تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[خطبة عيد الفطر بالمسجد النبوي 1430 هـ للشيخ صلاح البدير]

ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[03 - 10 - 09, 07:51 ص]ـ

[خطبة عيد الفطر بالمسجد النبوي 1430 هـ للشيخ صلاح البدير]

الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

الله أكبر جلَّ عن شريك وولد، وعز عن الاحتياج إلى أحد، وتقدس عن نظير وانفرد .. {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 – 4]، ما قام مخلوق بحقه؛ المولي بفضله على جميع خلقه أفاض علينا وجاد، وأنعم علينا وزاد، وخصنا بمواسم الأفراح والأعياد، الله أكبر الله أكبر وقد وافتنا تباشير الفرح، الله أكبر الله أكبر وقد أظلتنا العطايا والمنح، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا.

الحمد خالق كل موجود، ومفيض الخير والجود على قاصٍ من خلقه ودانٍ، أحمده على ما أسال من وابل الآلاء، وأزال من وبيل اللأواء، وأسبل من جميل الغطاء، وأمال علينا من كثير الإحسان، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة من آمن به وأسلم، وفوَّض أمره إليه وسلم، وانقاد لأوامره واستسلم، وخضع لعزه القاهر ودان، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمداً عبده ورسوله .. سيد أصفيائه وخاتم أنبيائه محمد سيدِ معد بن عدنان، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان.

أما بعد:

فيا أيها المسلمون هذا العيد قد صدع فجره، وناح ووضح صبحه وباح، وأشرقت بهجته وظهرت فرحته، وحلت روعته وجلالته .. هنيئاً لكم هذا اليوم البهيج، هنيئاً لكم هذا اليوم البهيج، هنيئاً لكم هذا اليوم المجيد، هنيئاً لكم عيد الفطر السعيد، جعله الله مقروناً بالقبول ودرك البغية ونجح المأمول، وعاودتكم السعود ما عاد عيد واخضر عود، وجعلني الله وإياكم ممن رُزق العلمَ ووُفِّق للعمل وبلغ نهاية السول وغاية الأمل، وفسح له في المدة ونسئ له في الأجل في حسن دين وصلاح شأن، أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون:

أحصن الجُنة لزومُ الكتاب والسنة على نهج سلف الأمة؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني ترك فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما كتاب الله وسنتي" أخرجه الحاكم، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "لن تضِلَّ ما أخذت بالأثر".

نور لمقتبس، خير لملتمس حماً لمحترس، نعمى لمبتئس

فاعكف ببابه ما على طلابهما تمحُ العمى به عن كل ملتبس

ورد بقلب عذب من حياضهما تغسل بمائهما ما فيه من دنس

تلك السعادة إن تمم بساحتها فحُق رحلك قد عوفيت من تعس

{قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [المائدة: 15 - 16]، فاتبعوا نصوص الكتاب والسنة، وافهموها كما فهمها أعلام الهدى ومصابيح الدجى، أصحاب القرون المفضلة، السابقون الأولون المجمع على هدايتهم ودرايتهم، الذين لا يعدلون عن نصوص الكتاب والسنة، ولا يعارضونها، ولا يردونها، ولا يقدمون عليها رأي أحد من الناس كائناً من كان ..

يقول الإمام أبو حنيفة - رحمه الله تعالى -: "إذا قلت قولاً يخالف كتاب الله وخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاتركوا قولي"، وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى -: "إنما أنا بشر أخطيء وأصيب فانظروا في رأيي فكل ما وافق الكتاب والسنة فخذوه، وكل ما لم يوافق الكتاب والسنة فاتركوه "، وقال الإمام الشافعي - رحمه الله تعالى -: "إذا وجدتم في كتابي خلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقولوا بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعوا ما قلت "، وقال الإمام أحمد - رحمه الله تعالى -: "إنما الحجة في الآثار" وقال: "من رد حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة "، فمتى قامت الحجة وظهر الدليل على خلاف قول المقلد، فلا يجوز ترك النص الصحيح لقول أحد من الناس .. قال الإمام البخاري - رحمه الله تعالى -: "سمعت الحميدي يقول: "كنا عند الشافعي - رحمه الله

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير