[محاولة المنافقين اغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم-]
ـ[أبو عمر العتيبي]ــــــــ[23 - 04 - 02, 02:55 ص]ـ
####محاولة المنافقين اغتيال الرسول -صلى الله عليه وسلم-####
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن أعداء الإسلام صنوف وأنواع ومن أخطر أولئك الأعداء هم من يظهر الموافقة ويبطن المخالفة، ممن يتكلمون بألسنة أهل الإسلام، ومن جلدتهم، بل قد يكونون مع أهل الإسلام في بعض مواطن الجهاد والقتال.
أولئك هم المنافقون الذين حذر الله منهم كثيراً، وسجل فضائحهم ونعوتهم في آيات كثيرة في سور متعددة كسورة "البقرة" وسورة "التوبة" أو "الفاضحة" وسورة "محمد" وسورة "المنافقون".
وإن أعظم سورة فضحت المنافقين وبينت مكنوناتهم هي سورة "التوبة" والتي تسمى أيضاً بِـ"الفاضحة" لأنها فضحتهم، وجلت حقيقتهم، وبينت كيفية كيدهم للإسلام.
وقد تنوعت طرق المنافقين في حربهم للإسلام وأهله: فمِن تَخَلُّفٍ عن الجهاد والقتال، ولمز للمتصدقين، وعهود كاذبة، ووعود مخلفة، وكذب في الحديث، وخيانة للأمانة، وتخذيل للمؤمنين، وإرجاف بين المسلمين، ونكوص عند اللقاء والمواجهة، وتآمر في السر، ومساجد ونحوها للضرار والمحاربة، وطعن في حكم الشرع، وغمز في النبي المصطفى الكريم -صلى الله عليه وسلم-.
بل بلغ الحال بهم أن حاولوا اغتيال النبي -صلى الله عليه وسلم- وقتله.
وفي هذا الموضوع أسلط الضوء على هذه المحاولة؛ محاولة الغدر والخيانة من أهل النفاق والزندقة، والتي أرادوا بها إطفاء نور الله، والقضاء على خاتم الأنبياء والمرسلين -صلى الله عليه وسلم-.
{يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم، ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون}
والعجيب أن هذه المحاولة كانت في وقت ظهر فيه عز الإسلام ورسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم-، وفي وقت كانت فيه جنود الإسلام تحف برسول الإسلام وقد بلغت تلك الجنود من الألوف العشرات!
فانظروا إلى جرأة أهل النفاق!
لقد أرادوا أمراً قد عجز عنه اليهود والنصارى في تلك الحال وذلك الزمان.
فاليهود حاولوا قتل النبي -صلى الله عليه وسلم- في ظروف قريبة من ذلك، ولكن شتان ما بين حال المسلمين ورسول الإسلام -صلى الله عليه وسلم- بعد بدر وخيبر، وما بين حالهم في غزوة تبوك بعد فتح مكة، وإسلام هوازن، وبداية دخول الناس في دين الله أفواجاً.
فالمنافقون أشد خطراً، وأعظم ضرراً من اليهود والنصارى والمشركين، فالواجب الحذر منهم، والتحذير، وبيان أخلاقهم، وكشف مخططاتهم ومؤامراتهم.
والواجب ألا ينخدع المسلمون بهم وبما يظهرون، فالله عنهم يقول: {ولتعرفنهم في لحن القول والله يعلم إسرارهم}.
وقال تعالى: {وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم، وإن يقولوا تسمع لقولهم، كأنهم خشب مسندة، يحسبون كل صيحة عليهم، هم العدو فاحذرهم، قاتلهم الله أنى يؤفكون}.
والآن أبين تلك المحاولة الغاشمة الآثمة، والتي حاول فيها المنافقون قتل الرسول -صلى الله عليه وسلم- واغتياله.
########## لفظ القصة ##########
عن أبي الطفيل عامر بن واثلة -رضي الله عنه- قال: [لما أقبل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من غزوة تبوك أمر منادياً فنادى: ((إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذ العقبة، فلا يأخذها أحد))
فسار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في العقبة؛ يقوده حذيفة، ويسوقه عمار، إذ أقبل رهط متلثمون على الرواحل، فغشوا عماراً، وهو يسوق برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأقبل عمار يضرب وجوه الرواحل، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لحذيفة: ((قُدْ قُدْ، ويا عمار: سُقْ سُقْ))
فأقبل عمار على القوم فضرب وجوه رواحلهم، حتى هبط رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من العقبة، فلما هبط، ورجع عمار قال: ((يا عمار، هل عرفت القوم؟))
فقال عمار -رضي الله عنه-: قد عرفت عامة الرواحل، والقوم متلثمون.
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((هل تدري ما أرادوا؟)).
قال عمار -رضي الله عنه-: الله ورسوله أعلم.
قال -صلى الله عليه وسلم-: ((أرادوا أن ينفروا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-فيطرحوه)).
¥