[من الذي جاء بخبر الأحزاب؟]
ـ[أبو عبدالرحمن المقدسي]ــــــــ[12 - 10 - 09, 04:50 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل هو الزبير أم حذيفة رضي الله عنهما فحديث الزبير اخرجه البخاري وحديث حذيفة اخرجه مسلم؟
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال الحافظ في فتحه: قَوْله: (مَنْ يَأْتِينَا بِخَبَرِ الْقَوْم؟ فَقَالَ الزُّبَيْر أَنَا)
ذَكَرَهَا ثَلَاث مَرَّات، وَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْجِهَادِ فِي " بَاب فَضْل الطَّلِيعَةِ " ذَكَرَهَا مَرَّتَيْنِ، وَمَضَى شَرْح الْحَدِيث فِي مَنَاقِب الزُّبَيْر، وَقَدْ اِسْتَشْكَلَ ذِكْرُ الزُّبَيْرِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ فَقَالَ شَيْخنَا اِبْن الْمُلَقِّن: اِعْلَمْ أَنَّهُ وَقَعَ هُنَا أَنَّ الزُّبَيْر هُوَ الَّذِي ذَهَبَ لِكَشْفِ خَبَر بَنِي قُرَيْظَة وَالْمَشْهُورُ كَمَا قَالَهُ شَيْخُنَا أَبُو الْفَتْحِ الْيَعْمُرِيُّ أَنَّ الَّذِي تَوَجَّهَ لِيَأْتِيَ بِخَبَرِ الْقَوْم حُذَيْفَةُ كَمَا رَوَيْنَاهُ مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاقَ وَغَيْره. قُلْت: وَهَذَا الْحَصْر مَرْدُود، فَإِنَّ الْقِصَّة الَّتِي ذَهَبَ لِكَشْفِهَا غَيْرُ الْقِصَّة الَّتِي ذَهَبَ حُذَيْفَة لِكَشْفِهَا، فَقِصَّة الزُّبَيْر كَانَتْ لِكَشْفِ خَبَر بَنِي قُرَيْظَة هَلْ نَقَضُوا الْعَهْدَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْمُسْلِمِينَ وَوَافَقُوا قُرَيْشًا عَلَى مُحَارَبَةِ الْمُسْلِمِينَ، وَقِصَّة حُذَيْفَةَ كَانَتْ لَمَّا اِشْتَدَّ الْحِصَارُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِالْخَنْدَقِ وَتَمَالَأَتْ عَلَيْهِمْ الطَّوَائِفُ ثُمَّ وَقَعَ بَيْنَ الْأَحْزَابِ الِاخْتِلَافُ وَحَذَّرَتْ كُلُّ طَائِفَةٍ مِنْ الْأُخْرَى وَأَرْسَلَ اللَّه تَعَالَى عَلَيْهِمْ الرِّيحَ وَاشْتَدَّ الْبَرْد تِلْكَ اللَّيْلَة فَانْتَدَبَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ يَأْتِيه بِخَبَرِ قُرَيْشٍ، فَانْتَدَبَ لَهُ حُذَيْفَة بَعْد تَكْرَاره طَلَب ذَلِكَ، وَقِصَّته فِي ذَلِكَ مَشْهُورَة لَمَّا دَخَلَ بَيْنَ قُرَيْشٍ فِي اللَّيْلِ وَعَرَفَ قِصَّتَهُمْ وَرَجَعَ وَقَدْ اِشْتَدَّ عَلَيْهِ الْبَرْدُ، فَغَطَّاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى دَفِئَ"
ـ[أبو زكريا يحيى الباكستاني]ــــــــ[12 - 10 - 09, 10:43 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
إشكا لك قد أجاب عنه ابن حجر في الفتح وهذا كلامه:
((وقد استشكل ذكر الزبير في هذه القصة فقال شيخنا بن الملقن اعلم أنه وقع هنا أن الزبير هو الذي ذهب لكشف خبر بني قريظة والمشهور كما قاله شيخنا أبو الفتح اليعمري أن الذي توجه ليأتي بخبر القوم حذيفة كما رويناه من طريق بن إسحاق وغيره قلت وهذا الحصر مردود فان القصة التي ذهب لكشفها غير القصة التي ذهب حذيفة لكشفها فقصة الزبير كانت لكشف خبر بني قريظة هل نقضوا العهد بينهم وبين المسلمين ووافقوا قريشا على محاربة المسلمين وقصة حذيفة كانت لما اشتد الحصار على المسلمين بالخندق وتمالأت عليهم الطوائف ثم وقع بين الأحزاب الاختلاف وحذرت كل طائفة من الأخرى وأرسل الله تعالى عليهم الريح واشتد البرد تلك الليلة فانتدب النبي صلى الله عليه و سلم من يأتيه بخبر قريش فانتدب له حذيفة بعد تكراره طلب ذلك وقصته في ذلك مشهورة))
فتح الباري [7/ 508 (طبعة دار السلام) كتاب المغازي باب غزوة خندق]
وقد ورد صريحا في بعض روايات قصة الزبير أن القوم الذي أتى هو بخبرهم هم بنو قريظة كما أوضح ذلك ابن حجر نفسه قال:
((قوله من يأتيني بخبر القوم يوم الأحزاب في رواية وهب بن كيسان عن جابر عند النسائي لما أشتد الأمر يوم بني قريظة قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من يأتينا بخبرهم الحديث وفيه أن الزبير توجه إلى ذلك ثلاث مرات ومنه يظهر المراد بالقوم في رواية بن المنكدر وسيأتي بيان ذلك في المغازي وأن الأحزاب من قريش وغيرهم لما جاؤوا إلى المدينة وحفر النبي صلى الله عليه و سلم الخندق بلغ المسلمين أن بني قريظة من اليهود نقضوا العهد الذي كان بينهم وبين المسلمين ووافقوا قريشا على حرب المسلمين))
فتح الباري [6/ 65 (طبعة دار السلام) كتاب الجهاد والسير باب فضل الطليعة]
ورواية وهب بن كيسان عند النسائي الذي أشار إليه ابن حجر كالتالي:
((8786 \ # 8792 - أنبأ محمد بن عبد الله قال حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن هشام بن عروة قال قال وهب بن كيسان أشهد لسمعت جابر بن عبد الله يقول لما اشتد الأمر يوم بني قريظة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يأتينا بخبرهم فلم يذهب أحد فذهب الزبير فجاء بخبرهم ثم اشتد الأمر أيضا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتينا بخبرهم فلم يذهب أحد فذهب الزبير ثم اشتد الأمر أيضا فقال النبي صلى الله عليه وسلم من يأتينا بخبرهم فلم يذهب أحد فذهب الزبير فجاء بخبرهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لكل نبي حواريا وإن الزبير حواري))
[سنن النسائي الكبرى بترقيم شعيب الأرناؤوط كما في الشاملة 11000]
بل ورد في صحيح البخاري نفسه التصريح بذلك كما في الحديث التالي:
((حدثنا أحمد بن محمد أخبرنا عبد الله أخبرنا هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال كنت يوم الأحزاب جعلت أنا وعمر بن أبي سلمة في النساء فنظرت فإذا أنا بالزبير على فرسه يختلف إلى بني قريظة مرتين أو ثلاثا فلما رجعت قلت يا أبت رأيتك تختلف قال أوهل رأيتني يا بني قلت نعم قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من يأت بني قريظة فيأتيني بخبرهم فانطلقت فلما رجعت جمع لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أبويه فقال فداك أبي وأمي))
[كتاب مناقب أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - باب مناقب الزبير بن العوام 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -]
والحمد لله على توفيقه.
¥