[التصريح >>> بالحديث الضعيف الذي قيل فيه: "معناه صحيح "]
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[08 - 10 - 09, 01:31 م]ـ
)) التصريح ((بالحديث الضعيف الذي قيل فيه: "معناه صحيح "
المقدمة
الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً.
أما بعد:
فلقد تفنن علماء الحديث في تصنيف المصنفات التي تقرب الحديث النبوي إلى الأمة،فمنهم من جمع الصحيح على حده ومنهم من جمع الضعيف على حده،ومنهم من ذكر ما لم يرد فيه حديث،وبين هذا وذاك خطرت على ذهني فكرة جمع الأحاديث الضعيفة التي قال عنها العلماء أن معناها صحيح، والفائدة من ذلك التعرف على طرق العلماء في النظر إلى الأحاديث وفهم معانيها والفوائد التي تستنبط منها ولو كانت ضعيفة في نظر أحدهم فقد يأتي من بعدهم وتنكشف له بعض الطرق الصحيحة،أو تنتفي عن الحديث بعض العلل التي كان يضعف من أجلها، وكم استفدنا من كلام العلماء المتقدمين في شرح كثير من الأحاديث التي كانت تضعف ثم تبين لسبب أو لآخر أنها صحيحة،فعمّ النفع بكلام المتقدمين في فهم السنة، ومن المعلوم أنهم لم يحكموا على صحة معنى الحديث إلا لأنه موافق للقرآن أو السنة الصحيحة أو القياس الصحيح فيكون العمل عليه، وليس معنى ذلك أن العمل على الحديث الضعيف.
الحديث الأول:
عن ابن عباس: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال: من جمع بين صلاتين من غير عذر فقد أتى بابا من أبواب الكبائر من ـ يعني ـ كتم الشهادة اجتاح بها [مال] امرئ مسلم أو سفك بها دمه فقد أوجب النار أو كما قال.
الرتبة والتخريج:ضعيف
رواه الترمذي في سننه (1/ 356) 188،و قال: و حنش هذا هو أبو على الرحبي وهو حسين بن قيس وهو ضعيف عند أهل الحديث ضعفه أحمد وغيره. ورواه أبو يعلى في مسنده (5/ 136) 2751 –
ذكر من قال أن معناه صحيح:
قال أبو عيسى: .... والعمل على هذا عند أهل العلم أن لا يجمع بين الصلاتين إلا في السفر أو بعرفة ورخص بعض أهل العلم من التابعين في الجمع بين الصلاتين للمريض وبه يقول أحمد و إسحق وقال بعض أهل العلم يجمع بين الصلاتين في المطر وبه يقول الشافعي و أحمد و إسحق ولم ير الشافعي للمريض أن يجمع بين الصلاتين.سنن الترمذي - (1/ 356) 188
وقال ابن عبدالبر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد (5/ 77): وهذا حديث وإن كان في إسناده من لا يحتج بمثله أيضا من أجل حنش هذا فإن معناه صحيح من وجوه ...
الحديث الثاني:
عن زيد بن أسلم أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يحل لي من امرأتي وهي حائض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لتشد عليها إزارها ثم شأنك بأعلاها.
الرتبة والتخريج:ضعيف
رواه موطأ مالك - (2/ 78) 184،ورواه البيهقي في السنن الكبرى (7/ 191) 14461 وقال: هَذَا مُرْسَلٌ.
ذكر من قال أن معناه صحيح:
قال أبو عمر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (5/ 260):لا أعلم أحدا روى هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ أن رجلا سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم هكذا ومعناه صحيح ثابت وقد ذكرنا الآثار في ذاك.
الحديث الثالث:
عن مالك، أنه بلغه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إني لأنسى، أو أنسى لأسن ".
الرتبة والتخريج:لا أصل له
موطأ مالك - (2/ 138) 331
ذكر من قال أن معناه صحيح:
قال ابن عبد البر في التمهيد لما في الموطأ من المعاني والأسانيد - (24/ 375) حديث رابع وأربعون من البلاغات 338:
أما هذا الحديث بهذا اللفظ فلا أعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه و سلم بوجه من الوجوه مسندا ولا مقطوعا من غير هذا الوجه والله أعلم وهو أحد الأحاديث الأربعة في الموطأ التي لا توجد في غيره مسندة ولا مرسلة والله أعلم ومعناه صحيح في الأصول وقد مضت آثار في باب نومه عن الصلاة تدل على هذا المعنى نحو قول صلى الله عليه و سلم إن الله قبض أرواحنا لتكون سنة لمن بعدكم، وقال صلى الله عليه و سلم إنما أنا بشر أنسى كما تنسون، وثبت صلى الله عليه و سلم معلما فما سن لنا اتبعناه وقد بلغ ما أمر به ولم يتوفاه الله حتى أكمل دينه سننا وفرائض والحمد لله
¥