هلْ يصعدُ الدجَّالُ جبلَ أُحُدٍ؟
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[15 - 10 - 09, 10:42 م]ـ
هلْ يصعدُ الدجَّالُ جبلَ أُحُدٍ؟
قالَ الإمامُ أحمدُ بنُ حنبلٍ رحمه الله تعالى في مسنده:
حَدَّثَنَا يُونُسُ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ؛ يَعْنِي ابْنَ سَلَمَةَ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مِحْجَنِ بْنِ الْأَدْرَعِ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ، فَقَالَ: يَوْمُ الْخَلَاصِ، وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ، يَوْمُ الْخَلَاصِ، وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ، يَوْمُ الْخَلَاصِ، وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ، ثَلَاثًا، فَقِيلَ لَهُ: وَمَا يَوْمُ الْخَلَاصِ؟ قَالَ: يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدًا، فَيَنْظُرُ الْمَدِينَةَ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ: أَتَرَوْنَ هَذَا الْقَصْرَ الْأَبْيَضَ؟ هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ! ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ، فَيَجِدُ بِكُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلَكًا مُصْلِتًا، فَيَأْتِي سَبْخَةَ الْجَرْفِ فَيَضْرِبُ رُوَاقَهُ، ثُمَّ تَرْجُفُ الْمَدِينَةُ ثَلَاثَ رَجَفَاتٍ، فَلَا يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلَا مُنَافِقَةٌ، وَلَا فَاسِقٌ وَلَا فَاسِقَةٌ، إِلَّا خَرَجَ إِلَيْهِ، فَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلَاصِ. اهـ.
مسند الإمام أحمد – 19184.
وهو حديثٌ ضعيف؛
وذلك للإنقطاع بين عبد الله بن شقيق العقيلي، ومحجن بن الأدرع الأسلمي، فهو لم يسمع منه،
وقِيل إن بينهما رجاء بن أبي رجاء الباهلي، كما عند أحمد – 19285؛
ورجاء: مجهول.
ولنكارة لفظة: "فيصعد أُحدًا"،
لآن جبل أحد داخلٌ في حرم المدينة، لقوله r:
المدينة حرمٌ ما بين عير إلى ثور. اهـ. مسلم – 3327.
قال العلامة علي بن عبد الله بن أحمد الحسني السمهودي:
ورَدَّ الجمال المطري على من أنكر وجود ثور، وقال: إنه خلف أحد من شماليه صغيرٌ مدوَّرٌ، يعرفه أهل المدينة خلفٌ عن سلفٍ.
قلت: وهو الآن مشهورٌ ومعروفٌ، ومن علم حجةٌ على من يعلم؛ وثبت بذلك أن أحدًا من الحرم. اهـ.
خلاصة الوفا بأخبار دار المصطفى 1/ 24.
وقالت لجنة تحديد حدود حرم المدينة في تقريرها:
وصلت اللجنة إلى جبل ثور، ويقع خلف أحد من الشمال الشرقي ... إلى أن قالت: وتقرر أن تبدأ الحدود، من طرف عير الجنوبي الشرقي، مدخلة سد بطحان ومذينيب، وتتقاد ببتر متواصلة مع وسط الحرة، بعد كل ثلاثة كيلوات بتر كبيرة ملوَّنة، يكتب عليها حد الحرم، إلى أن تصل جبل ثور من الشمال الشرقي، مخرجة جبل وغيره، ومدخلة جميع جبل أحد، والخزان الذي حوله، والمصانع وما حولها من البساتين، ومنطقة العريض والعوافي وقربان، إلى امتداد سد بطحان، حتى يحاذي طرف عير من الشرق. ا. هـ.
فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ 5/ 211.
وقال الدكتور عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ:
إن أحُدًا من الحرم، فلا يصعده الدجال، ولا يُمكَّن منه،
والآفة في هذا الحديث: سعيد الجريري؛ وهذا من إختلاطه،
أو حماد بن سلمة؛ فهذا من أوهامه، وحديثُ الصحيح يردُّه. اهـ.
حدود حرم المدينة المنورة، مجلة المنهل العدد - 499 ص 70 - 70. الربيعان 1413هـ. سبتمبر - أكتوبر 1992م.
قلت (القائل: عبد القادر مطهر):
بل سماع حماد بن سلمة من سعيد الجريري صحيح، لأنه سمع منه قبل الإختلاط.
قال الحافظ العجلي عن الجريري: بصري ثقة، واختلط بآخره. روى عنه في الاختلاط، يزيد بن هارون، وابن المبارك، وابن أبي عدي، وكل من روى عنه مثل هؤلاء الصغار، فهو مختلط؛ إنما الصحيح عنه حماد بن سلمة، والثوري، وشعبة، وابن علية. وعبد الأعلى أصحهم سماعًا، سمع منه قبل أن يختلط بثمان سنين. اهـ.
معرفة الثقات 1/ 394.
وقد تابع سعيدَ الجريري خالدُ الحذاء، كما في مستدرك الحاكم – 8631؛
وخالدٌ: ثقة.
وحمادُ بن سلمة: ثقة عابد، أثبت الناس في ثابت، تغير حفظه بآخره.
والصحيحُ: أن يُعلَّ الحديثُ بما أسلفنا.
والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[احمد بن خليل]ــــــــ[15 - 10 - 09, 11:06 م]ـ
السلام عليكم
لقد استمعت لاشرطة الشيخ المنجد حفظه الله عن علامات الساعة و ذكر هذا الحديث من باب الاستدلال مما يدل على صحة الحديث عنده بل جعلها من دلائل النبوة والله اعلم
ـ[مصعب الجهني]ــــــــ[16 - 10 - 09, 12:17 ص]ـ
هذا الحديث معناه صحيح؛ وأهل المدينة باديتهم وحاضرتهم علمائهم وعوامهم يحفظونه كالفاتحه!
وجبل ثور:
لا أعرفه في المدينة؛ وقد سألت عنه كبار السن والقدامى والعارفين من أهل البادية فما عرفوه وانكروه؛ وكنت قرات تحديد البلادي الحربي حين قال: هو جبل الدقاقات اعتماداً على رواية بعض المحاميد؛ وهذا خطأ؛ فجبل ثور اختلف في أصل وجوده فالعلماء المتقدمين زعم بعضهم أن ثور ليس في المدينة وإنما جبل بمكة وهو الصواب.
والجرف:
موضع معروف حتى اليوم؛ وهو الآن حي كبير من غربي المدينة؛ والسبخة مكان كالقاع تجتمع فيه سيول جبل حبشي والشعاب المجاورة وهي أرض بيضاء ملحية تُنبت أشجار الأثل والعشر؛ وإلى الآن الموضع غير مأهول بالسكان؛ ويحد الجرف من الشمال موضع يسمى الربوة؛ وأهل المدينة يقولون بأن الدجال سينزل في هذا الموضع ولأجل ذلك هجروه ولم يسكنوه!
وجبل أحد قد صعدته مراراً:
وإذا صعده الرجل يشاهد جميع المدينة وحدودها والمسجد النبوي تراه أبيض اللون ناصع البياض؛ ولعل سر ذلك البياض أنه قد بُني من الحجارة والرخام الأبيض؛ وهذا من دلائل النبوة فمن أخبر نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم بأن مسجده سيبنى بأحجار الرخام البيضاء وهو حين يحدث أصحابه بهذا الحديث المسجد مبني من السعف والجريد ومسقف بجذوع النخل؟؟
¥