تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

تعالى - فأتاه رجل فسأله عن مسألة، فقال الشافعي: قضى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا وكذا، فقال رجل للشافعي: فماذا تقول أنت؟ قال: سبحان الله! تراني في كنيسة؟ تراني في بيعة؟ ترى على وسطي زِنَّاراً؟ أقول لك: قضى فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول ما تقول أنت؟ "، فعظِّموا نصوص الكتاب والسنة، وبجِّلوها وقدموها، وتمسكوا بها وأظهروها، وسلموا لها ولا تعارضوها، الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون:

من أصول الإسلام المحررة وقواعده المقررة محاربةُ البدع في الدين وردها والتحذيرُ منها، وخير أمور الدين ما كان سنة، وشرُّ الأمور مُحدثاتُ البدع، فعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" متفق عليه، وعن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "عليكم بسنتي، وسنة الخلفاء المهديين الراشدين .. تمسكوا بها وعَضُّوا عليها بالنواجذ، وإيَّاكم ومحدثاتِ الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي، وقال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: "إياكم والتنطعَ، والتعمقَ، والبدع وقال: "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كُفِيتُم".

وقال الإمام مالك - رحمه الله تعالى-: "من أحدث في هذه الأمة شيئاً لم يكن عليه سلفها، فقد زعم أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - خان الرسالة "؛ لأن الله - تعالى - يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة: 3]، فما لم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناَ "، وقال سفيان الثوري - رحمه الله تعالى-: "من أصغى بسمعه لصاحب بدعة، خرج من عصمة الله،ووُكِل إلى نفسه " .. فالحذرَ الحذرَ يا عباد الله، فكل عبادة لا دليل عليها من كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - فهي طريقة مبتدعة وزيادة مخترعة، ولو استحسنها من استحسنها، فاحذروا أن تنتكسوا في حمئتها أو تتدنسوا بضلالتها.

الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد.

أيها المسلمون:

عظموا الله حق تعظيمه، واقدروه حق قدره، واعبدوه حق عبادته، ووحدوه حق توحيده، ولا تصرفوا خالص حقه لغيره، ولا تعدلوا غيره به، ومن حلف منكم فلا يحلف إلا بالله - تعالى - أو أسمائه أو صفاته، فعن عمر - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت" متفق عليه، فلا يجوز الحلف بنبيٍّ أو ولي أو جني، أو الكعبة أو الشرف أو رأس فلان، فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك" أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي.

ومن أصابه وجعٌ أو مرض أو هم، أو وقع به بلاءٌ وضر فليلجأ إلى مولاه يدعوه لكشف ضُرِّه، ودفع كُربته وشفاء مرضه، ودفع البلاء عنه، وليلتزم الأذكار النبوية والرُّقَى الشرعية، وليحذر ما يفعله الطُّغَام وبعض العوام من التعلق بالتمائم والعزائم فيلبسون الحلق والخيوط، وينظمون الودعات ويعلقون الحروز والعظام والخرزات، ويحملون أنياب الذئاب وجلود الحيوانات يعلقونها على الرقاب والدواب والأبواب، معتقدين دفعَها الضراءَ ورفعها البلاء، ومنعها عين العائنين وحسد الحاسدين .. وكل ذلك شركٌ بالله - تعالى - لأن تلك الخرافات والمعلقات لا تعصم من الآفات، ولا تحمي من الأمراض والبليات .. {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ} [الأنعام: 17]، وعن عقبة بن نافع - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أقبل إليه رهط فبايع تسعة وأمسك، فقالوا: يا رسول الله بايعت تسعة وتركت هذا فقال: "إن عليه تميمةً فأدخل يده فقطعها، فبايعه - صلى الله عليه وسلم – وقال: "من تعلق تميمة فقد أشرك" أخرجه أحمد، وعن عيسى بن عبد الرحمن: "دخلت على عبد الله بن عتين أعوده وبه حمرة، فقلت: ألا تعلق شيئاً؟ فقلت: الموت أقرب من ذلك، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"من تعلق شيئاً وكل إليه" أخرجه أحمد والترمذي.

أيها المسلمون:

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير