو على أغلفتها يُكتب: " انتبه، هذا الكتاب سيغيِّر مجرى حياتك "، " لقد غيَّر هذا الكتاب على وجه التحديد حياة ملايين الأشخاص حول العالم بعد أن كانوا من المهمشين الضائعين في عالمنا ".
وليس يراد من ذلك إلا إغراء السذَّج من الناس للإقبال على شراء تلك الكتب، حتى إنه ليعتقد أنه إن لم يفعل ليكونن من الفاشلين.
قال " ستيف ساليرنو ":
" ما زال يُضخ سنويّاً عددٌ هائل من الكتب في هذا المجال، ففي عام 2003 م فقط: صدر ما بين 3500 و 4000 كتاب من كتب " المساعدة الذاتية "!، أي: أكثر من عشرة كتب يوميّاً، أليس هذا عددًا هائلًا من الكتب التي تصدر في فرع واحد؟! بل وفقًا لـ " ماركتداتا إنتربرايزيز " Marketdata تمثل اليوم حركة تطوير الذات بكل أشكالها تجارة تبلغ 8.56 بليون دولار!، وقد كانت لا تزيد عن 5.7 بليون دولار عام 2000 م، وتتوقع " ماركتداتا " أن تبلغ 12 بليون دولار عام 2008 م، وهكذا لم يعد من المستغرب أن نجد أتباع هذه الحركة ومريديها يخزنون هذه الكتب في مكتبات المنزل، وخزائن المطبخ، وحقائب الرياضة، حتى في السرير؛ لتضمن لقرائها أحلاماً سعيدة، قد يلتقون فيها مع الدكتور " فيل "! أو " أنتوني روبينز " في مملكة السعادة الأرضية، حيث لا همّ، ولا نصب "!.
انتهى
وقد اعتقد بعضهم أن النجاح هو في اقتناء تلك الكتب! لا في تطبيقها في واقع الحياة، فصار التنافس بينهم على شراء الجديد، والسبق في القراءة دون التطبيق.
6. النظريات المبثوثة في تلك الكتب قائمة على المادية المجردة من الحياة، والدِّين، مثل: تقنيات الإدارة التي تؤصل لعبودية المرؤوسين للرؤساء، والموظفين للمدراء، أو مثل وسائل الإقناع والتأثير على الآخرين، والتي ينتج عنها التغرير بالمستهلكين للشراء، أو البيع، أو التأجير.
7. تحويل الدورات لتجارة، بأخذ مبالغ كبيرة، وعدم إتقان العمل؛ بسبب بذل قليل من الوقت، وعدم قيام أكفاء على إعطائها.
¥