فأجاب قوله: قال الدميري: هذا الحديث لا يعرف له مخرج لكن في صحيح البخاري " العلماء هم ورثة الأنبياء " وخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجة والحاكم في صحيحيهما، وفي الفردوس للديلمي " إن لله عز وجل ثلثمائة قلوبهم على قلب آدم، وله أربعون قلوبهم على قلب موسى، وله سبع قلوبهم على قلب إبراهيم، وله خمسة قلوبهم على قلب جبريل، وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل، وله واحد قلبه على قلب إسرافيل " ومعنى التنظير أنهم مثلهم في ميراث العلم أو تشريع الأحكام لكن قطع الأنياء بالوحي والعلماء بالاجتهاد.
الحديث التاسع:
عن بن ابي طالب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل قرض جر منفعة فهو ربا".
الرتبة والتخريج:ضعيف
قال الحافظ فى " البلوغ " 1/ 176 برقم 681: رواه الحارث بن أبى أسامة و إسناده ساقط. و له شاهد ضعيف عن فضالة بن عبيد عند البيهقى. و آخر موقوف عن عبد الله بن سلام عند البخارى.
وقال: قال عمر بن بدر في المغني لم يصح فيه شيء وأما إمام الحرمين فقال إنه صح وتبعه الغزالي وقد رواه الحارث بن أبي أسامة في مسنده من حديث علي باللفظ الأول وفي إسناده سوار بن مصعب وهو متروك ورواه البيهقي في المعرفة عن فضالة بن عبيد موقوفا بلفظ كل قرض جر منفعة فهو وجه من وجوه الربا ورواه في السنن الكبرى عن بن مسعود وأبي كعب وعبد الله بن سلام وابن عباس موقوفا عليهم.تلخيص الحبير - (3/ 34) 1227
وقال البوصيري: هذا إسناد ضعيف، لضعف سوار بن مصعب الهمداني. اتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة - (3/ 115) [2937]
ذكر من قال أن معناه صحيح:
فتاوى نور على الدرب للعثيمين
السؤال:هذه رسالة من السائل عبد اللطيف رسلان من المدينة المنورة يقول سمعت في أحد البرامج الدينية التي تتحدث عن الربا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (كل قرض جر نفعاً فهو ربا) وكرر هذا القول على أنه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وحسب ما أعرفه من اطلاعي على بعض الكتب وبخاصة كتاب التاج الجامع لكتب السنة الصحيحة لم أر هذا النص مسنداً للنبي عليه السلام وكل ما أعرفه أنه قاعدة فقهية فأرجو التكرم بإفادتي عن المرجع وراوي هذا الحديث؟
الجواب: الشيخ: هذا الحديث ضعيف في عزوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ولكن معناه صحيح وذلك لأن القرض إنما يقصد به الإرفاق ودفع حاجة المقترض فإذا تعدى إلى أن يشتمل على منفعة للمقرض مشروطة أو متواطئ عليها فإنه يخرج عن موضوعه الذي من أجله شرع وإلا ففي الحقيقة لولا أنه من أجل إرفاق لكان يحرم أن تعطي شخصاً درهماً ثم يعطيك بعد مدة عوضه درهماً آخر لأن هذا في الحقيقة ربا نسيئة إذ هو مبادلة نقد بنقد مع تأخير القبض لكن لما تضمن الإرفاق والإحسان ودفع الحاجة أبيح بهذا الغرض فإذا جر منفعة إلى المقرض خرج عن موضوعه الذي من أجله أبيح وعلى هذا فكل منفعة يكتسبها المُقرض من هذا القرض فإنه إذا كان ذلك باشتراط أو مواطئة يكون محرم عليه هذا الأمر وكذلك أيضاً لو أن المقرض صار يأخذ بدون اشتراط ويقبل الهدية من هذا الرجل المقترض فإن أهل العلم يقولون إن كان من عادته أن يهدي إليه فليقبل وإن لم يكن من عادته أن يهدي إليه وإنما أهدى إليه من أجل القرض فإنه لا يجوز له قبول هذه الهدية إلا أن ينوي مكافأته عليها أو احتساب ذلك من دينه.
الحديث العاشر:
عن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب).
الرتبة والتخريج:ضعيف
سنن ابن ماجه (2/ 1254) 3819 –،السنن الكبرى للبيهقي (3/ 351) 6651
قال الطبراني: لايروى هذا الحديث عن بن عباس إلا بهذا الإسناد تفرد به الوليد بن مسلم.المعجم الأوسط - (6/ 240)
قال الألباني: ضعيف.سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة - (2/ 142) 705
ذكر من قال أن معناه صحيح:
فتاوى نور على الدرب للعثيمين
السؤال: بارك الله فيكم ورد في معنى الحديث من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب ما صيغة ذلك الاستغفار فضيلة الشيخ؟
الجواب: الشيخ: أولاً هذا الحديث ضعيف ولكن معناه صحيح لأن الله تعالى قال (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) وقال تعالى عن هود (وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ) ولا شك أن الاستغفار سبب لمحو الذنوب وإذا محيت الذنوب تخلفت آثارها المرتبة عليها وحينئذٍ يحصل للإنسان الرزق والفرج من كل كرب ومن كل هم فالحديث ضعيف السند لكنه صحيح المعنى نعم.
يتبع ....