تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

فالله -جل جلاله- يقسم هذا القسم بنفي الإيمان عنهم حتى يحكموا النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما شجر بينهم، وذلك فيما وقع بينهم من الخلاف، ويجعلوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكماً بينهم، ينفذ حكمه عليهم أعظم من نفوذ أحكام نفوسهم على نفوسهم، وهذا من مقتضى إتباعه -صلى الله عليه وسلم- وطاعته ومحبته، أن يكون عليه الصلاة والسلام هو المطاع وهو المقدم وهو الأولى بالإنسان من نفسه، كما قال الله -عز وجل- في سورة الأحزاب: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} [(6) سورة الأحزاب]، ويدخل في ذلك ألوان من هذه الأولوية له -عليه الصلاة والسلام-، فهو أولى بالمحبة وأولى بالطاعة وأولى بالتقديم وأولى بالإجلال والإعظام، وحكمه عليهم أنفذ من حكمهم على أنفسهم.

كل هذه المعاني داخلة في قوله: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ} والقرآن يعبر به بالألفاظ القليلة الدالة على المعاني الكثيرة، فمن طلب التحاكم إلى غير رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد خاب وخسر وصار متحاكماً إلى الطاغوت.

والله -عز وجل- يكذب هؤلاء معبراً عن إيمانهم المدعى بأنه مزعوم: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُواْ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُواْ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُواْ أَن يَكْفُرُواْ بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلاَلاً بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا} [(60 - 61) سورة النساء].

فالمقصود أن هؤلاء الذين لا يتحاكمون إليه -صلى الله عليه وسلم- في حياته، ويرفضون التحاكم إلى شرعه وسنته بعد موته -عليه الصلاة والسلام-.

وهذا من مقتضى تحكيمه كما في هذه الآية: {حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ}: أي يحكموا شرعك وسنتك {فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ}، وليس ذلك فحسب، بل {ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا} أي: لا يجدوا ضيقاً من حكمك ويسلموا من غير معارضة ولا تردد، وإنما ينقادون تمام الانقياد، فهذه حقيقة الإيمان برسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

والله يقول: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ} [(59) سورة النساء]، إن تنازعتم في شيء: وشيء نكرة في سياق الشرط تعم، أي في أي شيء، {فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ}، فهذا هو النهج الصحيح لرفع الخلاف بين الناس، فإذا وقع بينهم إشكال أو خلاف فإنهم يرجعون إلى هذا الأصل الكبير، التحاكم إلى الشرع، التحاكم إلى سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

والشيطان قعد للناس في كل مرصد بكل طريق يصدهم على سبيل الله -عز وجل- والإنسان حينما يتفكر في ضلال من ضل يتعجب يقول: كيف افترقت هذه الأمة إلى هذه الفرق وعندهم كتاب الله -عز وجل- وعندهم سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟

ولكن إذا نظرت وجدت أن هذه الطوائف قد وضع الشيطان لهم سدوداً تحول بينهم وبين طاعته -صلى الله عليه وسلم- والتحاكم إلى شرعه، فالرافضة مثلاً إذا قيل لهم: تحاكموا إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- لنعرف المحق من المبطل، قالوا: هذا القرآن محرف ولا يوثق به، وهذه السنة رواها صحابة كفرة ارتدوا على أعقابهم لم يبق إلا نفر قليل، فكيف نثق بها؟ ومن قال: إن الرسول هو الذي قالها؟ فهؤلاء كيف ترجع معهم إلى كتاب الله وإلى سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-؟

ـ[ربى الجزائرية]ــــــــ[11 - 10 - 09, 10:02 م]ـ

احسنت نقلا اخي بارك الله فيك

لكن لمست من الاخوات عدم الاهتمام بهذه المواضيع في حين نساء الامة اغرتها الماديات حتى خرجن يزاحمن الرجال بأكتافهن بارزة مفاتنهن بحجة الضرورة والحاجة للعمل

والذي يحدث عندنا في الجزائر امر خطير الشباب بطال لا يكاد يجد ما يسد به رمقه في حين تجد تسهيلات كبيرة وتحفيزات عظيمة للفتيات من اجل ادخالهن عالم الشغل .. اليس هذا الامر مدبرا بليل

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير