[الإسلام دين الترتيب والكمال]
ـ[عبد الحميد المشيخي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 06:11 م]ـ
الناظر في أمور الإسلام وتشريعاته بعين البصيرة يرى أنّ
الإسلام عُني بالترتيب والكمال في جميع أحكامه الكلية والفرعية، فمثلا في شأن العبادات هناك ترتيبٌ عجيب وتنظيم دقيق، وبالمثال يتضح المقال:
هناك عباداتٌ زمانية منها ما هو يَومي كالصلوات الخمس، ومنها ما
هو أسبوعي كصلاة الجمعة، ومنها ماهو سنوي كصيامرمضان، ومنها ما
هو عُمري يعني لا يجب إلّا مرَّة في العُمر كالحج، ومنها ما يكون بحسب سببه كالكسوف والاستسقاء، ومن الع
بادات ما يكون مقيدَّا بمكان معيَّن كالحج لا يكون إلّا في مكّة. ثمَّ تأمَّل الترتيب في نفس العبادة ... فمثلا الصلوات المفروضة خمس صلوات، فيهن ركعات جهريَّة وركعات سِرِّيَّة،
وفيهنّ الرُّباعية والثلاثية والثنائية، ثمَّ تأمل في الركعة نفسها، واعجب من حُسن ترتيب أدائها .. قيامٌ، ثمَّ ركوع، ثمَّ رفعٌ واعتدال، ثمَّ سجود، ثمَّ رفعٌ واعتدال، ثمَّ سجودٌ، ثمَّ رفع واعتدال
... وانظر إلى عظمة الترتيب في تنوُّع أذكار الرَّكعة .. قراءةٌ في القيام، وتعظيمٌ في الرُّكوع، وثناءٌ وحمدٌ في الرَّفع منه،
ودعاءٌ في السجود ...
ثمَّ ارجع البصر مرَّة أخرى إلى مناسك الحج، وقلِّب الطرف في أمور المناس
ك لترى عجائب وعظائم في العناية بالترتيب ...
تنقّل بين المشاعر بترتيب، ورميُ الجمار بترتيب، والطواف
بترتيب، والسَّعي بترتيب، بل شوط الطواف والسعي بترتيب،
ففي شوط الطواف تقبيلٌ ومسح ورَمَل في الثلاثة الأوُل ...
وهكذا، تشريعٌ من حكيم خبير.