[مقدمات أولية، ومنهج مقترح في طلب العلم]
ـ[أبو البشير]ــــــــ[10 - 10 - 09, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه مقدمات أولية لها ما بعدها:
1 - : لا يؤخذ العلم إلا عن العلماء والمشايخ المتحققين به، وكم حذر العلماء من الأخذ عن الكتب.
2 - في عصرنا الحاضر ومع موت العلماء وإيقاف أكثرهم وعدم القدرة على الوصول إلى من تيسر لهم التصدر وعقد الدروس، وربما كانت هناك قدرة لكنها تضعف وتقل ثمرتها مع أعباء الحياة والانشغال الذي يقضي على أوقات الفراغ قضاء – جعل الله عوضا صالحا في تلك الأشرطة التي حفظت دروس المشايخ – حتى الأموات منهم – كما ألقوها من غير زيادة ولا نقصان ولا تغيير، بل إن المستمع الآخذ منها لا يفترق مع من حضر ذلك الدرس المسجل يوم ألقي، بل ربما زاد المستمع إلى الشريط بأمور منها: اختيار الوقت الذي يناسبه – إمكانية إعادة الدرس بأكمله أو جزء منه كبير أو صغير كما يحلو له – إمكانية أخذ أكثر من درس في اليوم أو الأسبوع الواحد، مع إن الدرس ربما لم يكن يعقد إلا مرة كل أسبوع - ... وفوائد أكثر من هذا لمن أراد الاستقصاء.
3 - حفظت شبكة الانترنت لنا هذه الدروس ولعلماء ومشايخ وطلبة علم مختلفة مشاربهم متباعدة بلدانهم، لا يصل الإنسان إليهم إلا بشق النفس، وربما لا يوصل إلى أكثرهم، هذه الأشرطة كلها بلا مقابل مادي، إن كان عند الإنسان وصلة نت حملها بكل يسر وسهولة، أو حملها له صديق أو جار أو حتى حملها هو من نادي نت بأجر زهيد.
4 - الاستمرار في التعلم والتعليم حتم لازم، ومهما أغلق سبيل فتحت سبل، والتارك لهذه السبل لاشك مقصر، وهنا الإحالة على فضل الدعوة إلى الله وتعلم العلم وتعليه في كتب الرقاق والأخلاق.
5 - إذا تزاحمت أوقات طالب العلم ولم يتسنَ له طلب كل العلوم أو أكثرها فعليه أن يختار أهمها وما هو بحاجة إليه، خصوصا مع فتور الهمم وقلة المعين مع هذا التزاحم آنف الذكر.
6 - وهذه العلوم التي لا ينفك أحد عن الاحتياج إليها حتى مع انشغاله وقلة وقته، وربما تغني عن غيرها إلى أن ييسر الله له من الوقت والجهد ما يضيف إليها علوما أخرى هي:
أ - علم التوحيد الذي هو أس الإسلام وأساسه، فلابد من تعلم عقيدة أهل السنة والجماعة والإلمام الجيد بها.
ب - علم الفقه الذي عليه مدار أكثر أعمال الإنسان في يومه وليلته، من صلاة وصيام وزكاة وحج وعمرة وبيع وإجارة ومضاربة ونكاح و ..... الخ بأحكام هذه الأمور وتفاصيلها الدقيقة.
ت - علم السلوك وتزكية النفس وحملها على الطاعات، فيجتزئ الإنسان من الكتب والأشرطة و الأشرطة والأبما يبصره بالطريق، ويبقى الجانب العملي هو المهم من وراء ذلك.
ث - الجانب الفكري الذي يجعله بصيرا بالنهج السليم في قضايا تحوم حوله في واقعه المعاصر، وقضايا أخرى منهجية تستبين بها سبيل المجرمين، من نحو القضايا المتعلقة بالرد على العلمانية والصوفية والشيعة ومعرفة حكم التقريب معهم، معرفة من هم القاديانية – البهائية – معرفة الطريق إلى التغيير والتعامل مع المخالف ... الخ
7 - مراعاة التدرج في التعليم فالمبتدئ لا يصلح له ما يصلح لمن سبقه، ومن أخذا قسط من العلم لابد من تنميته بمستوى أعلى منه، وهكذا، ولابد من مراعاة مستوى الطالب والمنهج الذي يصلح له بدقة.
8 - عنصر الزمن في الدراسة، فلابد من الانتهاء من المنهج المحدد في فترة زمنة مناسبة وألا يترك الموضوع من غير تحديد، تماما كما يجري في الكليات والمعاهد العلمية، وإلا وقع الإنسان فيما وقع فيه أكثر طلبة العلم من مرور السنين تلو السنين ولما ينتهوا من منهج واحد صالح للإنسان المبتدي.
-مما سبق نخلص إلى:
1 - أن يختار الإنسان كتابا في العقيدة مع شرحه لعالم من العلماء المعروفين بالعلم والورع كابن عثيمين وابن جبرين وأمثالهما، ويحاول مذاكرته متابعا ذلك بسماع الأشرطة كما لو كان حاضرا في الدرس،ومن المتون المقترحة في هذا: شرح الواسطية (52 شريط) مع كتاب التوحيد (50 شريط) كلاهما لابن عثيمين، ولو انتهى ذلك في سنة كاملة لحصل الإنسان العقيدة الصحيحة مأصلة تأصيلا علميا بأكثر تفاصيلها في خلال سنة.
2 - أن يختار متنا فقهيا مشروحا بالطريقة السابقة، ويذاكره مع متابعة شرح الشرائط، ومن المقترح في ذلك شرح عمدة الفقه أو أحد الشروح المتوسطة لزاد المستقنع أو شرح لمنهج السالكين لابن سعدي أو غير ذلك على حسب مستوى الدارس، ولو انتهت هذه المرحلة في سنتين لكان عملا جيدا.
3 - متابعة أشرطة الوعظ والآداب والأخلاق لمشايخ معروفين بالصدق والورع والتأثير في المخاطب، وهم كثر والحمد لله، وتكون متزامنة مع الدراسة السابقة للعقيدة والفقه.
4 - متابعة محاضرات المشايخ في القضايا الفكرية المختلفة، وهي كثيرة متوفرة، وتكون ضمن المنهج العلمي السابق.
وغالب الظن أن شريطا واحد فقط في اليوم، مع مذاكرته إن كان في العقيدة أو الفقه – يكفي لإنهاء هذا المنهج الذي لابد منه لطالب العلم في خلال سنتين أو أقل، وساعتها ينجلي الغبار عن طالب علم قوي، ومشروع جيد لعالم في المستقبل مع مواصلة الطلب والتدرج في سلم التعلم.
¥