تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

عقيدة النصارى ليست بشيء، ولم تنتشر النصرانية يوماً بالدعوة، بل بقوة السلطان، ولم تمسك رعاياها إلا بالحجب ثم الكذب والتدليس، فهي عقيدة تكررت خمسة عشرة مرة من قبل، وهي ذات العقيدة التي كانت عند الفراعنة والبوذيين وغيرهم، وعقيدتهم لا تؤخذ من كتابهم، وكتابهم لا يُعرف كاتبه جملة بل وتفصيلاً، وكتابهم أخذ (القداسة) من البشر، وكتابهم ينطق بأنه من أقوال مَن لا خلاق لهم ممن يتعاطون أقوال البغايا والسفهاء، وكتابهم يحذره السفيه على نسائه وأطفاله، وهم مختلفون في كل شيء ... اختلاف تضاد لا تنوع ... فكيف لو أظهرنا هذا للناس؟

تراهم يستمسكون به؟؟

إلا عناداً واستكباراً.

وعامة الناس لا تعاند في الغالب، وإنما تتبع، أو تنهزم وتنكبت ثم تتبع حين تصير الغلبة للإسلام وأهله، فهي الآن فرصة سانحة لدعوة النصارى ودعوة المسلمين المفرطين في دينهم.

وكبرى الفوائد في هذه الجعجعة المنتشرة من التنصير توحيد صفوف الصحوة، أو الإفادة من قواها المهدرة بين صفوفها، إذ إنّ الملاحظ الآن أن هناك تكتلات فكرية (صحوية) تتكون لبدء مرحلة من الصراع الفكري الداخلي، ليس بدايتها الصراع بين ما سمي بـ (الجامية)، و (القطبية)، نبتت (الليبرالية الإسلامية) ـ على سبيل المثال ـ واستوت على سوقها وراحت تبارز إخوانها؛ واتخاذ النصارى هدف من شأنه أن يفك هذا الاشتباك ... كجَّدِّ السير يوم بني المصطلق كي لا يتكلم الناس فيما افتراه المنافقون ... إن وجود هدف بعيد مشترك لكل التوجهات الناشئة على الساحة الدعوية من شأنه أن يوفر الجهد ويجمع الشمل.

وهي فرصة لضبط الساحة الفكرية (الدعوية) إذ إنّ النصارى هم مصدر كل القضايا التي تثار على الساحة الدعوية، وخذ مثلا من القضايا المثارة (رضاع الكبير)، وقد أخذت شوطاً طويلاً من النقاش شارك فيه عدد من المتردية والنطيحة وما أكل السبع بجانب العلماء، و (مدة الحمل)، و (زواج بنت التاسعة)، و (الآخر)، و (السلام .. الإرهاب .. الجهاد)، و (حجية السنة والقرآنيون) ... وهم من نبشوا عن الشاذين فكريا، قديماً واليوم.

قديماً فيما عُرف بالاستشراق، الذي جدَّ واشتدَّ وصبر وصابر حتى تعلَّم علمنا التقني في الأندلس وعاد به إلى بلده، ثم عاد إلينا ثانية وأخرج من بطون الكتب ما شتت به فكرنا قرنين أو يزيد من الزمان.

واليوم ـ في واقعنا المعاصر ـ هم من أخرجوا (القرآنيون) وأمدوهم بأسبابٍ، وهم من مكنوا للشاذين من أمثال (شحرور) , و (سيد القمني) و (خليل عبد الكريم) و (أبكار السقاف) ....

فالتنصير الآن تحديداً بعد أن صارت المواجهة معه فكرية لم يعد بمعزل عن العلمانية أبداً. التعاون بينهم شديد. وليس فقط العلمانية بل والمذاهب المنحرفة فهناك تحالف ـ ضمني ـ بين الشيعة والمنصرين , لحساب المنصرين.

الروافض مصدر أساسي من مصادر الشبهات التي يتكلم بها النصارى، وخاصة في الطعن في القرآن الكريم ونساء النبي وصحابة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم ـ، والروافض يحضرون ـ بأشخاصهم أو تسجيلاتهم ـ للحديث في ملتقيات النصارى عن نساء النبي صلى الله عليه وسلم، وعن القرآن وعن أتباع النبي ممن هم على ظهرها اليوم.

ويتجه الجميع إلى (السلفية)، يهجمون على الأشخاص، وقد تعرضوا لشخص الشيخ محمد حسان والشيخ محمد الزغبي والشيخ أحمد السيسي. وهؤلاء هم من تراهم أعينهم، ويهجمون على المساجد، وقد قاموا بحملة كبيرة على مسجد العزيز بالله مؤخرا.

وإنهم اليوم يعلنون عن الكفر صراحة، كان من يكفر يستتر، ثم يهرب إلى الخارج، واليوم يعلن في كل وسيلة متاحه عن كفره، ويواجه الناس، بل ويدعوهم للكفر علانية. وبدى جيداً أن القوم منظمون، يعملون على عدد من المحاور ويتبادلون الأدوار، مما ينذر بأننا أمام هجوم منظم يحتاج من يدفعه بدراية وعلم، عندهم ذراع إعلامية، وذراع قانونية، وذراع بالخارج. وكلها في أفضل حالتها عدةً وعتاداً.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير