الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن يزيد بن معاوية من أهل القبلة؛ وإن كان فاسقاً، وفاسق أهل الملة لا يكفر بذنب دون الشرك إلا إذا استحله.
قال حافظ الحكمي رحمه الله:
والفاسق الملي ذو العصيان=====لم ينف عنه مطلق الإيمان
لكن بقدر الفسق والمعاصي=====إيمانه ما زال في انتقاص
ولا نقول إنه في النار=====مخلد بل أمره للباري
تحت مشيئة الإله النافذة=====إن شا عفا عنه وإن شا آخذه
بقدر ذنبه إلى الجنان=====يخرج إن مات على الإيمان
وقد قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: وذكر في رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عن من قال: لعن الله يزيد بن معاوية؟ فقال: لا تكلم في هذا، الإمساك أحب إلي. ا. هـ
وقال الرملي الشافعي في الفتاوى: لا يجوز لعن يزيد بن معاوية كما صرَّح به جماعة. ا. هـ
وقال أيضاً قال في الأنوار: لا يجوز لعن يزيد ولا تكفيره، فإنه من جملة المؤمنين، إن شاء الله رحمه، وإن شاء عذبه. ا. هـ
وقال ابن حجر في الزواجر: فالمعيَّن لايجوز لعنه وإن ان فاسقاً كيزيد بن معاوية. ا. هـ
وقال الشيخ محمد بن محمد الشهير بعليش، وهو من المالكية: والأصل إسلامه -يعني يزيداً- فنأخذ بالأصل حتى يثبت عندنا ما يوجب الإخراج عنه. ا. هـ من فتح العلي المالك.
وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة نقلاً عن ابن الصلاح الشافعي: وأما سب يزيد ولعنه، فليس ذلك من شأن المؤمنين. ا. هـ
وقال أيضاً: وصرحوا أيضاً بأنه لا يجوز لعن فاسق مسلم معين، وإذا علمت أنهم صرحوا بذلك علمت بأنهم مصرحون بأنه لا يجوز لعن يزيد، وإن كان فاسقاً خبيثاً. ا. هـ
ومما تقدم يتبين أن لعن يزيد لا يجوز، لأنه لا يجوز لعن المعين من أهل القبلة ولا من غيرهم على الراجح، لأن اللعن هو الطرد من رحمة الله، وذلك لا يُعلم إلا إذا مات الشخص على ما يستوجب لعنه بعينه، كمن يموت على اليهودية أو النصرانية، أما في حالة حياته، فإنه وإن كان فاسقاً أو كافراً، فإننا لا ندري هل يتوب الله عليه أم لا؟ ولا ندري ما يُختم له به؟ ومع هذا، فإننا نقول إن يزيداً لا ينبغي الترحم عليه، ولا الدعاء له بالمغفرة، لأنه فعل أموراً عظاماً. هنا نص الفتوى ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=36047&Option=FatwaId)
ـ[أبو عبد الرحمن بن محمد]ــــــــ[05 - 10 - 09, 10:45 م]ـ
السلام عليكم. الرأي الذي تطمئن له النفس هو التوقف سواءً بالنسبة ليزيد بن معاوية أو غيره ممن ثار بشأنهم الجدل، فقد ذهبوا إلى بارئ الكون وعلام الغيوب. ولا أضن أن من الحكمة التطرق لؤولئك الرجال لعدم وجود فائدة من ذلك. ولم يكن الإسلام مربوطاً في يوم من الأيام بالأشخاص وإنما بالمبادئ، ولدي قناعة قد لا تكون مبنية على بحث عميق، وهي أن ألأحاديث المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتتكلم عن أمور مستقبلية تدل ظاهراً أو ضمناً على تزكية شخص أو تكفير آخرـ إنما هي والله أعلم موضوعة في زمن متأخر. لأن الله عز وجل قد أخبرنا أن محمداً صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب ولأن الباعث في وضع تلك الأخبار واضح لاسيما عندما تتدخل السياسة كما هو الشأن مثلاً في الآثار المتعلقة بالخلافات والأحداث التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم ثم استئثار معاوية بالحكم وتحويله إياه من خلافة راشدة إلى ملك وراثي عضوض.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[06 - 10 - 09, 01:50 م]ـ
الرأي الذي تطمئن له النفس هو التوقف سواءً بالنسبة ليزيد بن معاوية أو غيره ممن ثار بشأنهم الجدل، فقد ذهبوا إلى بارئ الكون وعلام الغيوب.
بارك الله فيك.
الجدل في يزيد مخصوص بمسألة معينة: هل يلعن أم لا؟
وهي مبنية على قضية لعن المعين.
أما فسقه، وكونه لا يُحَب، فلا خلاف فيه بين علماء الجرح والتعديل.
وكلام الأئمة في هذا واضح جدا، وإن خالف فيه بعض المعاصرين.
ولدي قناعة قد لا تكون مبنية على بحث عميق، وهي أن ألأحاديث المروية عن الرسول صلى الله عليه وسلم وتتكلم عن أمور مستقبلية تدل ظاهراً أو ضمناً على تزكية شخص أو تكفير آخرـ إنما هي والله أعلم موضوعة في زمن متأخر.
فعلا، تحتاج هذه القناعة إلى بحث أعمق.
وما عرفنا نشر هذا القول والمنافحة عنه إلا عند المستشرقين، ومن تبعهم كأبي رية وأضرابه.
وأما علماء الحديث المتبحرون فصححوا من ذلك أحاديث، وضعفوا أحاديث، وحكموا بوضع أحاديث.
والفيصل في ذلك دراسة الأسانيد والمتون على طريقة أهل الحديث.
أما الجزم بأن كل حديث عن أمور مستقبلية .. الخ موضوع، فهذا خطأ.
والله أعلم
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[06 - 10 - 09, 02:31 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[الأثري الفراتي]ــــــــ[10 - 10 - 09, 06:49 م]ـ
بارك الله فيك.
وفيكم بارك الله ونفع بكم،،،
ـ[ابو الحمز]ــــــــ[10 - 10 - 09, 10:36 م]ـ
تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ
¥